( نشاط غير عادي يدب في القرية ،
رجال أشداء من ذوي البشرة البيضاء يرتدون ملابس زرقاء و على رؤوسهم خوذات صفراء ، يعملون بجد و نشاط ،
تحول الكفر إلى معسكر حربي ،
معدات و سيارات و آلات حفر عملاقة تنتشر هنا و هناك ،
تجمهر الأهالي عن بكرة أبيهم حول السياج الذي ضربه الرجال حول المكان )
ـ يا حلاوة يا ولاد .
ـ علي الطلاق بالتلاتة ما هم أجانب ، تلاقيهم صابغين شعرهم أصفر .
ـ يا سلام ، و صابغين جلدهم أبيض كمان ؟
ـ طب حد فيكم سمعهم و همه بيتكلموا انجليزي ؟
ـ و الله العظيم أجانب ، أقطع دراعي من هناهو إن ماكانوش أجانب ..
ـ ياراجل حرام عليك ده أنا سامع بوداني اللي ها ياكلها الدود الراجل اللي واقف هناك جنب الونش دهو و هو بيقول ( نو ) و (يس) كمان ...
ـ ما يمكن تكون قطة مستخبية تحت الونش بتنونو و هو بيقولها ( بس )..
ـ طب بص بص بص ، السيجارة اللي بيشربها عاملة إزاي ....
ـ يا حلاوة يا ولاد ، تلاتة بالله العظيم شيخ الغفر ده مرزق ، شوف حصل إيه أول ما مسك البلد ...
ـ و الله و ها تتنغنغي يا بلد ...
ـ أمال فين شيخ الغفر يا وله .
ـ قاعد مع البهوات جوه عشان يتفق معاهم .
ـ و المصحف ما ها نشوف أيام أحلى من أيامك يا شيخ الغفر .
ـ شوف قلب حال البلد إزاي .
ـ طب و رحمة أمي ربنا بيحبنا عشان بعت لنا الراجل دهو ، قولوا ورايا بسرعة يا ولاد الوزة ، شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة .
( يهتف الأهالي باسم شيخ الخفر )
ـ شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة .
ـ شيخ الغفر يا كبير ، طلع نغنغنا من البير .
ـ شيخ الغفر يا كبير ، طلع نغنغنا من البير .
( داخل الدار ،
جلس شيخ الخفر على كرسيه ، جلس إلى يمينه امرأة شقراء و عن يساره يجلس رجل أشقر يرتدي بنطال (جينز) أزرق و قميص أبيض أنيق ، يقف وراءهم رجل بملابس زرقاء و على رأسه خوذة صفراء ،
تضع المرأة أمام شيخ الخفر بعض الأوراق )
ـ جرى إيه يا حاجة ؟ ها أمضي عمياني يعني ؟ لا معلش ، مش ها أمضي على أيتها حاجة إلا لما أعرف الأول إيه اللي لينا و إيه اللي علينا .
( يتكلم الرجل الجالس بجواره بالإنجليزية ، عندها يقوم الرجل الواقف وراءهم بترجمة كلامه )
ـ سنأخذ حك استخراج البترول و تكريره و تصديره مكابل خمسة دولارات للبرميل الواحد ، و سنضع هذه الأموال في حسابكم الذي سنفتحه لكم ببنوك سويسرا ، علاوة على ذلك سنقوم بإعلان استقلال بلدكم ، لتصبح دولة ذات سيادة و تعيينكم زعيما لهذه الدولة ....
ـ نعم نعم ؟ طب و العمدة الله يطول لنا في عمره ؟
ـ لا عليك سيدي الزعيم ، سنأخذه في طائرة خاصة و نعالجه في مستشفياتنا و سيلقى العناية اللازمة .
ـ أيوة بس هو العمدة برضك ، و المفروض يفضل عمدة .
ـ و من قال أننا سنقيله من العمودية ، سيظل كما هو بنفس مسماه ، عمدة كفر البلاص ، و لكن دولة كفر البلاص شيء آخر و كيان آخر ، فلن يعترف المجتمع الدولي بكفر البلاص ، و لكن أمام العالم ستكون دولة كفر البلاص ، دولة مستقلة ذات سيادة ، مجرد مسميات لا أكثر يا أخي الزعيم ، و لك طبعا مطلق الحرية في اختيار من يساعدوك في هذه المهمة ، كما أننا سنقوم كذلك بتوفير الحماية لبلدكم .
ـ حماية ؟ ليه إن شاء الله ؟
ـ سيدي الزعيم ، أنت تعلم جيدا أن بلدكم لصغر حجمها من الممكن أن تكون مطمعا لأية قوة غريبة تقوم باحتلالها و نهب ثرواتها ، لذلك لن تستطيعوا حماية أنفسكم بهذه البنادق الخشبية ، و لكن سنمدكم بكل الآلات العسكرية اللازمة من دبابات و صواريخ و طائرات و جنود ...
ـ طيب ، بس أني برضه عاوز أهالي الكفر ينوبهم م الحب جانب ، الأرض اللي انتم ها تحفروا و تدوروا فيها دي برضه أرضهم و وارثينها أبا عن جد .
ـ أكيد ، فسنكوم بتوفير بيت و سيارة و راتب شهري كبير لكل فرد مكابل حرية التنقيب في أي مكان تختاره الشركة .
ـ عظيم ، طيب و الأكل و الشرب و الذي منه ؟
ـ سنقوم ببناء مجمعات استهلاكية لكل أصناف الأطعمة و المشروبات ، يشترون منها ما يلزمهم ، علاوة على توزيع حصة تموينية لكل منهم مجانا .
ـ كده بقى ممكن أمضي و أبصم لكم بالعشرة كمان .
( يوقع شيخ الخفر على الأوراق التي أمامه ، يصيح الرجل الأشقر )
ـ ما تسمعينا زغروتة يا جاكلين .
( تتعالى الضحكات بينما تضع المرأة الشقراء يدها على فمها تزغرد ،
تنطلق على إثرها الزغاريد و التصفيق و التهليل خارج الدار ،
و تعزف الموسيقى و يتراقص العمال فرحا ،
أخذ الأهالي يهتفون و يرددون )
ـ شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة .
ـ شيخ الغفر يا كبير ، نغنغنا و طلع م البير .
عمدة كفر البلاص ( 21 )
( تبدلت بيوت كفر البلاص الطينية قصورا ،
كل قصر يقف أمام بابه أكثر من سيارة فارهة ،
تبارى أهالي القرية في فخامة القصور و السيارات ،
كل منهم يحاول التميز عن الآخرين ،
في مكان فسيح على أطراف القرية ، يبدو عليه أنه أعد خصيصا للمباريات ،
أقيم حول المكان بعض المصاطب في صورة مدرجات حجرية للمشاهدة ،
بدء بعض الأهالي يتوافدون ،
كل منهم يجلس داخل هودج مفروش بفراش حريري محشو بريش النعام ، مطرز بخيوط ذهبية بأبهى الزخارف الملونة ، يتكئون على الوسائد اللينة ،
كل هودج يحمله أربعة رجال أشداء من ذوي البشرة السمراء ، عرايا الصدر و البطن ،
ما إن وصلوا إلى المكان حتى وضع الحمالون كل هودج فوق إحدى المصاطب الحجرية ،
يرفع أحد الحمالين طرفي الستائر الحريرية الشفافة المثبتة في جوانب الهودج ، يخرج الآخر مروحة من ريش النعام يحركها لأعلى و أسفل لتحريك الهواء ،
أشار الرجل الجالس داخل هودجه لأحد الحمالين ليقترب منه ،
حدثه بصوت واهن )
ـ خدني جنب سيدك توفيق .
( رفع الحمالون الهودج ، لاصقوه بجوار آخر ،
عندها رحب به توفيق الذي يجلس داخل هودجه )
ـ يا أهلا و سهلا ، عامل إيه ؟
ـ زي ما أنته شايف .
ـ انته جبت منين العبيد البيض دول ؟
ـ و غلاوتك لسه جايبهم من أوروبا امبارح ، طلبتهم من شركة ع النت امبارح الصبح ، لقيتهم واصلين بالليل .
ـ طب ما تبقى تجيب لي زيهم .
ـ من عيني حاضر ، بس لو أنا منك تاخد الصيني أحسن .
ـ إشمعنى ؟؟؟
ـ الصيني ها يبقى شكله جديد ، عينين ضيقة و كلهم ها يبقوا شبه بعض ، و بعدين كلهم مقاس واحد ، غير كده بيلعبوا كراتيه و يعملوا أكروبات ، و أندومي كمان ، يعني فول أوبشن .
ـ خلاص شوف لي الصيني .
( ينادي توفيق )
ـ هات اللاب توب يا وله .
( يحضر أحد الحمالين له جهاز الكمبيوتر المحمول ، يقوم توفيق بالعبث بالمفاتيح )
ـ خلاص يا ريس ، الليلة يكونوا عندك وحياتك .
ـ خلاص كده ؟
ـ طبعا ، شوفت العربية الجديدة بتاعتي ؟
ـ لا .
ـ فيه شركة أجنبية بعت لها تعمل لي عربية مخصوص ، هاند ميد يعني ..
ـ يعني إيه ؟ مش فاهم .
ـ صانعينها لي مخصوص على إيديهم ، بتشتغل بالطاقة الشمسية ، و فيها أوضة نوم و أوضة سفرة و حمامين و مطبخ ، حاجة كده على ما قسم .
ـ الله عليك ، و النبي تقول لهم يعملوا لي واحدة أني كمان .
ـ حاضر ، بس هو أني كل ما أعمل حاجة تقولي اعملي زيها ؟
ـ من جاور السعيد يسعد ، و بعدين انته مش صاحبي ؟ يبقى لازم تساعدني برضك ، أمال ها أطلب م الغرب يعني .
ـ ماشي يا سيدي ، و لا يهمك .
ـ هو الماتش ها يبدأ أمتى ؟
ـ أهم وصلوا أهم .
( أتي بعض الرجال من ذوي البشرة السمراء ،
كل منهم يحمل سلحفاة كبيرة كتب على ظهر كل منها رقما ملونا ،
عندها بدأ المذيع الداخلي للساحة بالتعليق على المباراة )
ـ سيداتي سادتي ، ستبدأ بعد قليل المباراة النهائية بين السلاحف التي وصلت لهذه المرحلة ، و أحب أن أذكركم أن أكثر من ثلاث مائة سلحفاة قد اشتركت في هذه المسابقة ، لم ينجح غير أربع سلاحف في الوصول لهذه المرحلة النهائية ،
سلحفة أبو اسماعين في الحارة رقم واحد ...
( يصفق الحمالون )
ـ و سلحفة توفيق أبو شقفة في الحارة رقم اتنين ...
ـ سقف جامد يا وله دي بتاعتي ..
( يصفق الحمالون بقوة )
ـ و سلحفة إبراهيم أبو عطية في الحارة رقم تلاتة ..
( تصفيق )
ـ و أما سلحفة التهامي أبو خميس في الحارة رقم أربعة ،
( وضع الرجال السلاحف على خط البداية المرسوم فوق الأرض ،
انبطح كل منهم خلف سلحفاته يحفزها ،
أشار أحدهم برايته الشطرنجية فبدأ السباق ،
بدأت السلاحف تتحرك داخل الحارات التي أعدت لكل منهم ،
بدأ كل من الرجال المنبطحين خلف السلاحف يزحف صارخا لتحفيزها ،
في هذه الأثناء تتوافد بعض الجواري ، يحملن على رؤوسهن ما لذ و طاب من الطعام و الشراب ،
تذهب كل منهن لتضع الطعام و الشراب الذي تحمله أمام سيدها داخل هودجه ،
أخذ الجميع يشاهدون المباراة بينما يتناولون طعامهم و شرابهم ،
بعد قليل أتت بعض الجواري ، تحمل كل منهن أرجيلة كبيرة تفوح منها رائحة الحشيش ، تضعها أمام سيدها ،
ما هي إلا ساعات قليلة حتى كادت السلاحف أن تصل لخط النهاية ،
عندها زاد التصفيق و التهليل ، عندها تعالى صوت المذيع محفزا )
ـ ها هي سلحفة السيد توفيق أبو شقفة تحاول التقدم إلى خط النهاية ، و نرى أيضا سلحفة السيد التهامي أبو خميس تحاول و تحاول ،
الله عليكم ، إيه الحلاوة دي ؟ ما هي إلا كام شبر و تصل ، إنها تبذل مجهودا غير عادي ، إنها من النوع النادر ، فعلا ، الغالي تمنه فيه ، الله عليها ، هيا هيا ، فاضل ع الحلو دقة ، لا تقول لي استراليا و لا اليابان ، سلحفة توفيق أبو شقفة هي اللي ها تفوز بالمهرجان ، الله ، الله ، الله ، يلا ، يلا ، يلا ، هيـــــــــه ، الله أكبر ، لقد وصلت فعلا لخط النهاية ...
( تهليل و تصفيق ، يتقافز الحمالون فرحا ، يقبلون بعضهم البعض )
ـ ها هي سلحفة السيد توفيق أبو شقفة تفوز بالمركز الأول ، مبروك ، ألف مبروك ، سلحفة السيد التهامي أبو خميس في المركز التاني ، و سلحفة أبو اسماعين في المركز التالت ، مبروووووك للفائزين ، ألف مبرووووووك ..
( عندها يحمل الحمالون السلحفاة ، يأخذونها إلى هودج توفيق ، يقبلها ، يأخذها أحد الحمالين و يرحل ،
رجل يحمل كاميرا تلفزيونية ، بصحبته فتاة شقراء ، يتوجهون إلى هودج توفيق ، تسأله الفتاة بينما يقوم الرجل بالتصوير )
ـ مبروك يا سيد توفيك ، ألف مبروك ..
ـ الله يبارك فيك ، شكرا .
ـ هل لنا أن نعرف سر هذا التفوك للسلحفاة التي تخصكم ؟
ـ فيه ناس كتير بتسألني السؤال ده ، و طبعا أحب أجاوب عليه من خلال شاشة تليفزيون كفر البلاص ، يا جماعة الفوز ده مش جاي من فراغ ، ده أني صارف عليها كتير و الله ، أولا السلحفة دي من النوع النادر اللي مش موجود زيه في أي مكان في العالم ، ده أنا جايبها من أدغال استراليا ، دي بتاكل خص ورور أمريكي ، بيجي مخصوص كل يوم بطيارة خاصة ، غير كده جايب لها مدربين متخصصين في النوع ده بالذات من هولندا ، ده بقى غير الدكاترة اللي جايبهم لها من انجلترا ، السلحفة بالذات كل ما تراعيها و تدلعها كل ما تديك .
ـ شكرا على هذا الحديث الحصري لتلفزيون كفر البلاص و في النهاية تحب تسمع أغنية إيه ؟
ـ بأحب أسمع فنان كفر البلاص المحبوب ، الكوارشي ، في أغنيته المشهورة ، دلعنا أكتر دلعنا .
( مركبة عسكرية تقف أمام قصر شيخ الخفر ، ينزل قائد المركبة من ذوي البشرة البيضاء مرتديا زيه العسكري الأنيق ، يسرع إلى باب المركبة الخلفي ، يفتحه و ينحني ، ينزل من المركبة الخفير ( التوابتي ) في زيه العسكري الأنيق و قد وضع نظارته الشمسية على عينيه ، يرفع الجندي يده مؤيدا التحية العسكرية و ضاربا الأرض بقدمه صارخا ) ـ عاش الطاهر . ( يرد له التوابتي التحية بإشارة ( هتلرية ) بيده ) ـ عاش ، عاش ، عاش . ( يتجه إلى باب القصر ، عندها يقوم الجنود الواقفون أمام الباب بإلقاء التحية ) ـ عاش الطاهر . ـ عاش ، عاش ، عاش . ( تعزف الموسيقى العسكرية ، يصحب التوابتي جنديان إلى داخل القصر ، يدبون الأرض بأقدامهم على إيقاع الموسيقى ، يتجهون إلى باب داخلي يقف عليه بعض الجنود ، يؤدون التحية و يصحبون التوابتي إلى باب داخلي آخر ، و أخيرا ينفتح باب قاعة الاجتماعات ، يدخل التوابتي بينما يقف الجنود خارج الباب ، قاعة كبيرة مؤثثة بأفخم الأثاث الأجنبي ، في واجهة القاعة مثبت خريطة كبيرة لكفر البلاص بحجم الحائط ، يجلس شيخ الغفر أمامها على مكتب كبير فخم ، يؤدي التوابتي التحية العسكرية رافعا يده يصرخ ) ـ عاش الطاهر ، عاش ، عاش ، عاش . ( عندها يضحك شيخ الغفر ) ـ أنت ها تعمل الشويتين دول عليا أنا كمان يا توابتي ؟ ـ عفوا جناب شيخ الغفر . ـ طب اقعد لنا في حته ناشفة الله يخليك . ـ أمرك يا افندم . ( يجلس التوابتي على أحد الكراسي بعيدا ،عندها يصرخ فيه شيخ الغفر ) ـ تعالى اقعد جنبي يا وله ، إحنا ها نتكلم من بعيد لبعيد كده ؟ ـ ما يصحش يا جناب شيخ الغفر . ـ لأ يصح ، تعالى بس قرب ، أني اللي بأقولك ، تعالى تعالى . ( يقترب التوابتي و يجلس ) ـ هيه ، إيه آخر الأخبار يا وله ؟ ـ الكفر كله بيبوس إيدك يا زعيم ، دول ما لهمش سيرة غير سيرة سعادتك، كلهم بيدعوا لك . ـ على العموم أنا شايف الكفر كله من الشاشات اللي قدامي أهو ، شايف ؟ مركبين لي كاميرا في كل حارة من حواري الكفر و بالألوان كمان ، و بتابع الكفر كله من هنا من مكتبي ، إيه رأيك يا وله ؟ ـ اللهم صلي على النبي ، لا تقول لي أوروبا و لا اليابان ، ربنا يزيدك من نعيمه ، بس فيه حاجة كده كنت عاوز أكلمك فيها . ـ خير ؟ ـ عمدة زعيبل و عمدة كفر أبو حطب كانوا عاوزين يتشرفوا بمقابلة فخامتك . ـ أيوه ما أنا شايفهم واقفين على الأسلاك من بدري ، خير ؟ هي المعونة مش بتوصل لهم كل أول شهر ؟ ـ أيوة طبعا ، بس الأهالي هناك عاملين مظاهرات و بيطالبوا إنك تضم بلدهم لدولة كفر البلاص ، و أهي تبقى كفر البلاص الكبير . ـ هي المشرحة ناقصة قتلى ؟ و دول أضمهم أعمل بيهم إيه إن شاء الله ؟ ـ أهو برضك يبقوا عزوة ، و أهي البلد تكبر و تعدادها يزيد ... ـ و مين اللي يخدمنا و يخدم أهالي كفر البلاص ؟ ـ ما إحنا بنجيب خدم من بلاد بره . ـ جيرانا أولى بينا ، مش الجار أولى برضه ؟ و بعدين إيه اللي ها ينوبنا لما البلد تكبر و لا تزيد ؟ دي الفتافيت اللي بناخدها يا دوبك مكفيانا بالعافية ، طب تصدق بإيه و لا ليك علي حلفان ؟؟؟؟ ـ لا إله إلا الله . ـ كنت عاوز أعمل الكفر زي ( فيينا ) ما آني عارف . ـ زي فيينا إزاي يعني لا مؤاخذة ؟ ـ يعني بيوت الكفر كلتها تبقى عايمة في المية ، يعني الكفر كلاته ها يبقى عبارة عن حمام سباحة كبير ، بص التخطيط اللي جيباهولي جاكلين ، ( يشير إلى مجسم صغير موضوع أمامهم على الطاولة ) شوف بقى حمام سباحة كبير زي ده ، ها ياخد ميه معدنية قد إيه ، ده غير السمك الملون اللي ها يتحط فيه ، و غير الفلاتر و الأنوار و التجهيزات... ـ يا حلاوة يا ولاد ، و ها يعبوه كله مية معدنية ؟ ـ أمال ها نملاه من مية الترعة اللي كلها بلهارسيا ؟ ده كفاية بس إن ما حدش في الكفر ها يمشي على رجليه ، يعني عشان تجيني تركب اليخت بتاعك كده زي الباشا م القصر بتاعك لغاية القصر بتاعي ، يعني لا هيبقى فيه لا عفرة و لا تراب و لا قرف .... ـ طب المزارع و الأراضي ؟ ـ مزارع إيه و أراضي إيه يا دغف ؟ و هو حد فاضي يزرع و يقلع ؟ اللي احنا عاوزينه بنجيبه بفلوسنا ، حتى لو لبن العصفور ، و بعدين بأقول لك كفر البلاص ها تبقى حتة من الجنة ، بس شوف انته بقى ، موضوع زي ده عشان ننفذه محتاج فلوس قد إيه ، تقوم تقول لي كفر أبو حطب و ابو زعيبل ؟ مش لما نبقى نشوف نفسنا الأول ؟ و بعدين همه عاوزين إيه أكتر م اللي بيروح لهم كل أول شهر ؟ هي نهيبة و إلا نهيبة ؟ ـ على رأيك ، بس أني حبيت أقول لك على اللي بيحصل حوالينا .... ـ سيبك منهم ، المهم دلوقتي ، أهل بلدنا بيقولوا إيه ؟أصل بعيد عنك البهايم اللي ركبوا لي الكاميرات خلوها صورة بس من غير صوت ، و بقى لي شهر ما خرجتش م القصر . ـ إيوه صحيح ، افتكرت ، الغفر كانوا بيسألوا عليك ، هو انته كنت تعبان و إلا حاجة لا سمح الله ؟ ـ و لا تعبان و لا حاجة ، بس البت جاكلين جابت لي لعبة جديدة هدية ، بس إيه يا وله ، حاجة و لا في الأحلام ... ـ لعبة إيه دي ؟ ـ نضارة كده تلبسها على عينيك ، بس إيه ، تلاقي نفسك في دنيا غير الدنيا ، تحس إنك في عالم تاني خالص ، بالصوت و الصورة ، يعني ممكن تروح بالنضارة دي المريخ أو تنزل على سطح القمر ، و تلاقي نفسك و كأنك جوه صاروخ بالظبط ، لأ و تطير بيه كمان و تنزل على سطح المريخ ، و هناك بقى تلاقي سكان المريخ ، بس أول ما بيشوفوك بيطلعوا يجروا وراك ، و انته طبعا بتهرب منهم ، و طبعا بيبقى معاك أسلحة و تقعد تحاربهم و تموتهم ، بأقول لك حاجة و لا في الأحلام ... ـ يا حلاوة يا ولاد ، طب أنا عاوز ألعبها شوية الله يخليك . ـ و ده وقته ؟ ـ الله يخليك يا حضرة شيخ الغفر . ـ إنته ها تشبط زي العيال ؟ ـ عشان خاطري ، هو أني ما ليش خاطر عندك ؟ ـ حاضر ، حاضر ، بس لما تيجي فرصة كده أبقى أخليك تلعب بيها شوية ، خلينا في المهم دلوقتي ، ما تعرفش أخبار الواد حسان أبو شوشة إيه ؟ ـ سيب فخامتك منه ، ده واد أهبل ، قال إيه لا راضي يسكن في القصر بتاعه و لا عاوز ياخد راتب زي بقية خلق الله ، و قاعد يزرع و يفلح في أرضه زي زمان ، ده مش وش تطور ، ده وش تدهور ، الدنيا كلها بتتقدم لقدام و ده بيرجع لورا . ـ على العموم سيبوه براحته ، ما حدش يضايقه أنا بأقولك أهوه . ـ هو حر ، و الله اللي بيشيل قربة مخرومة بتخر عليه ، و إحنا مالنا ؟ ـ ما فيش أخبار عن أبوك العمدة يا وله ؟ ـ من ساعة ما بنوا المستشفى الجديد و خدوه هناك و هو في الإنعاش . ـ ربنا يقومه بالسلامة . ـ يقوم مين بالسلامة ؟ بأقول لجنابك في الإنعاش ، عارف جنابك سموها إنعاش ليه ؟ ـ ليه يا فالح ؟ ـ عشان اللي بيدخلها ـ إن عاش ـ إبقى تعالى تف في وشي . ـ الملافظ سعد يا وله . ـ و هوه أني قلت حاجة غلط ؟ ما هي اللي اسمها كده ، و بعدين ده عايش بالخراطيم ، و لا داري عن الدنيا أيتها حاجة . ـ ربنا يكون في عونه ، على العموم إبقى وصيهم ياخدوا بالهم منه يا وله ، ده مهما كان برضه عمدتنا . ـ كفر البلاص بقت دولة العالم كله بيتكلم عنها دلوقتي ، مش حتة كفر ماحدش يدرى عنها ، على العموم ها أبقى أنبه عليهم حاضر ، تأمرني بحاجة تانية فخامتك ؟ ـ ما تقعد ، رايح فين ؟ ـ عاوز استأذن عشان مراتي متفقة مع شركة من استراليا ها تعمل لها حمام سباحة ألفرانكا سخن و بارد في الحوش بتاع القصر ، و زمانهم جايين دلوقتي ، تحب أخلي الشركة تعمل لك واحد ؟ ـ و ها أحتاج حمام سباحة ليه بقى و البلد كلتها ها تبقى حمام سباحة ؟ ( يهمس التوابتي ) ـ موت يا حمار . ـ بتبرطم بتقول حاجة يا وله ؟ ـ بأقول سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، ما تقعد تتغدى معايا . ـ الله يخليك ، دايما عامر ، ده اني لسه ضارب لي خمسة كنتاكي و عشرة كاكولا من شوية ، سلام عليكم . ـ و عليكم السلام ، ألف سلامة . ( يتبع )