عدت اليكي يا قدس ُ
أصبحت القدس ُ تكرهني بعدما كانت صديقتي الصدوقة
صرت أخاف منها
وأرتعب من الحديث عنها
أهرب من النظر إليها
و التفكير فيها
أخشى التأمل في أسوارها و محرابها
هكذا استمر الحال
حتى أتتني مرة في رؤية وأنا مثقلٌة بالهموم
نظرت إلي بعيون دامعة
رأيتها وكأنها تعاتبني على فراقي لها
تحدثني بصمت اشتقت لدعئك
ما بالكم تخليتم عني
وتركتوني أدنس من أحفاد القردة و الخنازير
وكانت تردد
ويح العرب و ثوبهم ثوب المذلة و المذلة أهون
كانت تردد
يا عرب أنا لا أريد طعامكم و لا شرابكم
فدمي هنا يا مسلمون يراقُ
أما فيكم أبيٌ قلبه خفاق
فأجبتها بحزن
و الله أحبكي يا قدسُ
يا قدسُ
أنتي نور عيوني إذا استوحشت الظلمات
أنتي دليلي
أنت خليلتي
أنتي مخبئ و همومي
أنتي من تحرضيني على الحديث إذا جبنت الكلمات
أنتي من يعينني على الصبر و السلوان إذا ما مصيبةٌ حلت بي
أنتي حبي و سبب تحملي للمشقات
و ما أنا فيه
أتساءل لو لم أعرفكي يا قدسُ
ما الذي سأجده في دنياي
هل سأضل سجينة وسط الظلمات
أم سأُحبس في عالم الخيال و الأوهام
هل سأجرئ على الكتابة مثل ما فعلت معك
أم أن الذل و الهوان سيجبرني على الصمت و البكاء
سامحيني يا قدسُ
لا يوجد ما عندي لكِ سوي الدعاء
أختكم : أم عمر
هذه الكلمات هدية لأهلنا الصامدين في بيت المقدس
uE]j hgd;d dh r]s E (kwvm ggr]s ) hgd;d XEïê kwvm