➍ ولمَّا عُرِج بالنبي ﷺ للسَّماءِ حيَّاه كلُّ النبيِّين الذين مرَّ عليهم بـ (مَرْحَباً) .
«رواه البخاري برقم : 349 ، ومسلم برقم : 163» .
---✺✺✺---
✍ قال الشيخ المُحدِّث "عبد العزيز الطريفي" في «صفة حجَّة النبي ﷺ ، ص : 27» : (وهذا مِن سُنةِ النبي ﷺ ، فيُشـرَع لمَن قدِم إليه قادمٌ أن يقـول له : " مرحباً" ، سواءً ابتدأ بها ، أو أن يَرُد عليه) انتهى .
---✺✺✺---
مَـعـنى كـلـمـة (مَـرْحَـبـاً) :
1 - قال الأصمعي : ( معنى قوله " مرحبا " لقيت رحبا وسعة . وقال الفراء : نصب على المصدر ، وفيه معنى الدعاء بالرحب والسعة ، وقيل هو مفعول به أي لقيت سعة لا ضيقًا ) انتهى .
2 - وقال الفرَّاء: ( معناه رحَّب الله بك على الدعاء له ، فأخرجه مخرج المصدر فنصبه. ومعنى رحَّب : وَسَّعَ . وقال الأصمعي : أتيتُ رُحباً أي سعة وأهْلاً كأهلك فاستأنِس . ويقال : الرُّحْبُ والرحْبُ ، ومن ذلك الرَّحبَة سُميَّت لِسَعتها . وقال طفيل :
---✺✺✺---
✿ ذِكر ما رُوي عن أول مَن قال "مرحَبًا" :
يُقال بأن أول مَن قالها "سيف بن ذي يَزِن" ، حيث ورَد أنه ( قالها لعبد المطلب بن هاشم لما وفد إليه مع قريش ليهنئوه برجوع الملك إليه، وذلك أن عبد المطلب قال له بعد أن دعا له وهنأه : نحن أهل حرم الله وسدنة بيته ، أشخصنا إليك الذى أبهجنا لك ، فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة ، فقال : وأيهم أنت ؟ ، فقال عبد المطلب : مرحبًا وأهلاً ، وناقةً ورَحلاً ، ومناخًا سَهلاً ، ومَلِكا رِبَحْلاً ، يعطي عطاءً جَزْلاً . ومعنى "مرحبا" وجدت رَحْبًا أيْ سَعة ، وأهلا أيْ وَجَدت أهلاً كأهلك) انتهى .
* المصدر : "الأوائل" ، لأبي هِلال العسكري ، ص : 86-87 .
واللهُ تعالى أعلم .
والحَمْد لله رَب العالَمين .
__________________
أبيات بديعة متنوعة في مدح الله العظيم سبحانه وبحمده
كتاب إبداعي غير مسبوق جمع خلاصة (الصحيحين)
رد مع اقتباس
#2
قديم 17-08-15, 12:31 am
أبو صالح الشمري أبو صالح الشمري غير متصل حالياً
وفقه الله
تاريخ التسجيل: 13-08-13
المشاركات: 586
افتراضي رد: ( مَــرْحَــبــاً ) .. سُـنَّـةٌ نـبـويـةٌ ثـابـتـة .."4" أحاديث في ذلك اتفق عليها الشيخان ؛ وذِكر معناها ، وأول مَن قالها .
ومن الألفاظ البديعة المختصرة : قول ( جــزاك اللهُ خـيــراً ) .. ومِمَّا ورد بشأنها عن النبي ﷺ ، وخليفَتِه "عمر بن الخطاب" :
➊ عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - ، قال : قال رسولُ الله ﷺ : ( مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : "جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا" فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ ) .
رواه الترمذي برقم : «2035» ؛ إلاَّ أنه حديثٌ مختلَفٌ في ثبوته ، فقد صحَّحه : ابنُ حِبان ، وابن حَجَر ، والسيوطي ، والألباني ؛ ولكن قال عنه البخاري وأبو حاتم : "منكر" ؛ واللهُ أعلم بالصواب .
➋ وقد رُوِيَ عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال : ( لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا لَهُ فِي قَوْلِهِ لِأَخِيهِ : «جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا» ، لَأَكْثَرَ مِنْهَا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ !) .
أخرجه ابنُ أبي شيبة في «مصنفه ، برقم : 26519» .
✍ " فما أعظم هذه الكلمة وأبلغها في الثناء على أهل المعروف والإحسان ؛ لِمَا فيها من اعترافٍ بالتقصير ، وعجْزٍ عن الجزاء ، وتفويض الجزاء إلى الله تعالى ليجزيهم أوفى الجزاء وأتمه" .