خلال بذل المودة وحسن الرعاية
· عن أنس قال : كان النبي صلي الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وكان لي أخ يقال له أبو عمير, وكان إذا جاء قال : يا أبا عمير ما فعل النغير؟ نغير كان يلعب به, فربما حضرت الصلاة وهو في بيتنا ( بيت أم سليم ) فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا.(رواه البخاري ومسلم)
النغير : طائر يشبه العصفور
جاء في فتح الباري:... وفي الحديث جواز زيارة الرجل للمرأة الأجنبية إذا لم تكن شابة وأمنت الفتنة... وفيه جواز قيلولة الشخص في بيت غير بيت زوجته ولو لم تكن فيه زوجته ومشروعية القيلولة, وجواز قيلولة الحاكم في بيت بعض رعيته ولو كانت أمرأة وجواز دخول الرجل بيت المرأة وزوجها غائب ولو لم يكن محرما إذا أمنت الفتنة...
لطلب الدعاء والبركة
· عن السائب بن يزيد قال : ذهبت بي خالتي إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن ابن أختي وقع, فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره , فنظرت إلي خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجله. ( رواه البخاري ومسلم )
· عن عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي صلي الله عليه وسلم وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلي رسول الله فقالت يا رسول الله بايعه فقال : هو صغير, فمسح رأسه ودعا له. ( رواه البخاري )
اللقاء خلال الضيافة
· عن فاطمة بنت قيس :... فأمرها رسول الله أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال : تلك امرأة يغشاها أصحابي إعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمي تضعين ثيابك عنده , وفي رواية : فإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيري القوم منك بعض ما تكرهين... ( رواه مسلم )
يغشاها : يمرون عليها
أم شريك امرأة من الأنصار غنية عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان.
إن رسول الله لم ينه فاطمة عن بيت أم شريك لتجنب لقاء الرجال لأن المخالطة حاصلة علي كل حال بين أم شريك ومن معها من أهلها وبين الضيفان, ثم هي قد وقعت بين فاطمة وبين ابن أم مكتوم مدة العدة كلها وليس ساعة أو بعض ساعة فتبصره ولا شك دون حرج .إنما أراد رسول الله الرفق بفاطمة فلا تظل مثقلة بثيابها السابغة مع الخمار طول اليوم , فإن حركة الرجال لا تنقطع في بيت أم شريك , فوجهها إلي بيت ابن أم مكتوم حتي إذا تخففت من ثيابها لم يرها الرجل.الأمر إذن يتعلق بالتخفف من الثياب أي يتعلق بالتيسير ولا يتعلق بتجنب لقاء الرجال.لم يكن هناك حاجز بين مكان نزول الضيفان ومكان إقامة أم شريك وإلا لما قال رسول الله ( فإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيري القوم منك بعض ما تكرهين ) , إذن هو بيت واحد يخالط الرجال فيه النساء ولاحرج علي فاطمة أن تري ابن أم مكتوم ولاحرج علي الضيفان أن يرو فاطمة وتراهم, وإنما الحرج في أن تظل مثقلة بالثياب السابغة طول اليوم.
· عن الشعبي قال : دخلنا علي فاطمة بنت قيس فأتحفتنا برطب يقال له رطب بن طاب وأسقتنا سويق سلت فسألتها عن المطلقة ثلاث أين تعتد؟( رواه مسلم )
تتحفه : تخصه أو تضيفه
سويق سلت : نقيع نوع من الحبوب يشبه القمح
· قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلي الله عليه وسلم : فقال صلي الله عليه وسلم : من يُضيف هذا الليلة رحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى أهله فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا إلا قوت صبياني. قال فعلليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل: فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراجحتىتطفئيه. قال فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح، غدا على النبي rفقال:قد عجب الله من صنيعكمابضيفكما الليلة.( رواه مسلم )
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري : هذا نص صريح في أن الصحابي جلس هووزوجته مع الضيفكما يجتمع الأكلة على الطعام من التقارب وقد أقر رسول الله صلي الله عليه وسلمذلك.
قال النووي في شرحه لهذا الحديث: "هذا الحديث مشتمل على فوائد كثيرة.. منها الاحتيال في إكرام الضيف إذا كان يمتنع منه ,أي من الأكل، رفقًا بأهل المنزل لقوله: أطفئي السراج وأريه أنا نأكل، فإنه لو رأي قلة الطعام وأنهما لا يأكلان معه، لامتنع من الأكل".ومعنى ذلك أن الأنصاري وامرأته جلسا مع ضيفهما للأكل معه وإن لم يأكلا فعلاً ؛ إيثارًا للضيف على نفسيهما،فأنزل الله تعالى فيهما في كتابه العزيز {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصة}وهذا كله يدل على جواز أكل الزوجة وزوجها مع الضيف،وإنما جاز هذا الاختلاط لحاجة إكرام الضيف والقيام بواجب ضيافته.
· عن قتادة قال: أخذ عليهن (أي أخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم علي النساء في البيعة) ان لا يَنُحْنَ ولا يحدثنالرجال، فقال عبد الرحمن بن عوف: إن لنا اضيافا وإنا نغيب عن نسائنا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :ليس أولئك عنيت.( أخرجه الطبري)
لاحرج عند غياب الأزواج استقبال نسائهم للضيفان الذين يعرفهم الأزواج ويثقون بهم.