لاشك أن غيرة الإنسان على أهل بيته من الأخلاق الطيبة وخاصة فى المسلمين
فنحن نعجب أشد العجب من أخلاق الغرب التى تحاكى أخلاق الخنازير فى عدم غيرتهم على محارمهم
والمرأة التى لايغار عليها زوجها هى امرأة مسكينة حقا
فهذه الغيرة تعتبر مقياسا للحب والإهتمام من الطرف الآخر
وقد وردت أحاديث عدة تمدح هذا الخلق الحميد ، منها ماورد فى الحديث المشهور
حدثني عبيد الله بن عمر القواريري وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري واللفظ لأبي كامل قالا حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة بن شعبة قال سعد بن عبادة : قال لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا أغير منه والله أغير مني من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن .
وفى المقابل ورد أيضا أحاديث بشأن ذم الخلق الذميم المقابل للغيرة وهو الدياثة منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ثلاثة قد حرّم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر الخبث في أهله ) .
لكن يجب أن نعلم أن المغالاة فى فعل الشىء قد تفسده
فخير الأمور الوسط
ونحن أمة تميزت بهده الوسطية ، بل إن وسطية الإسلام صفة مميزة له عن الديانات الأخرى التى اشتهرت بالمغالاة وإخراج الشىء عن حدوده المعقولة ، وظهر هدا التيسير فى أمور عدة فى إسلامنا الحنيف ليس هنا المجال لسردها
قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )
والوسطية لاتعنى تمييع الأمور ، فهذا هو التفريط ، فيجب الإعتدال بين كلا الأمرين
فالغيرة إن كانت فى حدودها المعقولة كانت شيئا جميلا يشعر المرأة بأنوثتها واهتمام زوجها بها وحبه لها
أما إن زادت عن الحد المعقول بما يجعل الرجل تحت مسمى الغيرة والحب يحاول إرغام أنف زوجته ويحاول فرض سيطرته عليها فقط ليثبت لها أنه هو الرجل وسيد القرار ويجب أن يطاع بلا أدنى نقاش ، بل ويتخد قرارات متهورة طائشة بإحراجها أمام الناس أو حبسها مثلا فى المنزل أو عدم زيارتها لأهلها أو منعها من تدريس القرءان الدى تعلمته لئلا يصبح حجة عليها أمام ربها ، فهذا أمر عجيب ، وغير مقبول
وأوضح أننى هنا لئلا يساء الفهم أننى من أشد المؤيدين لمبدأ قوامة الرجل وأن السفينة لايقودها سوى قائد واحد ، هذا القائد هو الرجل بلا شك لما حباه الله من صفات ليست لدى المرأة
ولكن للأسف يسىء الكثيرين من الرجال فهم هذه القوامة ويتعبرونها مبررا لكسر الطرف الآخر وتحطيم شخصيته والإستخفاف بكلامه وأحلامه
وليتهم تعلموا من سيد الرجال - صلى الله عليه وسلم - أخذه النصيحة من أم سلمة - رضى الله عنها - فى الموقف المشهور فى صلح الحديبية
فاقتناعه - صلى الله عليه وسلم - وهو المؤيد بالوحى وسيد الخلق ، اقتناعه برأى امرأة لم يقدح فى مقامه ولم ينقص من رجولته التى لم يُرَ لها مثيلا
ويجب أن ننوه لأن هناك شعرة دقيقة جدا تفصل بين الغيرة والشك
فيجب مراعاة هذه الشعرة لئلا ندخل فى مجال الشك الذى يكن جارحا جدا لقلب الزوجة
وفى النهاية أسأل الله أن يديم الود فى بيوت المسلمين
لأن الأسرة المسلمة الصالحة والسعيدة هى اللبنة الأولى فى إصلاح المجتمع والأمة
hgydvm fdk hgYtvh' ,hgjtvd' çgûdRé hgydvm K yg, K jtvd' çgiRç~ fdk ,çgêRd~
توقيع : حنان
ماعنك يشغلنى مالٌ ولاولدُ ... نسيتُ باسمك ذكْرَ المال والوَلَدِ
فلو أريق دمى فى التُرْب لانكتبت ... به حروفك لم تنقُصْ ولم تَزدِ