الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: تعريفها:
قال الماورديّ: المروءة مراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها، حتّى لا يظهر منها قبيح عن قصد، ولا يتوجّه إليها ذمّ باستحقاق. أدب الدنيا والدين (306). درجاتها:
قال ابن القيم :الأولى: مروءة المرء مع نفسه، وهي أن يحملها قسرا على فعل ما يجمّل ويزين، وترك ما يقبّح ويشين، ليصير لها ملكة في العلانية، ولا يفعل خاليا ما يستحي من فعله في الملإ، إلّا مالا يحظره الشّرع والعقل.
الثّانية: مروءة المرء مع الخلق، بأن يستعمل معهم شروط الأدب والحياء، والخلق الجميل، ولا يظهر لهم ما يكرهه هو من غيره لنفسه.
الثّالثة: المروءة مع الحقّ سبحانه، ويكون ذلك بالاستحياء من نظره إليك، واطّلاعه عليك في كلّ لحظة ونفس، وإصلاح عيوب نفسك جهد الإمكان فإنّه قد اشتراها منك، وأنت ساع في تسليم المبيع، وليس من المروءة تسليمه معيبا.مدارج السالكين 2/ 368
مما ورد فيها من الأحاديث:
*عن سهل بن سعد- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه- عزّ وجلّ- كريم يحبّ الكرماء ويحبّ معالي الأمور، ويكره سفسافها .قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1800 في صحيح الجامع .
*(عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه-: أنّ رجلا أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلّا الماء، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «من يضمّ أو يضيّف هذا؟» فقال رجل من الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت: ما عندنا إلّا قوت صبياني. فقال: هيّئي طعامك، وأصبحي سراجك ، ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء. فهيّأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونوّمت صبيانها، ثمّ قامت كأنّها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنّهما يأكلان، فباتا طاويين . فلمّا أصبح غدا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «ضحك اللّه اللّيلة أو عجب من فعالكما فأنزل اللّه:وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).البخاري (3798) واللفظ له، ومسلم (2054)
*عن سهل- رضي اللّه عنه- أنّ امرأة جاءت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ببردة منسوجة فيها حاشيتها.أتدرون ما البردة؟ قالوا: الشّملة. قال: نعم. قالت:نسجتها بيدي، فجئت لأكسوكها، فأخذها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم محتاجا إليها، فخرج إلينا وإنّها إزاره، فحسّنها فلان، فقال: اكسنيها، ما أحسنها!. قال القوم: ما أحسنت.لبسها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم محتاجا إليها، ثمّ سألته وعلمت أنّه لا يردّ. قال: إنّي واللّه ما سألته لألبسها، إنّما سألته لتكون كفني. قال: سهل فكانت كفنه)[البخاري- (1277)
*عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: بعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي خير. يا محمّد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت. فترك حتّى كان الغد، ثمّ قال له: «ما عندك يا ثمامة؟» فقال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر. فتركه حتّى كان بعد الغد، فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي ما قلت لك. فقال: «أطلقوا ثمامة». فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثمّ دخل المسجد، فقال:أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه.يا محمّد، واللّه، ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه إليّ. واللّه، ما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدّين إليّ. واللّه، ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحبّ البلاد إليّ. وإنّ خيلك أخذتني، وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشّره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأمره أن يعتمر. فلمّا قدم مكّة قال له قائل:صبوت؟ قال: لا واللّه، ولكن أسلمت مع محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا واللّه، لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتّى يأذن فيها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.البخاري(4372) واللفظ له. ومسلم (1764)
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان
إخوتي في الله بوركتم وجزاكم الله خيرا على مروركم الطيب
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان
عن سهل- رضي اللّه عنه- أنّ امرأة جاءت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ببردة منسوجة فيها حاشيتها.أتدرون ما البردة؟ قالوا: الشّملة. قال: نعم. قالت:نسجتها بيدي، فجئت لأكسوكها، فأخذها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم محتاجا إليها، فخرج إلينا وإنّها إزاره، فحسّنها فلان، فقال: اكسنيها، ما أحسنها!. قال القوم: ما أحسنت.لبسها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم محتاجا إليها، ثمّ سألته وعلمت أنّه لا يردّ. قال: إنّي واللّه ما سألته لألبسها، إنّما سألته لتكون كفني. قال: سهل فكانت كفنه)[البخاري- (1277)