الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من المشهور عندنا وهكذا علمنا في مدارسنا وجامعاتنا أن موسى عليه الصلاة والسلام تزوج ابنة شعيب عليه الصلاة والسلام إى أن اطلعت على رسالة مفردة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعنوان(رسالة في قصة شعيب ) فاطلعت عليها وراجعت كلام الشيخ فتبين مايلي وسوف أنقل لكم كلامه وكلام غيره: قال ابن تيمية في رسالته:
ولم يذكر عن هذا الشيخ أنه كان شعيبا ولا أنه كان نبيا ولا عند أهل الكتابين أنه كان نبيا ولا نقل عن أحد من الصحابة أن هذا الشيخ الذي صاهر موسى كان شعيبا النبي لا عن ابن عباس ولا غيره بل المنقول عن الصحابة أنه لم يكن هو شعيب. وقال:
وأما شياع كون حمى موسى شعيبا النبي عند كثير من الناس الذين لا خبرة لهم بحقائق العلم ودلائله وطرقه السمعية والعقلية فهذا مما لا يغتر به عاقل فإن غاية مثل ذلك أن يكون منقولا عن بعض المنتسبين إلى العلم وقد خالفه غيره من أهل العلم وقول العالم الذي يخالفه نظيره ليس حجة بل يجب رد ما تنازعا فيه إلى الأدلة . وقال:
وإن كان الثعلبي قد ذكر أنه شعيب فلا يلتفت إلى قوله فإنه ينقل الغث والسمين فمن جزم بأنه شعيب النبي فقد قال ما ليس له به علم وما لم ينقل عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا عن الصحابة ولا عمن يحتج بقوله من علماء المسلمين وخالف في ذلك ما ثبت عن ابن عباس والحسن البصري مع مخالفته أيضا لأهل الكتابين فإنهم متفقون على أنه ليس هو شعيب النبي فإن ما في التوراة التي عند اليهود والإنجيل الذي عند النصارى أن اسمه يثرون وليس لشعيب النبي عندهم ذكر في التوراة. وقال أيضا رحمه الله في الجواب الصحيح:
وذكر في القرآن أن موسى أتاها وتزوج ببنت واحد منها فظن بعض الناس أنه شعيب النبي وهذا غلط عند علماء المسلمين مثل ابن عباس والحسن البصري وابن جريج وغيرهم كلهم ذكروا أن الذي صاهره موسى ليس هو شعيبا النبي وحكى أنه شعيب عمن لا يعرف من العلماء ولم يثبت عن أحد من الصحابة والتابعين.
قلت : وذكر ابن جرير الطبري شيخ المفسرين مايلي : عن أبي عُبيدة، قال: كان الذي استأجر موسى ابنُ أخي شعيب يثرون . عن ابن عباس قال: الذي استأجر موسى: يثرى صاحب مدين.
قال أبو جعفر: وهذا مما لا يُدرك علمه إلا بخبر، ولا خبر بذلك تجب حجته، فلا قول في ذلك أولى بالصواب مما قاله الله جل ثناؤه( وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ... قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ) تعني بقولها: استأجره ليرعى عليك ماشيتك.
وقرأت في تفسير ابن أبي حاتم:
عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: يَعْنِي قَوْلَهُ:" " فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ " ، يَقُولُونَ: شُعَيْبٌ وَلَيْسَ بِشُعَيْبٍ، وَلَكِنَّهُ سَيِّدُ الْمَاءِ يَوْمَئِذٍ".
علما إخوتي ان هناك كثير من كتب التفسير من يذكر أنه شعيب عليه الصلاة والسلام ولكن والله أعلم الراجح ما ذهب إليه ترجمان القرآن وإمام التابعين الحسن البصري والله تعالى أعلم.
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان
وأنا أيضا غير مقتنعة إطلاقا بأن هذا الرجل الصالح كان شعيبا عليه السلام
وسمعتُ من أحد الشيوخ أنه لو كان شعيبا مااستأجر موسى عنده وهو يعلم أنه خير منه وهو من أولى العزم من الرسل ، وأنه لادليل تاريخى على أن موسى عاصر شعيبا عليهما السلام
بارك الله فيك أخانا
توقيع : حنان
ماعنك يشغلنى مالٌ ولاولدُ ... نسيتُ باسمك ذكْرَ المال والوَلَدِ
فلو أريق دمى فى التُرْب لانكتبت ... به حروفك لم تنقُصْ ولم تَزدِ