صورة شديدة من العذاب، وكان الله قد أرسله إلى قوم عاد بمنطقة في اليمن تسمى ( الأحقاف ) قيل واد وقيل جبل، فدعاهم إلى التوحيد، ونبذ الشركيات ، فأبوا وعاندوا، ولَم يمل ثبت داعيا ومذكرا، إلى أن بالغوا واستطالوا وقالوا ( من أشد منا قوة )
وقد كانوا ضخام الجسوم، عظيمي الخلقة، لديهم قدرة على العمل والبأس والبناء، حتى قال بعض المعاصرين المصريين: ان الأهرام الحالية بناها قوم عاد، وجاء لعدة أدلة منها أنه لم يوصف قوم في القرآن بالقوة والصلابة كما وصفوا هم..!
وكان من ختام أمرهم أن الله عذبهم بالهواء والريح وهي من أضعف الأشياء قال تعالى ( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية- اي شديدة وباردة- سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما- اي حاسمات- فترعى القوم فيها صرعى كانهم أعجاز نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقية ).
وكانت الريح باردة شديدة، ترفع الواحد منهم وهو صاحب القوة والتحدي، فتضربه على أم رأسه ، حتى ينفصل رأسه عن جسده كالنخل المنقعر المنكوس، والله المستعان .
وفِي ذلك درس لكل معاند مستكبر، اتق الله، ولا تطغ في الأرض، واعتبر بمصير الهالكين .