لكل من فكر يوماً بحفظ القرآن وفشل، نقدم له هذه المقالات المبسطة بأسلوب علمي مشوق بهدف حفظ القرآن وفهمه بشكل عميق ومبسط ....
مقدمة طالما بحثتُ عن تفسير يعينني على حفظ كتاب الله تعالى بسهولة ودون تعب.. ولكن لم أحصل عليه بعد.. وطالما أرسل لي إخوة وأخوات يطلبون تفسيراً مبسطاً بل شديد التبسيط يساعدهم في الحفظ ومعرفة المعاني الدقيقة للآيات وبشكل مشوق ودون ملل.. ولكن لم أعثر على شيء يثلج الصدور، وبخاصة لمن لا يعرف شيئاً عن القرآن! من هنا نشأت فكرة هذا التفسير الذي يسَّره الله لنعرضه تباعاً من خلال هذا الموقع، ومن ثم نشره في كتيبات سهلة التصفح والتحميل. وسوف يكون الأسلوب جديداً في الحفظ والتدبّر، بل والتعمق في معاني الآيات، من دون أي مَلَل، وهذا ما دعانا لاستخدام الصور العلمية لتثبيت المعنى وربط الآيات بالصور لتثبيت حفظ الآيات وعدم نسيانها بسهولة. أخي الحبيب! قبل كل شيء يجب أن تضع هدفاً أمامك وهو أن تلقى الله تعالى وأنت حافظ لقرآنه في صدرك.. فهذا القرآن سيكون رفيقَك لحظة الموت وفي قبرك ويوم لقاء ربك.. بل هذا الحفظ للقرآن الكريم سيغيّر شخصيتك للأبد.. ويعيد برمجة دماغك ويطور قدراتك الإبداعية في الفهم والإدراك والاستيعاب، ويمنحك قوة شخصية مميزة.. وهذا ليس خيالاً، بل عن تجربة شخصية أحببتُ أن أوصلها لكل من يبحث عن هدف في هذه الدنيا، هدف يضمن له السعادة والرزق والحياة المطمئنة، واستقرار نفسي مذهل.. ولذلك منذ الآن ابدأ ولا تنتظر فقد يكون الموت أقرب إليك مما تتصور.. نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم حفظ كتابه المجيد.. وأن يجعله شفيعاً لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون... إلا من أتى الله بقلب سليم! الأهداف يجب أن تضع هذه الأهداف أمام عينيك وتعمل على تحقيقها من خلال حفظ القرآن: 1- تدبر القرآن وفهمه الكريم بأسلوب علمي مبسط. 2- حفظ القرآن الكريم كاملاً من دون ملل. 3- فتح آفاق للتعمق في معاني الآيات والتعلق بالقرآن الكريم. 4- تطوير طريقة تفكيرك والتمتع بقوة في الشخصية. 5- التخلص من الخوف والقلق والتمتع بسعادة مطلقة. 6- تغيير حياتك بالكامل نحو الأفضل، والإحساس بحلاوة القرآن. 7- أن تشعر كل لحظة وكأنك تعيش مع الله سبحانه وتعالى. فاتحة الكتاب أول شيء يجب عليك أن تبدأ به هو اسم الله الذي أوجدك في هذه الدنيا رحمة بك، فهو رحمك عندما خلقك، ويرحمك في كل لحظة في الدنيا، وسوف يرحمك لحظة الموت ويوم القيامة، ولذلك لابد أن تبدأ حفظك لهذا الكتاب وتقول (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)) وتتذكر رحمة هذا الخالق العظيم الذي رزقك وأعطاك الصحة وهذه النعم الكثيرة، مثل نعمة البصر والسمع والقوة والعقل... ولذلك لابد أن تحمد هذا الإله العظيم على هذه النعم وتقول (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2))، فهو ربك ورب كل شيء ورب هذا الكون، وحتى الأكوان التي لا تراها هو ربها وخالقها سبحانه وتعالى.
لا تظن أنك وحدك في الكون.. هناك عالم الجن وعالم الملائكة وعالم النمل وعوالم أخرى ربما تعيش على كواكب بعيدة ... كل ما تتصوره وما لا تتصوره له رب واحد هو (رب العالمين) وكلمة (العالمين) تعني هذا العالم وعوالم أخرى لا نراها.. الله هو ربها، ألا يستحق هذا الإله العظيم أن نعبده ونحمده فنقول (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)؟ وهذا يدعوك لتتذكر من جديد رحمة الله عليك أن جعلك مسلماً، وألهمك حفظ كتابه، فهو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.. وأن الله قادر أن يرحمك ويغفر لك فلا تيأس من رحمة (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3))، وهذا تأكيد من الله تعالى، على أن رحمتَه وسعت كل شيء، فالله أرحم بك مما تتصور. ولذلك ومنذ هذه اللحظة يجب عليك أن تزيح همومك وأحزانك وخوفك وتتذكر ذلك اليوم الذي يحشر الله فيه المخلوقات ويحاسب كل مخلوق على أعماله، فلا يضيع حق لك لأنك ستقف بين يدي الله (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4))، في ذلك اليوم الحكم لله فهو الملك القادر على كل شيء، سبحانه وتعالى. بعد أن أدركتَ عظمة هذا الإله الرحيم لابد الآن أن تخلص العبادة له وحده، وأن تلجأ إليه وتقول (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)). فلك وحدك يا رب أعبد، وبك وحدك أستعين وألجأ وأحتاج. ولكن يا رب، لا يوجد غيرك من يهديني إلى الطريق المستقيم ولذلك أدعوك وأقول (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6))، هذا الصراط هو طريق المتقين وهو (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) من عبادك المؤمنين وأبعدني عن طريق من غضبت عليهم من المنافقين والملحدين، ومن ضلوا عن طريقك، فاهدني إلى طريق (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)).. آمين .. فاستجب لي يا رب واجعلني من عبادك المهتدين. والآن أخي الحبيب! اقرأ معي هذه السورة العظيمة التي اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم أعظم سورة في القرآن، وحاول أن تتأمل معانيها العميقة وتغمض عينيك وتبحر في أسرار آياتها، عسى الله أن يكشف لك معاني جديدة لم يكشفها لغيرك، إنه على كل شيء قدير.