قال الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه الرائع تشبه الخسيس بأهل الخميس ص11 وما بعدها: ومِن التَّشبُّه بالنصارى ما يفعله جهلة أهل بعلبك والبقاع من إيقاد النيران ليلة عيد الصَّليب في الكروم, وهذا أيضًا من إظهار شعار النَّصارى, قُبحًا لفاعلهِ. ومن ذلك: إيقادُ النيران [والقناديل] ليلة الميلاد, وشراءُ الشمع والتوسعةُ [والتلذذ] بالحلوى والقطايف, وإظهارُ السرور والرّهج وإعطاء المدحْرجين . فإنَّ في هذا إحياء لدين الصليب وإحداث عيد ومشاركة المشاركين, وتشبهًا بالضالين! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم).فيا مسكينُ: أين تذهب بعقلك؟! إلى كم تهربُ من متابعة [سنّةّ] نبيك محمد صلى الله عليه وسلم إلى [متابعة] شعار أعدائك؟! إلى كم هذه التفرقة والتململ من سُلوكِ الصِّراط المستقيم إلى سبيل الشياطين [الضالين] ؟! إنْ تعبدت شردْت في العبادة, أو تسللت لواذًا يمينًا وشمالًا. وإنْ سلكت في [طريق] العلم دخلت في الحيل والرُّخص وقلت: أنا مُقلدُ الأئمَّة! وإنْ دخلت في التجارة والبيع احتلت في المعاملة الرَّبوية بكل طريق, وأكثرت الحلف الذي يحرم على التاجر [فعله], وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتابعَين: (إنْ صدقا وبيَّنا بورك لهما [في بيعهما], وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما). و [اعلم انَّك] إن أمرْت بمعروف أو نهيت عن منكر, فربما انحرفت إلى الشرور وثارت نَفَسُك واعتديْت, فيكون ما أفسدتَ أكثر مّما أصلحت. وإن ليَّنت لقرابتك ولذي الجاه والسلطان وأقمت الحد على الضعيف والجاهل, دون القوي والعالم, فقد عصيت بذلك, وإن غضبت لنفسك في إنكارك حيث ينُلُ منك فلا بدَّ لك في علِمِك من أن تكون [حكيمًا] حليمًا, ولا بدَّ في العمل من الإخلاص, قال الله تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وقال تعالى: ( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) فليكن رفقُك بالمبتدع والجاهل حتى تردهما عن ارتكباه بلين. ولتُكنْ شدَّتك على الضَّال الكافر, ومعَ هذا فارْحم المبتلى, واحمد الله على العافية, ( كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ [فَتَبَيَّنُوا] . وانظر إلى نفسك وقت النهي عن المنكر وعند الأمر بالمعروف بعين المقت, وانظر إلى أخيك العاصي الجاهل بِعين الرَّحمة, من غير أن تترك أوامر الله [تعالى] أو حدًا من حدود الله. فاتباعُ السُنةِ حياة القلوب وغذاؤها.فمتى تعوَّدت القلوبُ بالبدع وألفتها لم يبقَ فيها فضلُ للسُّنن.
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان
رد: كلام نفيس للإمام الذهبي عن الاحتفال بعيد الميلاد
وإياكم وأحسن الله إليكم وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وينشرون الخير والسنة
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان