منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   معًـا نبني خير أمة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=100)
-   -   خلق الله آدم لا على صورة الرحمن!! (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=8829)

يعقوب المعولي 13-01-2010 05:58 AM

خلق الله آدم لا على صورة الرحمن!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيد الأنبياء والمرسلين, وعلى آله وصحبه الميامين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فهذا تعليق على [ بعض ] كتاب (عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن(1)!!) تأليف الشيخ حمود بن عبد الله بن حمود التويجري غفر الله لنا وله. قال المؤلف رحمه الله تعالى: الحمد لله الذي خلق آدم بيديه, وخلقه على صورته؟! ونفخ فيه من روحه, وعلمه الأسماء كلها, وأمر الملائكة أن يسجدوا له. وفضله بهذه المزايا على سائر المخلوقات, والله ذو الفضل العظيم! وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له(1). وأشهد أن محمدا عبده ورسوله(2) وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طرق كثيرة أنه قال: ( إن الله تعالى خلق آدم على صورته ) (3)
وقد قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في رده على الرازي: إن هذا الحديث مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم. وأنه لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله تعالى(1).. وأن سياق الأحاديث كلها تدل على ذلك!!
وقال أيضا: إن الأمة اتفقت على تبليغه وتصديقه(2)!!
ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى(3) وسيأتي كلامه في الرد على هذه الطائفة مستوفى إن شاء الله تعالى.
والقول بأن الضمير فيه عائد إلى غير الله تعالى هو قول الجهمية ومن تبعهم على قولهم الباطل(1)!
من علماء أهل السنة في المائة الثالثة فما بعدها. وقد ذهب إليه كثير من الأكابر المشهورين وأصحاب المصنفات الكثيرة في أنواع العلوم(2). وقانا الله وسائر المسلمين من اتباع زلاتهم! ولا يزال القول بمذهب الجهمية مستمرا إلى زماننا. وقد رأيت ذلك في بعض مؤلفات المعاصرين وتعليقاتهم الخاطئة!! وذكر لي عن بعض المنتسبين إلى العلم أنه ألقى ذلك على الطلبة في بعض المعاهد الكبار في مدينة الرياض!! ولما ذكر له بعض الطلبة قول أهل السنة!! أعرض عنه, وأصر على قول الجهمية!!! عافانا الله وسائر المسلمين مما ابتلاه به!
وقد استعنت بالله تعالى وابتدأت في الكتابة فيما يتعلق بحديث الصورة. وسأذكر إن شاء الله تعالى قول أهل السنة فيه!! وأذكر أيضا ما خالفه من أقوال أهل الكلام الباطل!!! والله المسئول أن يريني وإخواني المسلمين الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ولا يجعله ملتبسا علينا فنضل! والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل!
فـصـل
قال عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال إذهب فسلم على أولئك النفر ـ وهم نفر من الملائكة جلوس ـ فاستمع إلى ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال: السلام عليكم! فقالوا: السلام عليك ورحمة الله!! فزادوه ورحمة الله! قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن(1)). وقد رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وابن خزيمة في كتاب ( التوحيد ) كلهم من طريق عبد الرزاق.
وقال الإمام أحمد حدثنا أبو عامر ـ يعني عبد الملك بن عمرو العقدي ـ عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إن الله عز وجل خلق آدم على صورته وطوله ستون ذراعا ) إسناده لا بأس به. وقد رواه ابن خزيمة في كتاب ( التوحيد ) والدارقطني في كتاب ( الصفات ) من طريق أبي عامر. وقال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب ( السنة ) حدثنا أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعا ) قال الذهبي في ( تهذيب التهذيب ) قال المروذي عن أحمد: أنه قال في عبد الرحمن بن إسحاق: أما ما كتبنا من حديثه فصحيح. قلت: وعلى هذا فالحديث صحيح. ويشهد له وللحديث الذي قبله ما تقدم من حديث همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وقال الإمام أحمد حدثنا سليمان بن داود ـ يعني أبا داود الطيالسي ـ أخبرنا المثنى ـ وهو ابن سعيد الضبعي ـ عن قتادة عن أبي أيوب ـ وهو يحيى بن مالك المراغي ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته) إسناده صحيح على شرط مسلم. ورواه أحمد أيضا عن عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا بن سعيد وبهز قالا حدثنا همام عن أبي أيوب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه ـ قال ابن مهدي ـ فإن الله عز وجل ! خلق آدم على صورته ) إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم. وقد رواه مسلم وابن خزيمة في كتاب ( التوحيد ) عن نصر بن على الجهضمي عن أبيه عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن أبي أيوب عن أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه مسلم أيضا عن محمد بن حاتم عن عبد الرحمن بن مهدي عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن أبي أيوب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته ). وقال الإمام أحمد حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته ). ورواه الحميدي عن سفيان بمثله. وقد رواه مسلم من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزناد ولم يذكر من لفظه سوى قوله: ( إذا ضرب أحدكم ) ورواه أبو بكر الآجري في كتاب ( الشريعة) من طريق سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمثل رواية أحمد. وفي رواية له بهذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( لا تقبحوا الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورته ). وقال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا ابن عجلان قال حدثني سعيد ـ يعني المقبري ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، ولا يقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله عز وجل خلق آدم عليه السلام على صورته(1)) رجاله رجال الصحيح سوى ابن عجلان, وقد روى له مسلم في المتابعات ووثقه ابن عيينة وأحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والعجلي. ولحديثه هذا شواهد مما تقدم وبهذا يرتقي إلى درجة الصحيح(2), وقد رواه ابن أبي عاصم وعبد الله بن الإمام أحمد في كتابي ( السنة ) لهما وابن خزيمة في كتاب
( الشريعة ) والبيهقي في كتاب ( الأسماء والصفات ) كلهم من طريق يحيى بن سعيد عن ابن عجلان. ورواه ابن أبي عاصم وابن خزيمة أيضا من طريق الليث عن ابن عجلان. وقد أنكر الإمام مالك هذا الحديث مع اشتهاره وكثرة من رواه من التابعين عن أبي هريرة رضي الله عنه ومن رواه من أتباع التابعين ومن بعدهم من الأئمة قال أبو جعفر العقيلي في كتاب ( الضعفاء الكبير) حدثنا مقدام بن داود قال حدثنا أبو زيد أحمد بن أبي الغمر والحارث بن مسكين قالا حدثنا عبد الرحمن بن القاسم قال سألت مالكا عمن يحدث بالحديث الذي قالوا: ( إن الله خلق آدم على صورته ). فأنكر ذلك مالك إنكارا شديدا ونهى أن يتحدث به أحد(1)، فقيل له إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به فقال من هم فقيل محمد بن عجلان عن أبي الزناد. فقال لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء ولم يكن عالما. وذكر أبا الزناد فقال إنه لم يزل عاملا لهؤلاء حتى مات وكان صاحب عمال يتبعهم. قال العقيلي وكان مالك بن أنس لا يرضى أبا الزناد.
قال الذهبي في ( الميزان ) في ترجمة أبي الزناد بعد إيراده لما ذكره العقيلي عن مالك من إنكاره لحديث ( إن الله خلق آدم على صورته ) وكلامه في أبي الزناد وابن عجلان: قلت: الحديث في أن الله خلق آدم على صورته لم ينفرد به ابن عجلان فقد رواه همام عن قتادة عن أبي أيوب عن أبي هريرة، ورواه شعيب وابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، ورواه معمر عن همام عن أبي هريرة، ورواه جماعة كالليث بن سعد وغيره عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة. ورواه شعيب أيضا وغيره عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة، ورواه جماعة عن ابن لهيعة عن الأعرج وأبي يونس عن أبي هريرة، ورواه جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وله طرق أخر. وهو مخرج في الصحاح. وأبو الزناد فعمدة في الدين.
وابن عجلان صدوق من علماء المدينة وأجلائهم ومفتيهم. وغيره أحفظ منه. أما معنى حديث الصورة فنرد علمه إلى الله ورسوله ونسكت كما سكت السلف مع الجزم بأن الله ليس كمثله شيء(2). انتهى.
وذكر الذهبي – أيضا- في ترجمة محمد بن عجلان قول مالك: لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء ولم يكن عالما. وذلك لما بلغه أن ابن عجلان حدث بحديث ( خلق الله آدم على صورته!! ) قال الذهبي: ولابن عجلان فيه متابعون وخرج في الصحيح. انتهى.
ومن العجب أن مالكا كان لا يرضى أبا الزناد وهو مع ذلك قد أكثر الرواية عنه في الموطأ.
وأما إنكاره للحديث الذي فيه: ( إن الله خلق آدم على صورته!!(1)) ونهيه عن التحديث به فلأنه كان يكره التحديث بأحاديث الصفات. ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الباب التاسع والأربعين من( كتاب العلم) من ( فتح الباري ). ولعل مالكا إنما نهى عن التحديث بحديث الصورة لأنه خشي أن يكون في التحديث به فتنة لبعض الناس فيشبهون الله بخلقه, أو يتأولون الحديث بما يوافق أقوال الجهمية(2) وذلك من التحريف لكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإلحاد فيه(3)، وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) ومن أعظم الفتن صرف النصوص الواردة في الصفات عن ظاهرها وحملها على ما يوافق أقوال المعطلة(1). وقد وقع في هذا الباب كثير من الأكابر المرموقين وأهل المصنفات الكبار(2)!! وهو معدود من زلاتهم التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخاف منها على أمته والتي قال فيها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنها تهدم الإسلام، وقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة، منها ما رواه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( أخاف على أمتي ثلاثا زلة عالم وجدال منافق بالقرآن والتكذيب بالقدر ).
ومنها ما رواه أبو نعيم في الحلية عن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( إني أخاف على أمتي من بعدي ثلاثة أعمال ) قالوا وما هي يا رسول الله قال: ( زلة عالم وحكم جائر وهوى متبع ). ومنها ما رواه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن أشد ما أتخوف على أمتي ثلاث زلة عالم وجدال منافق بالقرآن ودنيا تقطع أعناقكم ). ومنها ما رواه الطبراني في الصغير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إني أخاف عليكم ثلاثا وهي كائنات: زلة عالم وجدال منافق بالقرآن ودنيا تفتح عليكم).
ومنها ما رواه الإمام أحمد في الزهد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ( إنما أخشى عليكم زلة عالم وجدال المنافق بالقرآن). ومنها ما رواه الدارمي في سننه وأبو نعيم في الحلية عن زياد بن حدير قال، قال لي عمر رضي الله عنه: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قال: قلت: لا. قال: ( يهدمه زلة عالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين ).وهذه الأحاديث يشد بعضها بعضا، وفيها أبلغ تحذير من الاغترار بزلات العلماء والأخذ بها (1). وإذا علم هذا فليعلم أيضا أنه لا يجوز كتمان ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . بل لا بد من تبليغه ولا يلتفت إلى نهي من نهى عن ذلك وأنكره(2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الهوامش:
1) وحاشا الرحمن من هذا البهتان! وحاشا أهل الإيمان من هذا الإيمان! وتعالى ربنا علوا كبيرا عن أن يخبر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأنه خلق لنفسه شبيها أو مثيلا على صورته جل جلاله)! أو أن يجعل له شريكا يدعوه الناس من دونه بإذنه! – كما يقوله دعاة الأموات الأفاكون المفترون عليه جل وعلا!( قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )التوبة : 30ـ ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ) المؤمنون: 91 (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً [الإسراء : 111] (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً [الفرقان : 2] (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)الإخلاص (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) الشورى : 11.
أما كونه تعالى خلق آدم بيديه, ونفخ فيه من روحه, وأسجد له ملائكته, وعلمه الأسماء كلها, وفضله بذلك على سائر خلقه.. فنعم, ثم نعم! ويكفيه ذلك فخرا وشرفا! ولا يكون خلقه على صورته جل وعز! ـ طبق الأصل- كما هو مقتضى:
( على صورته )- إلا تشبيها, وتمثيلا تتنزه أحاديث الباب أن تدل عليه من قريب أو من بعيد! وإنما يدل بعضها على تكريم وجهه فلا يضرب, ولا يقبح.. لكرامته عند الذي خلقه بيديه! ولما علم سبحانه في ذلك من الضرر عليه, وبعضها يدل على أنه تعالى خلق آدم دفعة واحدة: (على صورته) التي عرف بها بعد خلقه, دون أن يمر بالأطوار التي تمر بها ذريته(فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة : 22، و ما قاد إلى هذا الفهم السقيم إلا إعادة الضمير في (صورته) عليه عز وجل! وذلك ليس مما بلغه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمته..وإنما هو خطأ فاحش في اللغة وفي العقيدة ممن فعل ذلك ! ولا يشهد لهذا الخطأ شيء من نصوص وحي الله المنزل, وإنما تشهد نصوصه لله تعالى بنقيضه! و تشهد على أن هذا المدعى كله شطط لا يمكن أن يصح شيء منه في أي دين من الأديان, أو في أي لغة من اللغات! كيف وقد حكم الوحي بأنه تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )الشورى : 11، (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)! والصورة على الصورة مطابقة ومماثلة, ومشابهة,عقلا,وشرعا,ولغة.. والمماراة في ذلك مماراة في المحسوسات! كما أن الصورة يراد بها الوجه, أو الوجه والقامة, أو الهيئة. قال ابن منظور [4/434]: ورجل حسن الصُّورة والشُّوْرَة وإِنه لَصَيِّر شَيِّر. أَي حسن الصورة والشَّارة والهيئة ..عن الفراء...وقال أيضا [11/610]: والتِّمْثالُ: الصُّورةُ والجمع التَّماثيل ومََثَّل له الشيءََ صوَّره حتى كأَنه ينظر إِليه!! ومَثَّلتُ له كذا تَمْثيلاً إِذا صوَّرتُ له مثاله بكتابة وغيرها!! وفي الحديث أَشدُّ الناس عذاباً مُمَثِّل من المُمَثِّلين أَي مصوِّر. يقال: مَثَّلْت- بالتثقيل والتخفيف - إِذا صوَّرت مِثالاً. والتِّمْثالُ الاسم منه, وظِلُّ كل شيء تِمْثالُه, ومََثَّل الشيءَ بالشيء سوَّاه وشبَّهه به, وجعله مِثْلَه وعلى مِثالِه, ومنه الحديث رأَيت الجنةَ والنار مُمَثَّلَتين في قِبْلةِ الجِدار أَي مصوَّرتين أَو مثالُهما..اهـ
تعالى من (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) الشورى : 11!
2) لا تتم هذه الشهادة مع اعتقاد أنه تعالى خلق مخلوقا على صورته جل وعلا! وما وجه كماله تعالى في هذا ؟! بل الدليل قائم على بطلان هذه الدعوى التي هي تقويل للنص ما لم يقله ! وفهم منه خاطئ لم يرده ! وإعادة للضمير إلى غير مرجعه.. بل لا أصل لمثل هذا المعنى في الوحي ! ( قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ) الأنبياء : 45، والوحي لم يأت بمثل هذا أبدا! وإنما أتى بنقيضه! (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) والصورة على الصورة مثل ! والحديث المذكور من الوحي, ولكن يستحيل في اللغة و الشرع أن يكون هذا معناه, أو وجهه ! أو فقهه! فهو حديث يخبر عن صورة المخلوق, وعن طوله حين خلقه خالقه وليس عن صورة الخالق جل وعلا ! ولا عن طوله !
3) وأنا أشهد أن محمدا عبده ورسوله لم يبلغ البشرية هذا الحديث لتؤمن بأن الله تعالى خلق مخلوقا على صورته, وإنما بلغها إياه لتؤمن بأنه تعالى خلق آدم على الصورة التي خلقه عليها وعرف بها في حياته بعد خلقه, وعرف بها بنوه من بعده, غير أنه كان طوله ستون ذراعا, وتلك هي صورته, وقامته, وهيئته, وصورة من يدخل الجنة من ذريته, وأنه أمره – أول ما أمره- بإفشاء السلام! وأن [ كل من يدخل الجنة من ذريته على [صورته طوله] ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن]! فالحديث خبر عن هذه القضايا, ولا شأن له بغيرها, وإنما قول بها تقويلا.. ومثله الأحاديث الأخرى التي فيها نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عن ضرب وجوه أبناء هذا المخلوق, وتقبيحها.. لأن الله تعالى خلق صورة هذا المضروب وجهه , وهذا المقبح وجهه على صورة وجه أبيه الذي خلقه الله تعالى بيديه ! هذا ما بلغ به محمد رسول الله أمته في هذا الحديث.. ليس غير! وكل ما ذكره المؤلف في هذا الكتاب الطويل العريض ! وما ذكره غيره في هذا الباب مما يخالف هذه الحقيقة الثابتة ثبوت الليل والنهار! فما هو إلا اجتهاد خاطئ يؤدي إلى اعتقاد فاسد ! يجب النهي عنه, التحذير منه!
وإن زعم له أنه مذهب أهل السنة والجماعة! والله المستعان !
4)هذا زور على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! فإنه لم يقل هذا الحديث بهذا اللفظ المبتور.. ولو نطق به هكذا لصح عود الضمير على الله تعالى بلا جدال! ولصح أيضا حديث الإظهار: (على صورة الرحمن !). لكن هيهات! لم يرد إلا خبرا عن حقيقة خلق آدم عليه السلام على صورته الكاملة !, وعلة للنهي عن ضرب وجوه بنيه وتقبيحها .. ومن حمله معنى سوى ذلك فقد حمله ما لا شأن له به إطلاقا ! وقد أكثر المؤلف- وغيره!- من إيراد هذا الحديث بهذه الصيغة المبتورة ! التي لم يرد بها في شيء من دواوين الإسلام! وإنما ورد بلفظ: خلق الله آدم على صورته طوله..الحديث. وورد بلفظ إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه, فإن الله تعالى خلق آدم على صورته ), يعني المضروب. والضميران في (صورته), وفي (طوله) مرجعهما واحد, ومن أعاد أحدهما إلى الخالق سبحانه وتعالى ! والآخر إلى المخلوق, فقد فرق بين مجتمع !! ولا وجه لذلك لا في اللغة ولا في الشرع – كما قلنا- ونقول أيضا: لا كمال لله تعالى في إثبات أن يخلق مخلوقا على صورته تعالى وإنما كماله في نفيه عنه! كما نفى هو سبحانه! عن نفسه ذلك في قوله الكريم: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهو السميع البصير ) الشورى : 11، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
فإنه يمكننا أن نقول: سمع لا كسمعنا, وبصر لا كبصرنا...إلى آخر ما ورد من ذلك .لأن التفاوت بين صفة الخالق وصفة المخلوق أمر لا نقاش فيه, ومعقول جدا ! ولكن التفاوت بين الصورة على الصورة محال ! وغير معقول أبدا.. بعد أن نؤمن بأنه تعالى خلقه على صورته! والصورة على الصورة مطابقة ومماثلة ومشابهة. ومن هنا ظهرت مناقضة الحديث – على هذا الفهم - للآية الكريمة, ولا مفر من هذه المناقضة إلا بإعادة الضير إلى المخلوق, وذلك هو مراد الله ورسوله قطعا ! وجزما ! ونلقى الله تعالى بذلك مطمئنين! مستغفرين لمن قال بخلافه !
5) كيف يتم هذا مع قول المؤلف الآتي: إن الإمام مالكا رحمه الله ! كان ينكر هذا الحديث وينهى عن التحديث به, لأنه روي له الحديث مبتورا – كما سيأتي- وهو إمام أئمة السلف! بل إنه لم يروه في موطئه بته! لما أوهمه عود الضمير, فاتقاه جملة !
6) إن أراد باتفاق الأمة على تبليغه وتصديقه على الوجه الذي يذهبون إليه فغير مسلم ! لكثرة المخالفين له من أهل السنة سلفا وخلفا !
7) الحق الذي لا مرية فيه أن هذا الحديث ليس من أحاديث الصفات جملة وتفصيلا !! وإثبات كونه تعالى خلق آدم على صورته ـ جل وعز ـ إثبات لكون صورة آدم صفة من صفات الذات الإلهية!! وهذا يتنافى مع قوله سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)الشورى: 11، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) !!
8) لئن صح أن الجهمية ينكرون عود الضمير في هذا الحديث إليه سبحانه وتعالى لغرض تنزيهه عن المثيل والشبيه, فذلك أمر يحسب لهم, وليس عليهم!
9) أي ذهب هؤلاء الأكابر المشهورون أصحاب المصنفات الكثيرة في أنواع العلوم من أهل السنة إلى عود الضمير إلى المخلوق! ولست أدري كيف يجتمع هذا مع قول شيخ الإسلام: [ وأنه لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله تعالى, وأن سياق الأحاديث كلها تدل على ذلك؟! وقال أيضا: إن الأمة اتفقت على تبليغه وتصديقه ]. يعني على هذا الوجه! كيف يتم ذلك وهؤلاء الأكابر, وعلى رأسهم إمام دار الهجرة رحمه الله تعالى إمام أئمة السلف في القرن الثاني يخالفون في ذلك؟! وسيأتي أيضا قول المؤلف ومن أعظم الفتن صرف النصوص الواردة في الصفات عن ظاهرها وحملها على ما يوافق أقوال المعطلة. وقد وقع في هذا الباب كثير من الأكابر المرموقين وأهل المصنفات الكبار!). وهذا يدل على خلاف ما قاله الشيخ رحمه الله تعالى !
10) هذه الجملة من الحديث تبين بوضوح أن الضمير في [ صورته ] لآدم, ولذلك قال: فكل من يدخل الجنة على [صورة آدم طوله] فالحديث – قطعا- خبر عن أحوال آدم عليه السلام ! يوم خلقه الله تعالى ! وأحوال بنيه من بعده, ولا شأن له بأحاديث الصفات ! قال شيخي الألباني رحمه الله! في السلسلة الصحيحة [ 1 / 810 ]:
( فائدة ): قال الحافظ في الفتح : وهذه الرواية تؤيد قول من قال: إن الضمير لآدم, والمعنى: أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالا ولا تردد في الأرحام أطوارا كذريته بل خلقه الله رجلا كاملا سويا من أول ما نفخ فيه الروح. قلت: وأما حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن؛ فهو منكر كما بينته بتفصيل في الضعيفة برقم 1175 و 1176.اهـ
قلت: بل هو أنكر من المنكر! ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95).
*وما ينبغي للرحمن أن يتخذ شبيها : [على صورته]!
11) ما أورده المؤلف في هذا الفصل من صيغ هذا الحديث – غير المبتورة – حجة عليه, وعلى أهل مسلكه الذين أساءوا فهم تلك الصيغ , وحملوها من المعنى ما لا تطيق حمله!! وأعادوا الضمائر فيها على غير مراجعها !
12) صحة الحديث - بهذه السياقات - ليست محل نقاش! ولا شك فيها, وإنما الشك والريبة في إعادة الضمير إلى الله تعالى، في حين أن مرجعه للمخلوق قطعا! وجزما! وبألف يقين! وعليه الأكابر المشهورون.. المرموقون ..
13) نَفَرَ الإمامُ مالك رحمه الله تعالى من هذا الحديث وحذر من روايته جملة !لأنه روي له مبتورا – كما في هذه الحكاية – فاستبشع عود الضمير على الله تعالى! وذلك أبلغ رد لهذا القول من إمام أهل السنة المولود في القرن الأول من القرون الثلاثة المفضلة ! وإمام أئمة القرن الثاني بلا خلاف! وهو أقدم, وأكبر من خالف أهل هذا القول.
14) هذا كلام الحافظ الذهبي, والحديث لم يرده مالك من أجل ابن عجلان, ولا من أجل غيره, وسبب رده له ما تقدم ذكره, و قد أشار المؤلف إلى سبب آخر بقوله – كما سيأتي- : ولعل مالكا إنما نهى عن التحديث بحديث الصورة لأنه خشي أن يكون في التحديث به فتنة لبعض الناس فيشبهون الله بخلقه- جل جلاله-!
قلت: قد وقع ما كان خشيه مالك رحمه الله! وافتتن به بعض العلماء الكبار!وأما قوله بعد ذلك: ( أو يتأولون الحديث بما يوافق أقوال الجهمية, وذلك من التحريف لكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإلحاد فيه). فما أبعد أن يكون هذا سبب رده لهذا الحديث!! لأن الذي فر منه الإمام هو ما يسمى: بقول أهل السنة! وهو عود الضمير إلى الله تعالى! وقد اعتبر ذلك (تحريفا لكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلحادا فيه!) ولو كان لذلك وجه عنده لقبله ! ولكنه لا وجه له ولا قفا!
15) يواصل المؤلف روايته للحديث مبتورا.. وذلك زور على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم! ليؤكد أن الله تعالى خلق آدم على صورته تعالى وتقدس!! وكأن الحديث ليس فيه سوى هذه الحقيقة الناصعة عنده !
قال ابن خزيمة في كتاب التوحيد [1/81] : جل وعلا عن أن يكون وجه خلق من خلقه مثل وجهه!! وقال أيضا:
[ 1/ 84 ]: ( إن قوله: على صورته. يريد صورة الرحمن عز ربنا وجل عن أن يكون هذا معنى الخبر) وقال: [1/108 ] : عز ربنا وجل عن أن يشبهه شيء من خلقه, وجل عن أن يكون فعل أحد من خلقه شبيها بفعله عز وجل. اهـ
قلت: وكم..وكم من علماء الإسلام الذين قالوا في هذا الحديث مثل ما قاله ابن خزيمة رحمه الله تعالى ؟! ومن عابهم على ذلك فمن سوء تصوره !!
16) قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 18/237- فيما يتعلق بالجهمية - : « الوجه الخامس عشر» أن الإقرار بأن الله لم يزل يفعل ما يشاء، ويتكلم بما يشاء هو وصف الكمال الذي يليق به، وما سوى ذلك نقص يجب نفيه عنه! فإن كونه لم يكن قادرا [ ثم] صار قادرا على الكلام والفعل ـ مع أنه وصف له ـ فإنه يقتضي أنه كان ناقصا عن صفة القدرة التي هي من لوازم ذاته، والتي هي من أظهر صفات الكمال ! فهو ممتنع في العقل بالبرهان اليقيني...إلى أن قال: وهذا مما أورده الإمام أحمد على الجهمية إذ جعلوه تعالى كان غير متكلم, [ثم] صار متكلما. قالوا: كالإنسان! قال: فقد جمعتم بين تشبيه، وكفر! انتهى.
قلت: والذي يعيد الضمير في هذا الحديث على الله تعالى قوله قريب من قول الجهمية هذا, أو هو هو!
17) من أظهر التحريف لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والإلحاد فيه.. إعادة الضمائر لغير مراجعها! وتحميل الكلام ما لا يحتمله لغة ولا شرعا ولا عقلا!! وأن ذلك هو مراد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم !! وكلام الله ورسوله يأباه كل الإباء!
18) بل أنتم الذين حملتموها على ما يوافق قول المشبهة من كل وجه !
19) تبين لهؤلاء الأكابر المرموقين أهل المصنفات الكبار أن الحق في خلاف ما ذهبتم إليه ! وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وآله وسلم : كما في سنن الترمذي[4/466] 2167 - حدثنا ابو بكر بن نافع البصري حدثني المعتمر بن سليمان حدثنا سليمان المدني عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الله لا يجمع أمتي أو قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة, ويد الله مع الجماعة, ومن شذ شذ إلى النار.
قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه و سليمان المدني هو عندي سليمان بن سفيان وقد روى عنه أبو داود الطيالسي و أبو عامر العقدي وغير واحد من أهل العلم .
قال ابو عيسى وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث قال وسمعت الجارود بن معاذ يقول سمعت علي بن الحسين يقول سألت عبد الله بن المبارك من الجماعة ؟ فقال ابو بكر و عمر قيل له قد مات أبو بكر و عمر قال فلان وفلان قيل له قد مات فلان وفلان فقال عبد الله بن المبارك أبو حمزة السكري جماعة. قال أبو عيسى و أبو حمزة هو محمد بن ميمون وكان شيخا صالحا وإنما قال هذا في حياته عندنا.
قال الشيخ الألباني: صحيح دون ومن شذ .
سنن ابن ماجه[2 /1303 ] ( إن أمتي لا تجتمع على ضلالة . فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم )!
في الزوائد في إسناده أبو خلف الأعمى واسمه حازم بن عطاء وهو ضعيف . وقد جاء الحديث بطرق في كلها نظر. قاله شيخنا العراقي في تخريج أحاديث البيضاوي [ 3950 - ش - ( السواد الأعظم ) أي الجماعة الكثيرة . فإن اتفاقهم أقرب إلى الإجماع . قال السيوطي في تفسير السواد الأعظم أي جماعة الناس ومعظمهم الذين يجتمعون على سلوك المنهج المستقيم . والحديث يدل على أنه ينبغي العمل بقول الجمهور .اهـ
قلت: الحديث ضعيف بكل طرقه..وقد ذم الله تعالى اتباع السواد الأعظم في القرآن كثيرا!
20) وهذا القول ما هو إلا زلة عالم, وأخذ بها! والحديث واضح الدلالة على خلافه..
21) هذا الفهم ليس مما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ! بل هو زلة عالم ! استعصمه بعض العلماء ! فقلدوه و اتبعوه!
وجانب زلته علماء آخرون! - وهم الأكثر - ! وقوله: [ ولا يلتفت إلى نهي من نهى عن ذلك وأنكره]. يعني الإصرار على ما فهموه من هذا الحديث, ولا يلتفتون إلى قول المخالفين, وإن كانوا كثيرا من الأكابر المشهورين المرموقين أهل المصنفات الكبار!!( عــــنزة، ولو طـــــــــارت!)

الموضوع كاملا في هذا الرابط:
ظ…ط±ظƒط² ط®ظٹط§ظ„ ظپظ†ط§ظ† ظ„طھط*ظ…ظٹظ„ ط§ظ„ظ…ظ„ظپط§طھ ط§ظ„ظƒط¨ظٹط±ط©-طھط*ظ…ظٹظ„ طµظˆط± طŒ ظ…ط±ظƒط² طھط*ظ…ظٹظ„ ط§ظ„طµظˆط± طŒ ظ…ط±ظƒط² طھط*ظ…ظٹظ„ طµظˆط± طŒ ظ…ط±ظƒط² طھط*ظ…ظٹظ„ ظ…ظ„ظپط§طھ طŒ ظ…ط±ظƒط² طھط*ظ…ظٹظ„ ط§ظ„ظ…ظ„ظپط§طھ طŒ ظ…ط±ظƒط² طھط*ظ…ظٹظ„ طŒ


الأرقم 22-01-2010 06:27 AM

رد: خلق الله آدم لا على صورة الرحمن!!
 
أخي الكريم بارك الله فيك ولي عودة لقراءة المقال كاملا
ولكن ألا ترى أنه من المصلحة عدم طرح مثل هذه المواضيع في المنتدى وأنت تعرف أنه يدخله ويشارك فيه من جميع المستويات العلمية ألا ترى أخي أنه قد يسبب شبهة وفتنة والله أعلم علما أني سأعود لقراءته بتمعن فأنا على دراية بهذا الموضوع نوعا ما .

الحنين للذكريات الجميلة 01-02-2010 06:16 AM

رد: خلق الله آدم لا على صورة الرحمن!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأرقم (المشاركة 56980)
أخي الكريم بارك الله فيك ولي عودة لقراءة المقال كاملا
ولكن ألا ترى أنه من المصلحة عدم طرح مثل هذه المواضيع في المنتدى وأنت تعرف أنه يدخله ويشارك فيه من جميع المستويات العلمية ألا ترى أخي أنه قد يسبب شبهة وفتنة والله أعلم علما أني سأعود لقراءته بتمعن فأنا على دراية بهذا الموضوع نوعا ما .


بارك الله فيكم اخى الأرقم

أخويا الأستاذ يعقوب ..

إنى أحبك فى الله ... زادكم الله علماً

لكن .....

الموضوع به متاهات كثيرة ...صحيح أنه كلام علماء لكنه يعد مرجعاً وسنداً لقول ما أو حديث ..

أنا أول ما قرأت الحديث قلت يمكن الأخ هيفسر الحديث ويوضح الشبهات التى ألقيت عليه ,,,

أنا قرأت فى تفسير الحديث من فترة كبيرة : أن الله - تعالى - خلق سيدنا آدم ... " أى أنه خلقه - تعالى - على هيئته فى الكمال وليس فى الشكل ...

هذا والله أعلم


الساعة الآن 03:29 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام