من عجلون إلى العالم
 

"من عجلون إلى العالم".. سفر في الفكر والذات والعالم

في يوم 20 أكتوبر 2014، وأنا أكتب مقدمة كتاب (من عجلون إلى العالم) الذي سيجمع بعضًا من مقالاتي، تكون قد مرت 22 عامًا على صدور العدد الأول من "خلاصات كتب المدير"، وهو العدد الشهير الأثير الذي صدر بعنوان: "العميل يدير الشركة"؛ والذي تحولت بعده "خلاصات" من حلم إلى هاجس ، ثم إلى مشروع ، ثم إلى أسلوب حياة؛ حيث ما زال عملاؤنا هم من يديرون شركتنا.

في السنوات العشر الأولى من مشروعنا لم نفكر أبدًا في كتابة مقدمات للخلاصات، ولكن عندما أصدرنا "المختار الإداري" في يناير 2002 وبدأنا نلخص المجلات الإدارية، تجلَّت الحاجة إلى كتابة مقال افتتاحي لكل عدد. وحينما صدرت "علاقات" عام 2007، بدأت أكتب مقالين كل شهر، ومرت السنوات لأجد في جعبتي مئات المقالات التي يسعدني أن أضعها بين أيديكم عبر كتابي: "من عجلون إلى العالم."

ولكن على الرغم من تنوُّع طروحات المقالات وتعدد موضوعاتها ما بين التنمية والتربية والتمتين والقيادة والإدارة وتطوير الذات، فقد ظلت تعكس رؤيتي الخاصة، وتركيزي على إحداث تغيير جذري في المجالات التي أعتقد أن الأمة العربية ما زالت تعاني نقصًا حادًا فيها. لكن ابتكار وإدارة التغيير لم تكن ولن تكون أمرًا سهلاً على الإطلاق؛ لأننا عندما نفكر في تغيير الواقع، فإن ذلك يعني محاولة إقناع الناس لتغيير أنفسهم. لكننا نعرف أن معظم جهود التغيير تؤول إلى الفشل لأنها تصطدم عادةً بما يريده الناس لا بما يحتاجونه. مع أن الحل – من وجهة نظري – هو أن نغير ما بأنفسنا بدلاً من تغيير أنفسنا؛ وذلك بأن نركز على ما نحتاجه أكثر مما نريده.

من القضايا التي شغلتني كثيرًا وحاولت تغييرها؛ مشكلات: البطالة، وحرية التعبير والتغيير، وعدم مصداقية التدريب، وغياب البحث العلمي الجاد، وعدم احترام حقوق الملكية الفكرية، وانحراف جهود التنمية البشرية وتحولها من إدارة إلى تجارة، والاهتمام بالشهادات والاعتمادات الزائفة أكثر من التعليم والجودة والإبداع. ولهذه الأسباب وجدنا كل إبداعات العصر الرقمي تأتي من الغرب؛ بل إن منظومة الفضاء الإلكتروني العالمية العملاقة ومحركاتها التي تشمل: "جوجل" و"فيسبوك" و"يوتيوب" و"واتساب" و"أمازون" و"لينكدإن" و"سكايب" و"فايبر" و"تويتر" و"ويكيبيديا"، وغيرها كثير، قد أنجزت جلها – إن لم تكن كلها – على أيدي يهود، ولم يكن للعرب أية مساهمات فيها.

وفضلاً عن اهتمامنا، نحن العرب، بالشكل والمظهر أكثر من المضمون والجوهر، ركزنا أيضًا على تنمية المهارات أكثر من بناء وترسيخ منظومة القيم، رغم أن التربية الإدارية هي تربية أخلاقية بالدرجة الأولى. فكل أساليب ومهارات وأنظمة وقوانين وأدوات العالم لا تساوي شيئًا دون الالتزام الأخلاقي. القيادة القائمة على المبادئ هي كل شيء، ودونها ستبقى مشكلاتنا – إلى الأبد – قائمة ومتفاقمة. لقد اعتراني هذا الإحساس حقًا وأنا أكتب كثيرًا من مقالات هذا الكتاب، حيث كتبت معظمها تشبثًا بالأمل وإيمانًا مني بأهمية العمل؛ مدفوعًا بالكثير من الميزات التنافسية التي أثرت تجربتنا، ومنها:

• التفرد: رغم مرور 22 عامًا على انطلاقة مشروعنا، ما زلنا وحيدين في مجال نقل خلاصات الكتب والمجلات العالمية إلى الأمة العربية.
• التراث: محتوانا يعود إلى ربع قرن مضى، وبدأنا مؤخرًا تلخيص كلاسيكيات الإدارة في القرن الماضي.. لنحقق عمقًا تاريخيًا وأكاديميًا أيضًا.
• التنوع: أضفنا خلاصات التربية إلى خلاصات الإدارة، ومختصرات المقالات إلى خلاصات الكتب، والحلقات المسموعة إلى النصوص المقروءة.
• التجديد: لم نتردد في إضافة إصدارات جديدة، وواصلنا تطوير موقع (إدارة.كوم) الذي سيظهر قريبًا في حلة جديدة وسنضيف إليه أكثر من عشر ميزات مبتكرة قبل نهاية عام 2014، كما سنطور رديفًا سعوديًا خاصًا لخدمة قاعدة عملائنا الكبرى في السعودية.
• التحرير: قد يظهر من ينافسنا ويقلدنا، ولكن من الصعب مضاهاة أسلوبنا وامتلاك قاموسنا، مع المحافظة على حقوق الملكية الفكرية للآخرين؛ من مؤلفين ومترجمين وناشرين.

بهذا التميز والتفرد والتجدد أقدم لكم مقالاتي التي تعكس جزءًا من تجربتي وجوانب رحلتي، وارتحالي من جبال "عجلون" الجميلة والسفر في هذا العالم الواسع عبر آفاق التنمية والتربية والتمكين والتمتين، وغيرها من المفاهيم والمصطلحات التي عرفتموني بها.

نسيم الصمادي
Edara | Home page