يبدو أن فكرة الكتابة والتدوين تراود الكثيرين ، وذلك عندما يظفروا بفكرةٍ أو حقيقة كانت شريدة عنهم يُريدوا أن يُبينوها للناس .. ولكن يصعُب عليهم ذلك لعدم درايتهم بأفانين الكتابة ؛ فأردت أن أوجز في كلماتٍ يسيرة الفَهْمِ كيفية عرض الفكرة وبيانها للقاريء
أول خطوات كتابة المقال هو "موضوع المقال" .. فيجب أن تُـعَرِّف القاريء ماذا سيقرأ ؟ .. وفيما سيضع وقته ؟ .. ، فاجعل العنوان مرآةً عاكسة للموضوع .. ، أما إذا ابتغيت أن تجعل العنوان غامضاً ! ، فالسبيل هو أن تكون الفقرة الأولى من المقال مُـتَضَمِّنة للموضوع والفكرة العامة .. فتكون بمثابة رسالة تعريف بالمقال .. ؛ ومن هذه المحطة يقرر القاريء إذا ما أراد أن يتابع مسيرة القراءة أم لا .
ومن الأفضل أن تَتَّسِم المقدمة ببساطة العرض و وضوح المعنى والمغزى
الأمر الهام في كتابة المقال هو الفكرة الرئيسية التي يدور حولها المقال من أوله لآخرة ، والتي يريد أن يعرضها الكاتب يجب أن تكون قوية ومتماسكة الأجزاء وواضحة المعنى ؛ وعنها يُعدِّد الكاتب الفقرات ، وكأنها محطات يأخذك فيها الكاتب من أول محطة (المقدمة) إلى آخر محطة(الخاتمة) ، وقد أتممت الرحلة ، واستوعبت الفكرة والعِبرة .
وتحمل كل فقرة – من تلك الفقرات – فكرة داعمة للفكرة الرئيسية ، وهذه الأفكار تُسَمَّى مواضيع ثانوية ، تربطها كلمات وجمل مُوَصِّلة .
أريد أن أ ُشبِّه المقال في تكامل عناصره وترابط مواضيعه وانسجام أفكاره المتعددة بالنسيج المتكامل المترابط ، الذي تتعدد فيه الألوان ، دون أن يشذ لونٌ عن الآخر ، فلا يُنَفِّر الناظر إليه عنه ، بل يُشعرك بألفة بين تلك الألوان .. كذلك الأفكار في المقال ، لا يتشتت ذهنك عند الإنتقال بين فكرة لأخرى ، بل إنك تشعر بأن كل فكرة تُسلِّمُك للأخرى ، ولا تقف تائهاً لحظةً واحدة .. حتى تصل إلى المحطة الأخيرة بسلام !
إذا كان الموضوع طويلَ الذيل فقَسِّمهُ لفقرات صغيرة ، تتراوح الفقرة ما بين ثلاثة شطور إلى أربعة ، وكل فقرة – كما أسلفنا – تحمل فكرة داعمة للموضوع .
ولا تنس الاستشهادات ، فإنها للمقال ، كالسند للبناء ، دونه يهوي ويندَّك ؛ والاستشهادات ثلاثة أنواع – كما أرى - إما فكرية ( تكون منقولة عن مُفكّر أو عالم أو كاتب .. إلخ ) .. وإما تكون ذاتية (خاصة بك كالاستنتاجات العقلية والفلسفة) .. ، وإما أن تكون تاريخية ( كل ما جاء ذكره في كتب التاريخ) ، وإما أن تكون أدبية ( كأبيات الشعر والنصوص المقدسة ..إلخ) .
وفي آخر المقال تكون الخاتمة ، وهي على مسلكين :
الأول ، إذا كان المقال طويلاً فاجعل فيها استعراض وتذكرة بأهم النقاط والأفكار .
الثاني ، إذا كان المقال قصيراً فاجعل فيها كلمة نُصح أو توصية .. أو تهكُم (إذا كان الأمر يسوؤك) ... والله وحده الموفِّق
رد: الطريق الوضيح لمقالٍ صحيح – بقلم خالد الشرنوبي
بارك الله فيكم ونفع بكم
تلك نقاط مهمة حقًا في كتابة المقالات
ولكني استغربت كلمة "الوضيح" هذه.. ولا أشك أنها مشتقة - في تصورك - من الوضوح !!
ولعلك اخترت هذا اللفظ ليتناسب مع كلمة صحيح..
ولكني أتركك مع معاجم اللغة ليتضح المعنى لديك أكثر، وفي انتظار جديدك دائمًا إن شاء الله
رد: الطريق الوضيح لمقالٍ صحيح – بقلم خالد الشرنوبي
أشكركم جميعاً على المشاركة والتفاعل ؛ أما بالنسبة للفظ "وضيح" ، فإني أعرف أنها غير مستعملة ، ولكنها من مادة و ض ح ، على وزن فعيل من صيغ المبالغة ، ولا أعرف لماذا لا نستخدمها ، هل هناك سبب في علم المعاجم النظري lexicology أو في علم الدلالة semantics يمنع ذلك ، وفوق كل ذي علم عليم .. من يجد سببا لمنع استخدامها يُخبرني