الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد :
في هذا الموضوع أود أن أطرح لكم علم تخريج الأسانيد وذلك أن صحة الحديث تعتمد على صحة السند ، فالحديث الصحيح هو : ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة .
وبالتالي فإننا لنعرف صحة الحديث لا بد لنا من النظر في السند بالإضافة إلى المتن ، وفي هذا الموضوع سأتناول طرق تخريج الأسانيد وبالتالي معرفة قبول الحديث من رده ، وهذه مقدمة في التخريج :
أولاً : تعريف التخريج :
التخريج لغة :
التخريج في أصل اللغة اجتماع أمرين متضادين في شيء واحد . ويطلق التخريج على معان . أشهرها :
الاستنباط ، التدريب ،التوجيه .
أما التخريج في إصطلاح المحديثين فيطلق على عدة معان :
1 - إبراز الحديث للناس بذكر مخرجه أي رجال إسناده
2- ويطلق على إخراج الأحاديث من بطون الكتب وروايتها
3 - ويطلق على معنى الدلالة ، أي الدلالة على مصادره الأصلية وعزوه إليها .
والمعنى الثالث هو الذي شاع واشتهر بين المحديثين ، وكثر استعمال هذا الفظ فيه وبناءً على المعنى الثالث يمكننا تعريف التخريج إصطلاحاً :
هو الدلالة على موضع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته بسنده ثم بيان مرتبته عند الحاجة .
والمراد بالمصادر الأصلية ما يلي :
1- كتب الحديث التي جمعها مؤلفوها عن طريق تلقيها من شيوخهم بأسانيد إلى النبي مثل : الكتب السة و موطأ مالك ومسند أحمد ومستدرك الحاكم ومصنف عبد الرزاق ... وغيرها .
2- كتب السنة التابعة للكتب الأولى مثل : الجمع بين الصحيحين وتحفة الأشراف بمعرفة الأطراف وتهذيب سنن أب داود ، وهذا الأخير وإن حذف المنذري أسانيده إلا أن السند موجود فيه حكماً ؛ لأن من أراد السند رجع إلى سنن إبي داود .
3- الكتب المصنفة في الفنون الأخرى _ كالتفسير والفقه والتاريخ _ التي تستشهد بالأحاديث لكن بشرط أن يرويها مصنفها بالأسانيد استقلالاً ، من هذه الكتب : تفسير الطبري ، الأم للشافعي .
ثانياً : أهمية التخريج ووجه الحاجة إليه :
1- معرفة كيفية التوصل إلى الحديث في مواضعه الأصلية .
2- بواسطته يهتدي الشخص إلى مواضع الحديث في مصادره الأصلية الأولى التي صنفها الأئمة .
3- لا يسوغ لطالب العلم أن يستشهد بأي حديث أو يرويه إلا بعد معرفة من رواه من العلماء المصنفين في كتابه مسنداً
ولهذا فإن فن التخرج يحتاجه كل باحث أو مشتغل بالعلوم الشرعية وما يتعلق بها .
المصادر :
أصول التخريج ودراسة الأسانيد ، د. محمود الطحان بتصرف
منهج النقد في علوم الحديث ، د. نور الدين عتر . بتصرف..
لتخريج الحديث عدة طرق ، وفي هذا الموضوع سأتطرق إلى خمسة طرق :
الطريقة الأولى : التخريج عن طريق معرفة راوي الحديث من الصحابة .
الطريقة الثانية : التخريج عن طريق معرفة أول لفظ من متن الحديث .
الطريقة الثالثة : التخريج عن طريق معرفة كلمة يقل دورانها على الألسنة من أي جزء من متن الحديث .
الطريقة الرابعة : التخريج عن طريق معرفة موضوع الحديث .
الطريقة الخامسة : التخريج عن طريق النظر في حال الحديث متناً وسنداً .
الطريقة الأولى : التخريج عن طريق معرفة راوي الحيث من الصحابة .
هذه الطريقة يلجأ إليها عندما يكون الصحابي مذكوراً في الحديث الذي يراد تخريجه ، ولاستخدام هذه الطريقة علينا أن نستعين بثلاثة أنواع من المصنفات :
أولاً : المسانيد :
وهي الكتب الحديثية التي صنفها مؤلفوها على مسانيد أسماء الصحابة ، أي بمعنى أنهم جمعوا أحاديث كل صحابي على حدة .
وإليكم أسماء بعض المسانيد :
1- مسند الإمام أحمد بن حنبل .
2- مسند أب بكر عبد الله الزبير الحميدي
3- مسند أب داود الطيالسي
4- مسند أسد بن موسى الأموي
5- مسند مسدد بن مسرهد الأسدي البصري
6- مسند نعيم بن حماد
7- مسند عبيد الله موسى العبسي
8- مسند أب خثيمة زهير بن حرب
9- مسند أبي يعلى أحمد بن علي المثنى الموصلي
10- د عبد بن حميد
ثانياً : المعاجم :
المعجم في إصطلاح المحدثين الكتاب الذي ترتب فيه الأحاديث على مسانيد الصحابة أو الشيوخ أو البلدان أو غير ذلك والغالب أن يكون الترتيب فيه على أحرف المعجم ، والذي يعنينا هنا المعاجم المرتبة على مسانيد الصحابة فقط .
أشهر المعاجم :
1- المعجم الكبير لأبي القاسم بن أحمد الطبراني
2- المعجم الأوسط له أيضاً .
3- المعجم الصغير للطبراني أيضاً .
4- معجم الصحابة لأحمد بن علي بن لال الهمداني
5- معجم الصحابة لأبي يعلى أحمد بن علي الموصلي .
ثالثاً : كتب الأطراف :
كتب الأطراف هي نوع من المصنفات الحديثية اقتصر فيها مؤلفوها على ذكر طرف الحديث الذي يدل على بقيته ثم ذكر أسانيده
كتب الأطراف كثيرة أشهرها :
1- أطراف الصحيحين لأبي مسعود إبراهيم بن محمد الدمشقي .
2- أطراف الصحيحين أبي خلف محمد الواسطي
3- الإشراف على معرفة الأطراف : أي أطراف السنن الأربعة للحافظ أب القاسم علي بن حسن المشهور بابن عساكر
4- تحفة الأشراف على معرفة الأطراف للحافظ أب الحجاج يوسف عبد الرحمن المزي
5- إتحاف المهرة بأطراف العشرة للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
6- أطراف المسانيد العشرة لأي العباس أحمد بن محمد البوصري
7- ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث لبد الغني النابلسي
جزاكم الله خيرا
ولكن هل لي ان أعرف ما هو القصد من الموضوع علما انه موضوع اختصاصي وعلى أي حال بوركتم على ما كتبتم
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان