إن فشل مؤسسات التنشئة الاجتماعية الممثلة في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام، وغيرها في تربية الأفراد وجعلهم قادرين على تحقيق ذواتهم وممارسة أدوارهم التي ينبغي أن يقوموا بها يجعلهم يصابون بالقلق والتوتر نتيجة لعدم توافقهم مع الجماعة ، وشعورهم بعدم الانتماء لها وبذلك تتحرك مشاعر الغضب والتوتر لديهم ، مما يدفعهم إلى اقتراف سلوكيات تتعارض مع القيم الاجتماعية وبالتالي يوصف أصحابها بالعنف .
أولا: دور الأسرة :
علينا ان ندرك أهمية الأسرة كنظام اجتماعي إنساني، وحسبنا القول بأنها نموذج مصغر للمجتمع، إذ أنها تجسد بدرجة أو بأخرى النظم الاجتماعية الأخرى الهامة، كالنظام الاقتصادي، والنظام الديني، والنظام السياسي، والنظام التربوي، ونظام الضبط الاجتماعي، ويتضح هذا بجلاء عندما يُنظر إلى الأسرة في إطار بنائي، أي في تفاعلها وتساندها مع باقي نظم وأنساق المجتمع الأخرى، وفي ضوء الوظائف المختلفة التي تؤديها.
وعلى الأسرة لتحد من والعنف أن تقوم بما يلي :
-توعية الابن بمبادئ الدين منذ الصغر وغرس ذلك من خلال الممارسة لا القول فقط.
-إتاحة الحرية للأبناء في إبداء رأيهم ومناقشتهم فيها .
-شغل أوقات الفراغ وغرس قيمة العمل والإنتاج .
-ثانيا: دور المدرسة :
-ويمكن للمدرسة أن تقوم بالآتي لمواجهة العنف :
-وضع الطالب في مواقف تفاعلية حقيقية يدرك من خلالها أهمية الانتماء للوطن.
-ربط الطالب بفكرة أن المجتمعات الإنسانية كلها جاءت من نسل واحد، وهو آدم عليه السلام.
ثالثا: دور جماعة الرفاق:
تظهر أهمية جماعة الرفاق في أنها غالبا ما تكون العامل الأول للاتجاه نحو العنف ، وذلك لأنها الجهة التربوية الوحيدة التي يلتحق بها الطفل أو الشاب بإرادته خلاف المدرسة وغيرها من المؤسسات التربوية ،ويولى أفرادها انتماء كبيرة لها،
ويمكن لجماعة الرفاق أن تساهم بالأدوار التالية :
–الدور النفسي : حيث تعلم الجماعة عضوها بلوغ مستوى معين من الاستقلال الشخصي عن ممثلي السلطة ولاسيما الوالدان، وتكون لديه روابط عاطفية جديدة فيقتدي بنماذج مختلفة ويحرص على أن يحظى باهتمام أقرانه وقبولهم وينظر إلى نفسه مقوماً ومقدرا من خلال معايير الجماعة وقيمها. وهكذا تساعد جماعة الأقران في نمو شخصية الطفل وتربيته وهي توفر المناخ الاجتماعي الحر الذي يتيح للشخص التعبير عن نفسه ويزوده في الوقت ذاته بأنماط جديدة من القيم الاجتماعية والسلوكيات الخاصة بها كما تنمي الضمير الحي والروح الجماعية من خلال الحوار والمناقشة.
– الدور الاجتماعي : توفر جماعة الأقران للمنتمي إليها فرص اللقاء بالآخرين المتشابهين معه في العمر أو في التفكير فيتعلم منهم ويعلمهم بعضاً من العلاقات الاجتماعية وطرق التعامل على أساس الاحترام والمساواة من دون إكراه كما هو الحال في الأسرة أو في المدرسة أو في الجامعة .
المســــجد:
ينظر إلى المساجد على أنها بيوت الله في الأرض، وقد ورد ذكرها في القرآن في ثمانٍ وعشرين آية من كتاب الله الكريم ، ورغب سبحانه وتعالى في بنائها وأعمارها، قال تعالى ) إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) ( سورة التوبة – الآية ١٨)
وتبرز أهمية المسجد باعتباره مؤسسة اجتماعية أولية ، من الدور الحيوي الذي يمكن أي يقوم به في إكمال دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية المبنية على أسس الإسلام وتعاليمه.
وسائل الإعلام :
ومن الأدوار السلبية لوسائل الإعلام أنها لاتحضع برامج الإذاعة والتليفزيون لرقابة الإخصائيين النفسيين ولاجتماعيين ورجال الدين والقانون وبالتالي فهي لا تربي المشاهد أو المستمع على الفضيلة والعفة بل تقدم ما يشعل نار العنف والقوة وأحيانا الغرائز والشهوات ، ونشر الألفاظ النابية التي تجرح الحياء والذوق العام والاحترام الاجتماعي .وكذلك بث الأخبار غير الموثقة لمجرد أنها أخبار ساخنة ، ولا يخفى علينا ذلك لاسيما في القنوات الفضائية الخاصة التي تعمل كل منها لحساب مالكها وتوجهاته الفكرية ومصالحه الشخصية وقد فضحت ثورة يناير الكثير من الإعلامييين عندما ساندوا النظام طوال حياتهم وبمجرد سقوطه غيروا مواقفهم .
دور الأندية :
ويمكن توضيح دور الأندية فى الآتي:
1-دعم انتماء الطلاب لمجتمعهم ووطنهم وتعريفهم بمؤسساته ومرافقه، وتنمية روح المحافظة عليها ورعايتها واستثمارها.
2-التوعية الإسلامية الصحيحة،ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف فى يسر ووضوح ، وتفطينهم للأعمال المتطرفة والخارجة عن وسطية الإسلام ، ومواجهتها فور ظهورها .
3- ممارسة النشاط الثقافي الذي ينمي روح الحوار والنقد البناء عن طريق المسرح والمكتبة والإذاعة والصحافة والبحوث، والمسابقات والندوات الطلابية والدروس العلمية والحفلات.
4-ممارسة النشاط الاجتماعي عن طريق الرحلات داخل وخارج المحافظات والمراكز والمدن وتتمثل في الزيارات والمسابقات الاجتماعية وخدمة المجتمع والتوعية الصحية والمرورية والاستهلاكية وبرامج توثيق العلاقة بين النادي والمجتمع.
5-استثمار أوقات الفراغ لدى الطلاب ومن في مستواهم ببرامج تربوية وثقافية واجتماعية ورياضية وفنية ومهنية وعلمية هادفة وجذابة، واكتشاف مواهبهم ورعايتها.
المصدر : موقع أم حسن