06-02-2011, 01:34 PM
|
المشاركة رقم: 3 (permalink)
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو فعال |
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
9 - 10 - 2009 |
العضوية: |
8460 |
المشاركات: |
235 |
بمعدل : |
0.04 يوميا |
معدل التقييم: |
0 |
نقاط التقييم: |
10 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
مسك
المنتدى :
منتدي القصص الأدبية
رد: عودة الذئب...(أ.سامية أحمد)
(2)
دق محمد باب منزل فتحيه أمسلطان
وعندما فتح الباب فوجد عمر أمامه ينظر اليه باستغراب وعيناه تمتلئبالريبة
عمر : مش انت اللى كنت قاعد مع جاد الله القهوجى ؟؟
قال محمد بجديهوهدوء : السلام عليكم ..أريد التحدث الى السيده فتحيه أم سلطان
عمر بريبه : نقوللها مين؟
محمد : صديق للدكتور صابر عبد التواب
جلس محمد ينتظر السيده فتحيهعلى الأريكه البلديه فى وسط الصاله الضيقه فى بيتها الصغير القديم الذى ينضح الفقرمن جدرانه المتهالكه الممتلئه بالشقوق,
وجلس أمامه الأسطى بسيونى الذى قدممسرعا عندما ناداه عمر من دكانه الذى يقع فى آخر الحاره
جلست السيده فتحيه بعدأن قامت بنفسها بتقديم واجب الضيافه للضيف الذى بدأ يتحدث اليهم قاطعا كل نظراتالتساؤل والشك فى العيون : أنا محمد ...صديق الدكتور صابر عبد التواب
تعرفت الىالدكتور صابر عندما كان مكلفا من قبل نقابة الأطباء المصريه بمهمه انسانيه طبيه فىبلادى
وتصادقنا كأعز الأصدقاء...وقبل سفره قدم لى الدعوه لزيارته فى مصر , وغادربلادى ولم أراه منذ سبعة عشر عاما وطوال هذه المده لم تتح لى الفرصه لزيارةمصر..وعندما تحسنت الأحوال واستطعت الحضور الى مصر , ذهبت لزيارته ولمأجده
فتحيه بأسى وهى تمصمص شفتيها: يا حول الله يارب
بسيونى : البوليس قبضعليه من 17 سنه ومحدش يعرف له طريق جره
محمد بدهشه : لماذا ؟؟
بسيونى : واللهما حد عارف, أهم بيقولوا سياسه , وناس بتقول انه كان مع الجماعات
تجهش فتحيهبالبكاء : دا كان راجل سكره, ما يستحقش اللى جراله, الله يجازى اللى كانالسبب
هز محمد رأسه بأسف وتنهد بحزن
بسيونى : انما ولا مؤاخذه حضرتك بتتكلمعربى كويس؟
محمد يلتفت اليه : أنا أزهرى, تعلمت فى الأزهر, وقضيت فى مصر فترةشبابى
التفت محمد الى عمر الجالس قبالته على كرسى خشبى قديم ونظر فى عينيه وهويقول : أنت عمر؟
عمر بريبه : ايه! انت تعرفنى؟
يظهر شبح ابتسامه على زاويةفمه وتطل من عينيه نظره غريبه وهو يقول : أنت الذئب
ينظر اليه الجميع فى صمتوالدهشة تطل من عيونهم بقوة
عــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــ ر
شق المكان صوت صراخرهيب قادم من الحارة أفزع كل من فى البيت
جرى عمر الى النافذة : ايه ....فيه ايهيا ريس فرغلى؟
فرغلى بغضب : انزلى هنا يابن الديابه لا أطلع أشرحك
عمر بغضب : ايييييه انت هاتشتغلى؟
طب أنا نازلك....
يخرج من المنزل جريا وهو يهتف : جرىايه؟ واقف تسيحلى فى وسط الحاره؟حصل ايه
فرغلى يمسكه من ملابسه : فين ايرادالورشه يا كلب يا حرامى؟
من ساعة ما اصطبحت بوشك وانا بقول اليوم ده مش هايعدىعلى خير
عمر يدفع يده بغضب : ماتشتمش....وانا مالى أنا ومال ايراد الورشه؟
هوأنا جيت جنبك؟ماتشوف مين اللى دخل الورشه النهارده
مفيش حرامى وابن حرام فىالحاره غيرك..ودينى اما قبيت بإيراد الورشه لأبيتك متفشفش فى أحمدماهر
حووووووده...كتفه
يحيط به صبيان الورشه ويمسكوا بيديه
عمر بغضب : هىدى المرجله ؟ بتخليهم يكتفونى؟
يبدأ فرغلى بالضرب فيه بوحشيه وهو يقول : فينايراد الورشه ..انطق يا حرامى
يتجمع كل من فى الحاره ويقفوا متفرجين الا من بعضالتعليقات :
مش حرام ..كلكوا عليه؟
أحسن يستاهل...دا حرامى
يصرخ عمر منالألم ويسب فرغلى الذى رفع يده لتنزل على وجه عمر...
لكنها لم تنزل.... لأن يداأخرى أشد قوة اعترضتها
التفت فرغلى بغيظ الى الشخص الطويل الممسك بيده ليصطدمبعينين يملؤهما غضب مخيف وصوت صارم يقول : يكفى هذا
ارتبك فرغلى بشده, لكنه قال : محدش يتدخل بينى وبين ابن الحرام ده...دا سرق ايراد الورشه
عمر وهو يبكى : والله ما سرقت حاجه...هو انتوا ماعندوكوش حرامى غيرى؟
محمد بصرامه : كمالمبلغ؟
ينظر اليه فرغلى بدهشة : 200 جنيه
يعطيه محمد المبلغ ببساطه وهو يقولمحذرا: خذ المبلغ ولا تلمسه
ينتهى الموقف وينفض الجمع وهم بين مذهول ومتعجب منهذا الغريب الذى يدفع مالا لرجل لا يعرفه من أجل انقاذ لص لا يعرفه
مسح عمردموعه فى كمه وهو ينظر بدهشة لهذا الغريب الغريب
قال محمد باقتضاب : تعالى, أريدأن أتحدث اليك
نهض عمر من الأرض, وانطلق خلفه بصمت وفضول لا مثيل له حتى وصلاالى حيث ترك السيارة
فتح محمد باب السياره وهو يشير الى الباب المقابل ويقولبلهجه آمره : اركب
تردد عمر ونظر اليه بارتياب
قال محمد منهيا تردده : هل تحبأن تكسب مالا؟
اتسعت عينا عمر بلهفة : أنا خدامك
محمد بصرامه : اذااركب
ركب عمر بجواره, وانطلق محمد بالسياره ليدور بينهما حديثطويل
..................................................
عمر : انت مين ياعم الشيخ
محمد : أخبرتك من قبل...أناصديق للدكتور صابر عبد التواب
عمر : لكنماقولتليش..هاتدينى فلوس ليه؟
محمد : سأعرض عليك عرض...ما رأيك أن تعمل معى؟
عمر بتردد : ماشى ...تحت أمرك..بس.....
لامؤاخذه ازاى هاتشغلنى معاك وانتعارف انى حرامى؟
قال محمد فى هدوء : لأننى اعتدت عدم الحكم على الناس الا منخلال تصرفاتهم...وحتى الآن لم يبدر منك ما يجعلنى أرفضك
عمر : طب وكلامالناس؟
محمد : أنا أرى الأشخاص بعينى وعقلى ...لا بكلام الناس
عمر بدهشه: يااااه...انت بتفكر غير الناس كلها!!
محمد باهتمام : لماذا طردت منالمدرسه؟
عمر : لا..أنا محدش يقدر يطردنى ..أنا اللى سبتها بمزاجى
محمد : لماذا؟
عمر : بصراحه زهقت منهم ..أصل المدارس مابتكسبش فلوس ..أنا كدهأحسن
محمد : كان بإمكانك العمل والدراسه معا
عمر : الصراحه قرفت من المدرسهباللى فيها
كنت ماشى كويس وميت فل و14 ..لحد أولى اعدادى..لحد ما الواد شوقى ابنالأسطى فرغلى ما اتنقل الفصل بتاعى
أكمل بسخريه مريره : أبوه راح للمٌدرّسه وقاللها ..الواد ده مايقعدش جنب ابنى, أصله ابن حرام..ومن يومها بقى الفصل كله يبعد عنىزى ما أكون جربان, أما شوقى بقى, كان كل ماتضيع منه حاجه يلزقها فيا..ويشتكىللمٌدرّسه انى سرقته.
مع انهم كلهم عارفنى من سنين...
ومن يومها وكل حاجهاتشقلبت
هز محمد رأسه بتفهم : وكلما ضاع شئ أو سرق شئ ..
فالسارق دائماموجود
عمر بسخريه : عليك نور ...بس ...
وعنها وسبتلهم المدرسه مطربقه علىدماغتهم...
وده كمان ريح عم بسيونى, ايه اللى يزنقه يصرف على عيل مش منعياله؟
محمد يهز رأسه بأسف : وأنت لم تدخر جهدا لتؤكد لهم الصوره التى فى ذهنهمعنك ....
صورة اللص
عمر بمراره : لو كنت عمالتلهم قرد, برده هافضل فى نظرهمابن حرام...
وادينى خدتها من قصيرها وبقيت حرامى ...
آل ضربوا لأعور علىعينه, قال خسرانه خسرانه
محمد : ما رأيك فى من يمنحك فرصه تثبت بها عكس مايظنونه..
تثبت جدارتك فى مكان آخر لا يعرفك فيه أحد, فى مكان لا يقيّم فيهالإنسان الا بعمله
عمر : ايدى على كتفك
محمد محذرا : ولكن احذرك فستسافر الىبلاد بعيده للغايه... والعمل هناك شاق تماما وقد لا تتحمله
عمر : ياعم خليها علىالله ...أنا بعون الله أفوت فى الحديد... وبعدين مش انتوا هاتدونى أجرى؟؟ خلاص ..
قالوا ايش بلدك يا جحا؟ .قال اللى فيها الفلوس...هاهاهاها
محمد بجدية : حسنا ...فلتجهز حاجياتك, ولتعود لتودع أهلك...
فقد يطول السفر الى سنوات
عمر : يا عم قول يا باسط...أهل مين؟أنا ماليش أهل, دى حاره غجر, وكمان ماليش حاجات, أههعلى فيض الكريم
عقد محمد حاجبيه وقال بدهشة : وماذا عن أمك التى أرضعتك ؟ وأباكالذى رباك؟
عمر بلا مبالاه : أبا بسيونى , ما هايصدق, دا مش عاوز يشوف وشى , وأمى مابتحبش المشاكل
دى الحاره كلها هاتفرح وتزغرد علشان ارتاحوا منى
صمتعمر قليلا, ثم قال بعد تردد : بس ..ليا سؤال....
انت بتعمل كده ليه؟
محمد : أخبرتك من قبل, من أجل صديقى الدكتور صابر..
فأنا مدين له بالكثير
كما أنىأريد أن أثبت لك أن هناك من يعاملون الناس بتعاليم الإسلام
لا بنظرتهم الضيقةللحياة
ان من ينظر للحياه من خلال الإسلام, يجدها أكبر بكثير مما يعتقدالناس
عمر بريبه : لاموآخذه الكلام ده مش داخل دماغى
يعنى ...طب مافيه ألفواحد غيرى واحسن منى كمان ومعاهم شهادات ويستحقوا المساعده أكتر منى
يصمت قليلاثم يقول : انت كنت تعرف أبويا؟
محمد ينظر اليه باعجاب بذكاءه ويقول ببساطه : ربما
دهش محمد عندما لم يتلقى أى رد أوكلمه أو حتى انفعال من عمر
عقد حاجبيهبدهشة وسأله: ألا يهمك أن تعرف انك لست ابن زنى؟
عمر يفتعل اللامبالاه وهو ينظربشرود الى الطريق :ماتفرقش كتير..
بالعكس ..كده أحسن, خلاص اتعودت
وبعدين مشيمكن لو عرفت مين أهلى أقع فى مصايب وقواضى؟ أمال يعنى ايه اللى يخليهم يرمونى الااذا كانوا واقعين فى مصيبه؟
سوق يا عم سوق خلينا نشوف أكل عيشنا, بلا أهل بلاهم
خلينا فى السفر والفلوس
وسافر عمر مع محمد بعيدا...
الى أين؟
الىعالم مجهول, وحياه جديدة, لا يعرف ما ينتظرهفيها
.................................................. ..
توقيع : مسك |
اللهم اشغلني بما خلقتني له و لا تشغلني بما خلقته لي
|
|
|
|
|