السؤال
هناك بعض الأحاديث النبوية المطهرة تنهى عن الأكل والشرب واقفاً، وهناك أيضاً بعض الأحاديث تسمح للإنسان بالأكل والشرب واقفاً، فهل معنى ذلك أننا لا نأكل ولا نشرب واقفين؟ أم نأكل ونشرب جالسين؟ وأي الأحاديث أجدر بالاتباع؟
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
الأحاديث الواردة في هذا صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الشرب قائماً والأكل مثل ذلك، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه شرب قائماً، فالأمر في هذا واسع وكلها صحيحة والحمد لله، فالنهي عن ذلك للكراهة، فإذا احتاج الإنسان إلى الأكل واقفاً أو إلى الشرب واقفاً فلا حرج، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب قاعداً وقائماً، فإذا احتاج الإنسان إلى ذلك فلا حرج أن يأكل قائماً وأن يشرب قائماً، وإن جلس فهو أفضل وأحسن، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه شرب من زمزم واقفاً عليه الصلاة والسلام، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث علي رضي الله عنه أنه شرب قائماً وقاعداً، والأمر في هذا واسع، والشرب قاعداً والأكل قاعداً أفضل وأهنأ، وإن شرب قائماً فلا حرج، وهكذا إن أكل قائماً فلا حرج.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رد: الأكل والشرب واقفاً .. عبدالعزيز بن باز رحمه الله
روى الترمذي وغيره جواز الشرب قائماً من حديث عدد من الصحابة.
حديث علي - رضي الله عنه -:
وفيها أنّ عليًّا - رضي الله عنه - توضَّأ ثم شرب فضل وضوئه وهو قائم، ثم قال: "إن ناسًا يكرهون الشرب قيامًا، وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - صنع مثل ما صنعت"؛ رواه البخاري
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -:
وفيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم في السفر ويفطر، ورأيته يشرب قائمًا وقاعدًا، ورأيته يصلِّي حافيًا ومنتعلاً، ورأيته ينصرف عن يمينه وعن يساره"؛ رواه أحمد، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"
حديث البرصاء كَبشة أو كُبَيْشَة بنت ثابت - رضي الله عنها -:
قالت كبشة: "دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فشرب من في قربة معلَّقة وهو قائم، قالت: فقطعت فم القربة"؛ أخرجه الترمذي، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب"
عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما -:
عن أبي جعفر القارئ أنه قال: "رأيت عبد الله بن عمر يشرب قائمًا"؛ رواه مالك في الموطأ، وسنده صحيح.
عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -:
عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه: "أنه كان يشرب قائمًا"؛ رواه مالك، وسنده صحيح.
حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -:
قال ابن عباس - رضي الله عنه -: "سقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من زمزم، فشرب وهو قائم"، قال عاصم: "فحلف عكرمة: ما كان يومئذ إلا على بعير"؛ رواه البخاري ، قال ابن حجر: "ولعلَّ عكرمة إنما أنكر شربه قائمًا؛ لنهيه عنه، لكن ثبت عن علي عند البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم - شرب قائمًا، فيحمل على بيان الجواز"
التعديل الأخير تم بواسطة محمد رفقي ; 18-06-2011 الساعة 07:27 AM