إن القولون العصبي هو اضطراب شائع للغاية يؤثر على الأمعاء الغليظة، ويسبب آلاماً وأعراضاً قد تكون حادة في بعض الأوقات، وعادة ما تشمل الأعراض آلام وتشنجات البطن، والانتفاخ والغازات، واضطرابات الهضم من حيث الإمساك أو الإسهال أو كليهما معاً. وفي العموم، يمكن إدارة أعراض القولون العصبي في الكثير من الحالات، والجدير بالذكر أن القولون العصبي لا يرتبط بالإصابة بسرطان القولون.
قبل أن تعرف كيفية علاج القولون العصبي يجب أن تعرف أن السبب الرئيسي الدقيق للقولون العصبي غير معروف، ولكن يبدو أن هناك بعض العوامل التي تلعب دوراً هاماً، ومن هذه العوامل ما يلي: تقلصات العضلات في الأمعاء حيث تصطف جدران الأمعاء بطبقات من العضلات، تتقلص هذه العضلات أثناء نقل الطعام عبر الجهاز الهضمي، ويمكن أن تؤدي التقلصات عندما تكون قوية ومستمرة لفترة طويلة إلى الغازات والانتفاخ، والإسهال، كما أن ضعف وبطء هذه التقلصات يؤدي إلى الإمساك. الجهاز العصبي من الممكن أن تكون هناك تشوهات في الأعصاب الموجودة في الجهاز الهضمي، ويمكن أن تسبب هذه التشوهات تجارب مؤلمة مع آلام القولون العصبي والانتفاخ. التهاب الأمعاء بعض الأشخاص المصابون بالقولون العصبي لديهم عدد متزايد من خلايا الجهاز المناعي في الأمعاء الخاصة بهم، وترتبط استجابة النظام المناعي هذا بالألم والإسهال، مما يسبب المعاناة من القولون العصبي.
الإصابة بعدوى حادة يمكن أن يتطور القولون العصبي بعد نوبة حادة من الإسهال الذي تسببه البكتيريا أو الفيروسات، قد يرتبط أيضاً بفائض من البكتيريا في الأمعاء، والذي يُعرف بفرط نمو البكتيريا. تغيرات البكتيريا في الأمعاء هناك نوع من البكتيريا المفيدة في الأمعاء يُسمى الميكروفلورا، وتشير الأبحاث أن الميكروفلورا في الأشخاص الذين لديهم قولون عصبي قد تختلف عنها في الأشخاص الأصحاء.
قد تختلف أعراض القولون العصبي وفقاً للسبب وشدة الحالة، ولكن هناك بعض الأعراض التي تعتبر الأكثر شيوعاً في معظم الحالات، وهي: آلام وتشنجات في البطن. الإسهال أو الإمساك، أو المناوبة بين الإثنين معاً. وجود المخاط في البراز. الغازات والانتفاخات.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب زيارة الطبيب لطلب علاج القولون العصبي عند وجود الأعراض الآتية، والتي تعتبر علامة على وجود الإصابة بالقولون العصبي:
فقدان الوزن الملحوظ. فقر الدم بسبب نقص الحديد. حدوث الإسهال ليلاً.
التقيؤ غير المُبرر. وجود صعوبة في البلع. حدوث نزيف المستقيم. الألم المستمر الذي لا يزول بتمرير الغاز أو حركة الأمعاء. علاج القولون العصبي ينطوي علاج القولون العصبي بشكل كبير على إدارة وعلاج الأعراض، جزء كبير من ذلك يتوقف على تغييرات نمط الحياة والعادات، ولكن هناك طرق علاج كثيرة للقولون العصبي منها ما هو طبيعي ومنها علاج بالأدوية، وسنتحدث عن تلك الطرق في الفقرات الآتية.
هناك بعض الأدوية المعتمدة خصيصاً للأشخاص المصابين بالقولون العصبي، والتي قد يصفها لك الطبيب، ومن هذه الأدوية ما يلي: ألوسيترون هذه الأدوية تساعد على تخفيف القولون وإبطاء حركة الفضلات من خلال الأمعاء السفلية، ولكن لا يمكن وصف هذه الأدوية إلا من قِبل المختصين، ولا يتم تناولها إلا بعد فشل العلاجات الأخرى، لأنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية الهامة. كما يعتبر هذا الدواء مخصص لحالات الإسهال الشديدة عند النساء اللاتي لم يستجبن للعلاجات الأخرى، لكن لم يتم الموافقة عليه للاستخدام للرجال. الوكسادولين Eluxadoline يوصف دواء الوكسادولين لتخفيف الإسهال عن طريق الحد من تقلصات العضلات وإفراز السوائل في الأمعاء، وزيادة قوة العضلات في المستقيم، ولكن قد تشمل الآثار الجانبية للدواء الغثيان، وآلام البطن، والإمساك الخفيف، وقد ارتبط أيضاً مع التهاب البنكرياس، والذي يمكن أن يكون خطيراً وأكثر شيوعاً في بعض الأفراد. ريفاكسيمين هذا الدواء عبارة عن مضاد حيوي، حيث يمكن أن يقلل من فرط نمو البكتيريا في الأمعاء، كما أنه يساعد في علاج الإسهال. لوبيبروستون هذا الدواء يمكن أن يعمل على زيادة إفراز السائل في الأمعاء الدقيقة للمساعدة في مرور البراز، ويتم اعتماده للنساء اللواتي يعانين من الإمساك، وعادة ما يتم وصفه فقط للنساء ذوات الأعراض الشديدة التي لم تستجب للعلاجات الأخرى. ليناكلوتيد يمكن لدواء ليناكلوتيد أيضاً زيادة إفراز السوائل في الأمعاء الدقيقة للمساعدة على تمرير البراز، ويمكن أن يسبب الإسهال، ولكن تناول الدواء من 30 إلى 60 دقيقة قبل الأكل قد يساعد في العلاج بشكل جيد.
بالنسبة إلى الطرق الطبيعية في علاج القولون العصبي، فإنه توجد بعض التجارب والآراء الشخصية التي تؤكد إمكانية علاج القولون العصبي بالعسل وبعض المكونات الطبيعية. ولكن حتى الآن لم تؤكد الأبحاث العلمية مدى فاعلية العسل في هذا العلاج تحديداً، وليس معنى ذلك أن العسل لا يقدم الكثير من الفوائد لصحة الجهاز الهضمي بشكل عام. فلا شك أن العسل من أفضل الأطعمة لصحة الجسم عموماً، وصحة الجهاز الهضمي بشكل خاص، فهو علاج منزلي شائع لمشكلة الإمساك، كما يمكن خلطه مع قطرات عصير الليمون وصنع مشروب دافئ يساعد على تهدئة الكثير من أعراض الجهاز الهضمي المزعجة، هذا المشروب شائع الاستخدام أيضاً أثناء أنظمة فقدان الوزن.
هناك بعض الأعشاب التي يمكن أن تخفف من آلام القولون العصبي، والتي تشمل: علاج القولون العصبي بالنعناع يساعد النعناع على التقليل من أعراض القولون العصبي مثل التقلّصات، والانتفاخ، والإسهال، حيث يحتوي النعناع على زيت المنثول، الذي يخفف ألم عضلات الجهاز الهضمي والأمعاء، ويطرد الغازات. يمكنك إضافة زيت النعناع إلى كوب من الماء الدافئ، وشربه من ثلاثة إلى أربع مرات يومياً حتى تشعر بالتحسن. يمكن أيضاً إضافة أوراق النعناع المجففة إلى الماء المغلي لمدة 10 دقائق ثم تناوله، ولكن يجب عدم الإفراط في تناول النعناع بكميات كثيرة لأنه يمكن أن يسبب الغثيان وفقدان للشهية، واضطرابات في الجهاز العصبي. علاج القولون العصبي ببذور الشمر بذور الشمر تساعد على تخفيف تقلّصات الأمعاء والانتفاخات المُصاحبة للقولون العصبي. أضف ملعقة إلى اثنين من بذور الشمر المطحونة إلى الماء، وقم بغليها لمدة 10 دقائق حتى تحصل على شاي الشمر العشبي. يمكن أيضاً تناول ملعقة من بذور الشمر مباشرة مرتين في اليوم، يساعد ذلك أيضاً على التخفيف من أعراض القولون العصبي.
علاج القولون العصبي بالزنجبيل
يساعد الزنجبيل على التخلص من الغازات وعلاج الانتفاخ، كما أنه يعمل كمضاد لالتهابات الأمعاء، ويساعد على ارتخاء عضلاتها. يمكن تناول الزنجبيل إما بإضافته إلى الماء المغلي ثم شربه كمشروب دافئ لعلاج آلام التقلّصات، أو بإضافته إلى العسل وتناوله قبل الوجبات لتحسين عملية الهضم، ولكن يُنصح من يعانون من ارتفاع ضغط الدم بتجنّب الزنجبيل. علاج القولون العصبي بالبابونج إن شاي البابونج يساعد علي منع التقلّصات، والإسهال، والتهابات القولون العصبي، وما يصاحبه من أعراض، قم بإضافة ثلاث ملاعق من البابونج المجفف إلى الماء، مع غليهما لمدة 15 دقيقة، قم بتصفيته، وأضف قليل من الليمون، يمكن تناوله ثلاث مرات يومياً.
علاج القولون العصبي بعنب الثعلب الهندي
يُعرف عنب الثعلب الهندي أيضاً باسم Amla، وهناك اعتقاد أن محتوى فيتامين C في العشبة هو ما يساهم في خصائص العشبة المُسهلة، ويمكن العثور على العشبة نفسها في شكل مسحوق، أو على شكل كبسولات. علاج القولون العصبي بأوراق التوت الأسود (العُليق) تعمل أوراق نبات العُليق كمادة قابضة أو مُمسكة، للمساعدة على تخفيف الإسهال، ورغم أن تناولها يكون أكثر شيوعًا على شكل الشاي العُشبي، ولكن يمكن أيضًا العثور على خلاصة أوراق توت العليق في شكل سائل. علاج القولون العصبي بالأوريجانو الأوريجانو يحتوي على مجموعة من الفوائد الصحية، وغالبًا ما يتم تناوله على هيئة زيت، والذي يمكن وضعه في كبسولات لتقليل مشكلة عسر الهضم، كما أنه قد يخفف من الإسهال، وعدة أعراض أخرى في الجهاز الهضمي.
علاج القولون العصبي بصبار الألوفيرا
رغم أنه يستخدم أكثر لأغراض تجميلية، ولكن الألوفيرا قد يساعد أيضاً في تخفيف أعراض القولون العصبي، يمكن العثور على عصير الألوفيرا، وهو أحد الأشكال الأكثر شيوعًا لمكملات الصبار، في معظم متاجر الأغذية الصحية، وتُظهر بعض الأبحاث أنه يقلل من الألم، والغازات وتقلصات البطن. علاج القولون العصبي بخلاصة أوراق الخرشوف مكملات الخرشوف الموجودة في شكل سائل، أو كبسولات من مستخلص أوراق الخرشوف، قد تحسن أعراض بكتيريا القولون العصبي. في دراسة أجريت في عام 2001، صنف 96% من المشاركين خلاصة أوراق الخرشوف بأنها كانت الأفضل، أو على الأقل قابلة للمقارنة مع العلاجات التي كانوا يستخدمونها في السابق لعلاج القولون العصبي.
الكمون لعلاج القولون العصبي
أغلبنا يعلم بأن الكمون فعال للغاية في تحسين مشكلات الجهاز الهضمي لدرجة أن الباحثين يأملون أن يكون الكمون بديلاً فعالاً للأشخاص الذين لا يستطيعون شراء أدوية مكلفة لعلاج أعراض القولون العصبي المزعجة. يساعد الكمون أيضاً على تحسين عملية الهضم عن طريق زيادة نشاط البروتينات في الجهاز الهضمي، مما قد يقلل أيضًا من أعراض متلازمة القولون العصبي المزعجة.
كيف يمكن الوقاية من القولون العصبي؟
قد لا يفيد علاج القولون العصبي في بعض الحالات، وذلك عندما يكون نمط الحياة والنظام الغذائي متعارضاً مع العلاج، ولكن يمكن التحكم في كثير من الأحيان في الأعراض والعلامات الخفيفة، عن طريق إدارة الإجهاد، وإجراء تغييرات في النظام الغذائي الخاص بك ونمط الحياة، ومن النصائح التي يمكن اتباعها لتخفيف أعراض القولون العصبي ما يلي:
تجنب الأطعمة التي تسبب لك الأعراض المزعجة، مثل الأطعمة الحارة، والأطعمة المليئة بالدهون، والأطعمة التي تحتوي على كثير من الثوم والبصل والتوابل، حيث يمكن أن تسبب انتفاخ القولون.
تناول الأطعمة الغنية بـ الألياف للمساعدة على الهضم. شرب الكثير من الماء والسوائل.
ممارسة التمارين المنتظمة، لتحريك الدورة الدموية والمساعدة في الحركة المنتظمة للأمعاء.