أمر من السلطان العثماني إلى الولاة بترصد التجار الكفار كان ذلكيوم الجمعة ، غرة ذي الحجة سنة 951(الجمعة 13 شباط سنة 1545) في عهد السلطان سليمان القانوني 359 - كتب - كتب بمسودة جندره جي زاده، وختم وأرسل إلى حضرة الباشا، قال محمدجلبي بأنه أعطي إلى يوسف مساعدأمير أمراء الشام
إلى أميرأمراء الشام قدم إلى سدة سعادتيحاليا معروض وفيه أن أكثرية الكفار في الكنائس وغيرها بالقدس الشريف يخفون الدروعوالأسلحة. وأقول بأن إخفاء طائفة الكفار للدروع والأسلحة ليست علامةخير. فإذا جاءك حكمي الشريف واجبالاتباع، فعليك الاهتمام الشديد بهذا الأمر فنبه محافظي القلاع والمساعدين ورجال القلعة ألا يكون بيد أحدمن هؤلاء الكفار أي شيء من جنس السلاح. وألا يحمل أحد من الكفار أو غيرهم منالقادمين إلى الكنيسة لإجراء طقوسهم الباطلة أي نوع من أنواع الأسلحة. وقد فوضت إلىرأيك الصائب أمر حفظ وحراسة وضبط وصيانة ذلك الجانب بصورة كلية. فمقتضى فراستكوكياستك الوافرة أن تكون حريصا ومهتما بتلك الصورة كيلا يطرأ أي خلل على شرفسلطنتي. وقيل أن البعض من طائفةالتجار يأتون إلى طرابلس بقصد التجارة ثم يحصلون على إذن بحجة عدم دفع القيمةالمطلوبة لمتاعهم ويأتون إلى الشام وحلب ويتزيون بزي المسلمين ويذهبون إلى جهاتالبصرة وهرمز. فنبهوا رؤساء قوافل طائفة التجار الذين يغادرون طرابلس وسائر الرؤساءوالزعماء وأكدوا عليهم بضرورة معرفة من هم هؤلاء التجار الذين يغادرون طرابلس وماهي نواياهم وأعمالهم وما هي أشياؤهم ومتاعهم، وأين يذهبون، وهل هم من الحربيين أممن أهل الخراج، واحرصوا في كل الأوقات ومن كل الوجوه على ألا يكون بيدهم أو معهم أيشيء يتعلق بالسلاح. وان تكونوا مطلعين على جميع أحوالهم وأوضاعهم ، وتكلفوا الرجالالثقاة والمعتمدين في القوافل التي تخرج من المدينة والاختلاط بهم بصورة خفية يومينأو ثلاثة إذا اقتضى الأمر لمعرفة أشيائهم ومتاعهم ويطلعوا على أحوالهم وأوضاعهمبصورة كاملة. وأن تكون الخيول التي يركبونها من نوع الحصن وليس من الخيول العربية ،كما يجب الحرص على ألا تكون بغالهم من النوع الجيد بل من النوع الأقلقيمة. وقيل أن الكافرين القادمينمن دار الحرب للزيارة والمقيمين بالقدس الشريف متحدون ومتضامنون ويقومون بأنواعالمعاملات عن طريق البيع والتسوق. فيجب الاهتمام بهذا الأمر أيضا، وعدم السماحللقادمين من الكفار للزيارة بالبقاء بعد أداء طقوسهم ، ويعودوا إلى ديارهم. وفي المحل المعروف بقمامة داخلالقدس الشريف كنيسة تحتوي على كهوف بداخلها أعداد كثيرة من الكفار، حيث يجتمع فيهاالكثير منهم فتغلق عليهم خمسة أو ستة أيام. فيجب ألا يتأخر القادمون للزيارةويعودوا بعد أداء طقوسهم. وعليك الحرص الشديد على ألا تؤدي الخدع والحيل إلى إيقاعضرر. ولكن يجب الحذر من تدفعك هذه الحجة إلى التصرف بصورة مغايرة للعهد الشريف وإلىالتعدي والتجاوز خلاف الشرع الشريف. الأحوال بجانب البصرة مقررة وعليك العمل علىضوئها ، وتكون دائم الحذر واليقظة وعدم تفويت دقيقة واحدة من الحرص والاهتمام. ويجبعليك تحذير البعض من تجار الشام وحلب من تربية الخيول، كيلا يقوم أي فرد بتربيةالخيول والبغال القوية وعليك ألا تفشي حكمي الشريف هذا لأحد وتكتب إلي عن يوموصوله، وما هي الاستعدادات التي اتخذت بصورة سرية. كتب بهذه الصورة أيضا إلى يوسف بك أميرالقدس ترجمه من العثمانية كمال خوجة.
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان