في طلب العلم
· عن أبي سعيد الخدري جاءت امرأة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله ذهب الرجال بحديثك ( وفي رواية : غلبنا عليك الرجال ) فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله , فقال: اجتمعن يوم كذا و كذا في مكان كذا و كذا.( رواه البخاري ومسلم )
قال بن حجر: ... و في الحديث ما كان عليه نساء الصحابة من الحرص علي تعلم أمور الدين.
· عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلي الله عليه وسلم فقال بعضهم : هو صائم , فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف علي بعيره فشربه.( رواه البخاري ومسلم )
تماروا : اختلفوا
قال الحافظ : وفي الحديث من الفوائد ... المناظرة في العلم بين الرجال والنساء.
· عن عائشة , أن أسماء بنت شكل سألت النبي صلي الله عليه وسلم عن غسل المحيض ... فقالت : عائشة : نعم نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. ( رواه مسلم )
· عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبه أن أباه كتب إلى عمر بن عبدالله بن الأرقم الزهري يأمره أن يدخل إلى سبيعة بنت الحارث الأسلمية فيسألها عن حديثها وعن ما قال لها رسول الله حين استفتته ، فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم إلى عبد الله بن عتبه يخبره أن سبيعه بنت الحارث أخبرته أنها كانت تحت سعد ابن خوله وهو من بني عامر بن لؤي وكان ممن شهد بدرا فتوفى عنها في حجة الوداع...( رواه البخاري ومسلم )
كان النساء يأتين رسول الله كلما عنَّ لهن سؤال , أو بدت لهن حاجة , دون اللجوء إلي زوج أو محرم ليقوم هو بسؤال رسول الله , فقد لا يتيسر هذا للرجل وقد لا يستجيب بسهولة وقد يرفض وقد يبطيء وقد لا يحسن فهم السؤال والجواب ونقلهما , إلي غير ذلك من الاحتمالات. فالأيسر إذن أن تذهب صاحبة الحاجة لتحقيق حاجتها من أقرب طريق , ولو اقتضي الأمر لقاء الرجال أي رسول الله وصحبه وهذه بعض النماذج :
· عن بريدة رضي الله عنه قال:بينا أنا جالس عند رسول الله إذ أتته امرأة فقالت:إني تصدقت علي أمي بجارية وإنها ماتت. قال:وجب أجرك وردها عليك الميراث...(رواه مسلم)
· عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من جهينة جاءت إلي رسول الله فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتي ماتت أفأحج عنها؟ قال : نعم حجي عنها ... (رواه البخاري)
وهناك قصة من خارج الصحيحين فيها بعض طرافة وغرابة , ذلك أن رجلا من الأنصار بعث امرأته لتسأل رسول الله عن أمر نحسب أنه هو أولي بالسؤال عنه منها , وإذ لم يكتف الرجل بجواب الرسول الكريم بعثها لتسأل للمرة الثانية وكل ذلك حدث دون حرج لا من الرجل ولا من المرأة. ثم إن رسول الله لم ينكر كيف تسأل المرأة وتعيد السؤال وزوجها مقيم غير مسافر. وهذا نص الحديث :
· عن عطاء أن رجلا من الأنصار قبّل امرأته علي عهد رسول الله وهو صائم فأمر امرأته فسألت النبي صلي الله عليه وسلم عن ذلك فقال النبي صلي الله عليه وسلم: إن رسول الله يفعل ذلك. فأخبرته امرأته فقال : إن النبي يرخَّص له في أشياء , فارجعي إليه فقولي له. فرجعت إلي النبي فقالت : قال إن النبي يرخص له في أشياء فقال : أنا أتقاكم لله وأعلمكم بحدود الله .. (رواه أحمد)
· عن أبي بكر بن أبي الجهم قال : دخلت أنا وأبو سلمة بن عبد الرحمن علي فاطمة بنت قيس فسألناها فقالت : كنت عند أبي عمرو بن عمرو بن حفص بن المغيرة فخرج في غزوة نجران ...(رواه مسلم)
· عن مسلم القري قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن مُتْعة الحج فرخص فيها وكان ابن الزبير ينهي عنها. فقال : هذه أم ابن الزبير تحدث أن رسول الله صلي الله عليه وسلمرخص فيها فادخلوا عليها فاسألوها. قال : فدخلنا عليها فإذا امرأة ضخمة عمياء فقالت : قد رخص رسول الله فيها.(رواه مسلم)