لتحقيق التعلق بعلم الحديث الشريف ، دون بقية العلوم،
لابُد من استحضار شخص الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام،
المُتحدث بهذا الكلام ،الناطق بهذا اللفظ الشريف،
أو تصور ذلك الوصف الموصوف به ،
والمَحكي عنه،
عندها تتقارب بك ساعات الزمان،
وتختصر أزمنةً من الدهر، لتجعلك
كأنك حاضرٌ بين يديه،
وماثلٌ للوقوف بحضرته،
تُشاهد الحديث المُنزه عن الغواية ، والكلام المُبرء من العيب ،
ينطق من فمه الشريف ،وبلسانه الصادق، ولكأنه للتوِّ جاء
تعلوه أنوار الربانية، وتكسوه حلل الجمال،
ويجلله تاج الوقار،
ويُجمله صفاء الصدق،وأيضا" تلاحظ أوصافه الجميلة ،
وخُلقه الكريم،
فتحكيه أنت للغائب، وترويه بالمحبة لغير الشاهد،
حينها
ستنال شرف الرواية،
وتحظى بقدسية النقل،وتحتلَّ مرتبة البلاغ،
ليصيبك قبسٌ من ذلك النوروالصفاء،ويُعرف وجهك بالحسنِ والبهاء،
وتقول وأنت خاشعٌ للهادي،ومعترف للمتفضل،
الحمدلله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
تنفّل ولاتعجل
رأس المالِ الفرائضُ فجمّلها،
وبالنوافل كمّلها،
وبالآداب والسُنن أتممها
فهي الزادُ إذا رحلت غدا"، والأنيسُ إذاما خلوت فردا"،
مالي أرك مُستعجلا
" أَمِن غنائمَ (في الخارج) تخشى فواتها،
أم في سُرورٍ ( مع الإنصراف) ترجو دوامه،
جاهد النفس وخالفها، وغالِب الشيطانَ وانتصر عليه،
أرأيتَكَ يوم العرض ، ترجُو الزيادةَ وتخشى النُقصان ،
وتبغي النَّجاة وتخافُ الحرمان ،
والدعوى-والله- عَدلٌ وميزانٌ
أنسيتَ
(انظروا عبدي هل له من نوافل)
أم تناسيت مُوجباتِ المحبّة ، وغفلتَ عن مُسببات القُربة، وسهوتَ عن دوافعُ النّقمة
(ولايزالُ عَبدي يتقرّب إلي ّبالنوافل ِحتى أحبه)
أتبحثُ عن زيادة الأرباح ،
وتحرص على غذاءِ الأرواح ،وتفتش ُعن مَعاقِل الأفراح،
فدونك النوافل فاغتنمها