منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   جزائري...وأحب مصر (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=7826)

madabou 24-11-2009 03:53 PM

جزائري...وأحب مصر
 

الكاتب عبد العزيز كحيل
الثلاثاء, 24 نوفمبر 2009 18:19
عبد العزيز كحيل

كيف لا أحب أرض الكنانة وأنا أعلم أن عامّة أهلها يحبون أرض الشهداء؟ أتفرّق بيننا كرة القدم وقد جمع بيننا الإسلام؟ الله أكبر... أبدعوى الجاهلية وبين أيدينا قرآن يقول: "إنّما المؤمنون إخوة" وسنّة تقول عن العصبية: "دعوها فإنّها منتنة"؟ أتحملني لعبة على بغض إخوة لي في الدين امتزجت دماؤهم بدمائنا في حرب التحرير الجزائرية وفي حروب مصر مع العدوّ الصهيوني؟ هل يعقل أن نترك الإعلام المغرض والموجّه سياسياً يصنع أفكارنا ومشاعرنا ويحرّك سلوكنا وهو يقلب الحقائق وينفح في جمر الإثارة؟ من أجل مباراة رياضية يحرق سفهاء علم بلد شقيق ويعتدي سفهاء آخرون على عمّال وطلبة أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في فوز فريق أو إخفاق آخر ؟

لقد قرأت وسمعت من عقلاء الجزائر ومصر ما يثلج الصدر لكن أوساطاً علنيّةً وخفيّةً ترفض إخماد نار الفتنة وتغطي بصراخها وعويلها على أصوات العقلاء والحكماء هنا وهناك وكأن لها مصلحةً كبيرةً في إذكاء الفتنة وإحداث القطيعة بين قطبين يحتضنان الإسلام والعربية ليخلو الجوّ للفرنسيين والصهاينة في ميادين الاستثمار والتوجيه السياسي والإعلامي.

لا، لن أنجرّ وراء الدهماء ولن أقبل أن أكون أداة طيّعة عمياء تسيّرها سياسة تقتنص الفرص لخدمة أغراض بعيدة عن الوطنية والقومية رغم الشعارات المرفوعة. أنا متعلّق بمصر تعلّقي بالجزائر وبكل بلاد الإسلام، ويؤلمني ما يصيب إخواني هنا وهناك من جرّاء استفحال الغوغاء، وأرفض السخرية برموز البلدين والاعتداء عليها وأنبذ كل أنواع العنف لأني أبصر أعداء الإسلام يفرّكون أيديهم فرحاً ويضحكون ملء أشداقهم بما فعلته بنا الأيادي الآثمة ويشجّعون ذلك... ألم يدع الكيان الصهيوني الإرهابي "الجزائر ومصر إلى التعقّل والتحلّي بالحكمة"؟ ها قد أصبح آل فرعون واعظاً! بل تطوّع – كما نقلت الأخبار – أن يتوسّط بين الطرفين !!!

قالوا إن هذه المباراة قبرت القومية العربيّة الّتي ماتت في 1967، فليكن ذلك فليس هو بالخطب الجلل لأن الانتماء الّذي لا يموت هو الإسلام... الإسلام جنسيتنا وهويتنا وأبونا وأمّنا:

أبي الإسلام لا أب لي سواه *** إذا ما افتخروا بقيس أو تميم

وهذا الانتماء هو صمّام الأمان الذي تتكسّر على بنائه الشامخ كل الدعوات الجاهليّة وتتمزّق في سمائه الرايات العميّة... باسمه أرفض النعرة الفرعونية والعصبية الفرنكوفونية، فلا أتلذذ –معاذ الله- بمظاهر العدوانية في الجزائر أو القاهرة أو الخرطوم، بل أندّد بالمتاجرين بالإشاعات المروّجين للأباطيل الّذين يدغدغون العواطف لنشر البغضاء والشحناء والحيلولة دون عودة العقل إلى الجماهير الّتي خدروها بكرة القدم، وهي لعبة حوّلوها إلى أفيون يخدّر وإله يعبد من دون الله لإلهاء الأمّة عن مشاكلها المتشابهة هنا وهناك فضلاً عن أن تؤدّي رسالتها الحضارية في دنيا الناس، ولن ننسى في الجزائر ومصر وغيرهما من الدول العربيّة أن حالة الطوارئ ساريّة منذ عقود تغيّب العمل السياسي وتكبح الحريات الفرديّة والجماعية وأن الأميّة ضاربة أطنابها ومعها أزمات الفقر والبطالة والسكن...إنهم يريدون صرف الاهتمام بالقضايا المصيريّة بطلاسم الكرة وهتافات الشوفينية المقيتة في جوّ ساد فيه جنون حقيقي بفعل أبواق شحذت أسلحة الجاهلية الأولى في مشهد يحي بحق أيام داحس والغبراء، ونحن نعلم أن تلك حرب غبيّة حمقاء خسرت فيها تميم وذبيان معاً، لا يجوز أن نترك أصحاب النفوذ يبعثونها من جديد بعد أن أراحنا الإسلام منها.

وإنّي أتساءل والألم يعتصرني: أين الحركة الإسلامية؟ أين دعاة المشروع الإسلامي في هذه الليالي الظلماء التي يفتقد فيها البدر؟ ماذا يقول عنّا وعنهم إخواننا في غزة وقد كانوا ينتظرون منّا المدد المعنوي والدعم المادّي والسياسي قبل أن يفاجؤوا بانقسام آخر كله أسى وأسف؟ نعم ، لقد تكلّم بعض العلماء هنا وهناك ونصحوا وبيّنوا وأعذروا، لكن القضيّة تتجاوز الأفراد كما تتجاوز ردود الأفعال لأنّها في حاجة إلى تبنّي التيار الإسلامي لها تأصيلاً وتربيّةً لإخماد الفتنة من جهة ولقمع الجاهليّة المطلّة بقرنها من جهة أخرى وذلك بتعرية الانحراف العقدي والفكري والسلوكي والعودة بالشعوب إلى صفاء العقيدة والأخلاق الإيمانية، هذا ما يحل المشكلة نهائيّاً، وليس دعاء كل طرف الله لينصر فريقه، فهذه مهزلة بل استخفاف بالدين واعتداء في الدعاء.

إذا كنت مسلماً واعيّاً فإنّي لا أفرّق بين الفريقين الجزائري والمصري، وإن كنت من هواة كرة القدم فيستوي عندي أن يمثّلنا في المحافل الدوليّة هذا الفريق أو ذاك، هذا هو الإسلام الّذي تعلّمته من عبد الحميد بن باديس وحسن البنا، هذه هي آصرة العقيدة الّتي حرّرها مالك بن نبي وسيّد قطب، هذه هي الأخوّة في الله الّتي تشرّبتها من البشير الإبراهيمي ويوسف القرضاوي، هذه هي حقيقة الانتماء الّتي تدرسها جامعة الأمير عبد القادر والجامع الأزهر... وبالمناسبة فلنتذكّر أن الشيخ محمّد الغزالي كان رئيس المجلس العلمي (والعميد الفعلي) لجامعة قسنطينة الإسلاميّة كما أن محمّد الخضر حسين كان شيخا للأزهر وهو جزائري الأصل... هذا ما يجعلنا نحبّ أحمد عرابي الّذي قاد الثورة في وجه الأنجليز كما نحبّ الأمير عبد القادر الّذي قاد الجهاد ضد الغزاة الفرنسيين.

إنّي أدعو الحركة الإسلامية بمؤسّساتها وجرائدها وعلمائها إلى التحرّك بقوّة لإطفاء الحريق الّذي ينذر بالانتشار ولتذكير الناس بروح الأخوّة الإيمانيّة لتتغلّب على روح القبيلة، يعنينا أن نصحّح الوضع ونعيد اللحمة ونفوّت الحسابات السياسويّة ونرغم أنوف أعداء الأمّة... وإذا كانت كرة القدم عامل فرقة ومثار عداوة فلتذهب إلى الجحيم.

عاشت الجزائر وعاشت مصر في ظل الانتماء للإسلام والأخوّة في الله.
عبد العزيز كحيل


حنين المغازي 24-11-2009 04:50 PM

رد: جزائري...وأحب مصر
 
بارك الرحمن فيكِ أختنا الغالية وفى الكاتب الرائع

والجزائر أخت مصر وستظل هكذا إلي قيام الساعة إن شاء الله مهما حاول الغوغائيون وأصحاب الحناجر التى لا تصرخ إلا بوجه إخوتها وأمام الغريب لا نسمع لها همساً ولا صدى

وأنا مسلمة مصرية أحب الجزائر وكل الدول العربية وكل أمتي الحبيبه

ولا أبالي والله بما فعل السفهاء

madabou 25-11-2009 01:06 AM

رد: جزائري...وأحب مصر
 
ألف شكر على ردك الجميل أختي الكريمة

إنما المؤمنون إخوة

شعار قرآني ظهر منذ الأزل وسيبقى إلى الأبد، فما جمعه الله لا يفرقه الشيطان إن شاء الله تعالى

ونحن في الجزائر نحب إخواننا في مصر في الله، وهذه المحبة هي أسمى محبة في الوجود

:1012:مرة أخرة

حنان 25-11-2009 12:36 PM

رد: جزائري...وأحب مصر
 

ونحن نحب الجزائر وأهلها

ونقول لهواة إشعال الفتن ( موتوا بغيظكم )

إن أخوة الإسلام أقوى من كل مكائدكم

جزاكِ الله خيرا أختنا الحبيبة


الساعة الآن 11:07 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام