منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   معًـا نبني خير أمة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=100)
-   -   وَحدة ألأمه وسبيل نجاتها (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=8239)

عاهد ناصر الدين 14-12-2009 03:37 PM

وَحدة ألأمه وسبيل نجاتها
 
بسم الله الرحمن الرحيم

وَحدة الأمة وسبيل نجاتها
بقلم : عاهد ناصرالدين
قال الشاعر
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت آحادا
بيت الشعر هذا يعبر عن الحقيقة التي تدركها المجموعات البشرية في كل زمان ومكان أن
الإجتماع هو الذي يتحقق فيه النصر والعزة والقوة والظفر، أما الفرقة والتفرق فلا تجلب إلا الويلات والمصائب والكوارث .
وإن المتتبع لما يجري في العالم الإسلامي يجد القتال الدامي الذي يجري في أماكن متعددة من العالم الإسلامي من أجل التقسيم؛تقسيم المقسم وتمزيق الممزق كما هو حاصل في الصومال والسودان والصحراء المغربية والعراق واليمن وغيرها .
قتل مستحر بين المسلمين من أجل التقسيم والإنفصال والفرقة والشرذمة ومزيد من المعاناة بإشعال الحرائق في جسد الأمة الإسلامية وتنقلها من مكان إلى آخر ضمن برامج سياسية خططها أعداء الأمة لإبقائها في صراع تتأجج ناره في كل وقت وحين خدمة للأطراف الدولية
وفي اليمن مثلا نرى كي اشتعلت الحرب مع الحوثيين،وكيف أعطاها الإعلام طابعا مذهبيا كما هي المحاولة في العراق وتصوير الحرب أنها بين السنة والشيعة .
هل يدرك المسلمون بعامة والأطراف المتصارعة أن ما يجري لا يخدم إلا أعداء الأمة الإسلامية ، وأن المتقاتلين هم وقود هذه الحروب المستعرة هنا وهناك .
وبالرغم من تصريحات السفير البريطاني ” تيم تورلو ” لصحيفة الصحوة بتاريخ 16/2/2008م حيث قال ” … إن الحكومة البريطانية تدعم 100% وحدة هذا البلد، ونرى أن الوحدة تصب في المصلحة السياسية والاقتصادية لليمن وتعزيز دورها في المنطقة….. “، إلا أن النظام يجب أن لا يركن لبريطانيا في الحفاظ على وحدة اليمن، لأن بريطانيا عدوة الإسلام والمسلمين، كثيرا ما سارت جنبا إلى جنب مع أمريكا للحفاظ على مصالحها، وكثيرا ما تخلت عن رجالها وقت الأزمات، والله سبحانه وتعالى يقول {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113، ولأن أمريكا ستستمر في التحريض على الانفصال وتقسيم البلد لإضعافه، وليسهل عليها السيطرة على مقدرات البلاد وخاصة جنوبه المليء بالخيرات مثل النفط والغاز.
إن الحفاظ على وحدة اليمن والعراق والسودان وعلى باقي بلدان العالم الإسلامي واجب شرعي، بل إن توحيد البلاد الإسلامية هو واجب شرعي فلا يصح الإنجرار وراء من يدعو إلى تقسيم البلاد بحجة فساد النظام، فبدلا من المطالبة بتقسيم البلاد إلى أجزاء متناثرة يجب أن تتحرك الشعوب لمطالبة حكامها برفع الظلم عن الناس وتحصيل الحقوق، وإنكار منكرات النظام، وإجباره على رعاية شؤون الناس رعاية صحيحة وفق أحكام الإسلام، كل ذلك واجب على المسلمين، ولكن لا يصح بحال من الأحوال تمزيق اليمن ولا أي بلد من بلاد المسلمين إلى مزق وكيانات كرتونية يُنصَّب عليها من يكون تابعا للأجنبي ، يطبق سياساته ، ألا يكفي أن الكفار قد مزقوا العالم الإسلامي إلى أكثر من سبعة وخمسين مزقه، ونصبوا حكاما متسلطين على رقاب الأمة، يسومونها جميع أصناف الذل والهوان والعذاب، وإذا اجتمعوا تآمروا وإذا تفرقوا تناحروا،فأضاعوا البلاد والعباد، فكانوا عاراً وسبةً على هذه الأمة الإسلامية الكريمة.
في هذه الأيام المباركة يتوافد الملايين من المسلمين إلى بيت الله الحرام تعظيماً لله واستجابة لأمره بأداء فريضة الحج، مهلّلين مكبّرين حامدين الله سبحانه على نعمة الإسلام، معلنين البراءة من كل الشركاء، من أوثان ومخلوقات ونظم وضعية.
فالحج عبادة عظيمة، يجسّد المسلمون في شعائره عبوديتهم لله وحده، يجتمعون يوم عرفة على صعيد واحد في مشهد عظيم يجسّد وحدة المسلمين عرباً وعجماً، شعوباً وقبائل جاءت من كل فج عميق، في اجتماع مهيب لأمة عظيمة عروتها الوثقى الإسلام، فهو عقيدتها ونظام حياتها، وبه وحده قوامُها وعزّتها ووحدتها، لا في غيره من نظم وقوانين وضعية وقوميات فاسدة وحدود استعمارية مصطنعة.
وفي يوم الأضحى يستحضر المسلمون أسمى معاني التضحية في سبيل الله والامتثال لأمره، تأسّياً بأبيهم إبراهيم عليه السلام، مجدّدين العهد مع الله سبحانه في بذل النفس والمال لإقامة شعائر الإسلام في الدنيا، رجاء الفوز بالدار الآخرة ورضوان من الله أكبر.
إن الحج من شعائر الله التي تجمع المسلمين كلهم على صعيد واحد، وتتجلى فيه وحدة المسلمين بكثير من المظاهر: وحدة في الشعائر، ووحدة في المشاعر، ووحدة في الهدف، ووحدة في الحال، فلا إقليمية ولا عنصرية ولا عصبية للون أو جنس أو طبقة، فالرب واحد، والدين واحد، والقبلة واحدة والأمة واحدة مهما غرس الكفار بينها من عوامل التجزئة لتفريقها، ومهما نصبوا عليها من حكام ظلمة لا يرعون فيها إلاً ولا ذمة
الواجب على المسلمين أن يهتموا بأمر وحدتهم كما هو اهتمامهم بالحج؛فأمر الوحدة داخل بلدان العالم الإسلامي من جهة وفيما بينها من جهة أخرى بحاجة إلى علاج جذري وبيانه بشكل مفصل وعلى أساس شرعي يضمن استمراره فاليمن بحاجة إلى وحدة وفلسطين والسودان وسوريا وكل بلد من بلدان العالم الإسلامي المترامي الأطراف ؛ إذ أن كافة البلاد الإسلامية ، لا يُطبَّق فيها الإسلام ، وهي مفتوحة للسفارات الأجنبية وكأنها الحاكم الحقيقي ، فحولت البلاد الإسلامية إلى مناطق صراع وأزمات اقتصادية وسياسية وإجتماعية وفتن واقتتال داخلي يحصد الأرواح بأعداد هائلة ويهدر مقدرات الأمة وثرواتها وما حرب العراق مع إيران ،والعراق والكويت ببعيدة عن أذهاننا
إن الشرع الإسلامي يفرض أن يكون المسلمون جميعاً في دولة واحدة، وأن يكون لهم خليفة واحد لا غير، ويحرم شرعاً أن يكون للمسلمين في العالم أكثر من دولة واحدة، وأكثر من خليفة واحد ، وهذا السبيل الوحيد لنجاة الأمة من هذه الحرائق والحروب الدامية ومن كل المشاكل والأزمات التي تعاني منها .
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103

عاسف المهرة 03-03-2010 09:08 AM

جزيتم خيرا كثيرا


الساعة الآن 05:32 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام