بعد خمسة عشر سنة من الاعتقال خرج إلى الدنيا ليتنفس الصَّعداء
ظنَّ انَّه ودَّعَ العذابْ وأنْ قدْ حانَ الآن ليجني الثمار، هرول بسرعة في طريقه إلى بيته..
شوقٌ يطير , ولهيب طول الوقت يحرقه , والضحكات يوزعها على طولِ الطريق .
نام على الأرض ليحتضن التراب ثم شمَّ رائحتها إنها ما زالت كما هي لم تتغير رغم نجاسة اقدام الغاصبين....
مر بشجرِ الزيتون قطف بضعا منها وملأ كل فمه به مرة واحده لدرجة انه لم يستطع بلعها إلا بصعوبة فابتسم لها ومسح بيده عليها وقبلها قبلة َ العاشقين ،ورصاصة طائشة محفورة بين أضلعها كانت ستصيبه يوما ما فحَمته شجرة الزيتون بأفرعهـا وأصيبت هي .
شق طريقه كطائرةٍ حربيةٍ تخترق السَّحاب وأحسَّ أن كل شيء متغير.. عــدا رآآئحــة الزيــتون والليمون
الطريق معالمه مشوهة
لم يعدْ الطريق الذي يعرفه
هنا كانت مدرسته !!!يا إلهي أين ذهبت مدرستي ؟هل قدمي أخطأت الطريق؟
هذا هو المسجد الذى بجوار مدرستى اعرفه كظلي ؟إذن فأنا لم أخطيء الطريق !
وضع يده على باب المسجد ليدخل ، لكـن فجأة فتح الباب وخرج منه مجموعـة من اليهود المتدينين ، استغرب ماذا يفعلون بداخل المسجد ,صوَّب بصره للائحة مكتوب عليهاا
كنيست!
صدمته الكلمة وكاد أن يسقط على الارض
غصة في حلقه, ضاقت أنفاسه
اصطدم به يهودي خارج من المسجد وسقط على الارض وتبعه اليهود الاخرون يدوسونه بأقدامهم ,أنقذ نفسه بالكاد من بين اقدامهم , حمل الآآهات ومضى..
تذكر وقتهـا أنه ما زال فلسطينيا
كانت نقطة تفتيش هناك , كنا نلعب في هذه البقعة ونبنى من الطين مجسم الأقصى بعد هطول المطر..فيشتعل صدر اليهودي من الغضب
فيهدمه بضربة واحدة..
كل خطوة كان يسيرهـا يشم رائحة الارض
كل هذه المدينة تحولت لحلم خيالي تدور أحداثه على خشبة المسرح بأحداث مثيره للسخرية.
اقترب من بيته ,ما هذا؟ لا أصدق! مستوطنه كبيرة !
بيتي؟ أهلى؟إلى أين أسير؟
طار عقله وقفز قلبه من الصدمة، انطلق بضعة خطوات,
أوقفه الجنود ماذا تريد؟
هذا بيتي .. انطلقت الضحكات ,
مَنْ ؟ بيتك؟! هذه المستوطنة بيتك!
هيا اثبت لنا أنها بيتك....
لا فائدة
عرف انه فلسطيني مرة أخرى....
عندها قرر أن يودعَ مدينة القدس ويرحل إلى جنةِ الخلد فذهب ليودع
المسجد الأقصى قبل رحيله..
وبعد عنـآآء طويــل تمكن من الدخول
فمست أقدامه ارض المسجد الأقصى وسرت قشعريرة بجسده
كبَّر وركع وسجد فأحس بحنانِ الأرض يغمره بالأمان.
فجأة هوى جزء من السقف وهو يصلى
سقط على إثره عصفور كان قد اتخذ من ذلك المكان عشا لـه
ولكن العصفـور كان ينــزف
وسقط علم فلسطين الذي كان مثبتا في ذلك الجزء المنهـار
ومعه عش العصفور أيضا سقط وتبعثر .
حملت يداه العصفور ولف جناحه النازف بعلم فلسطين
ثم نظر إليه وقال هكذا حالي يشبه حالك مكسور الجناح وبلا عش
وخرج من المسجد.
رأى الجرافات وهى تحفر بجانب المسجد فسقطت دمعة من عينيه وحمل حفنة تراب في يده وقبَّلها ثم ودَّعها الوداع الأخير.
وصرخ بأعلى صوته لا لهدم الأقصى وتهويد القدس..
.القدس قدسنـا والأرض أرضنـا
فانطلقت رصاصة قاتلة إلى قلبه وعجنت الجرافات دماءه بالتراب ونام
شكرا لكي اختي حنين
حقيقي ابكتني هذه القصة التي نراها كل يوم ولكن لا املك الا الدعاء اللهم حرر مسري حبيبنا
اللهم انصرنا علي أعداءنا اللهم لاتحرمنا الصلاة في المسجد الاقصي
اللهم حرر فلسطين بأيدينا اللهم ارزقني وكل أعضاء المنتدي موتا في سبيلك
اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد
اللهم ءامين
توقيع : أسيل
عندما نعيش لذواتنا فحسب فان الحياة تبدو قصيرة ضئيلة
تبدأ من حيث بدأنا نعي وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ،
أما عندما نعيش لغيرنا أي عندما نعيش لفكرة
فأن الحياة تبو طويلة عميقة تبدأ من حيث بدأت الانسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض . . . . . . .