احذر أن تتكبر بشيء فمن تكبر بشيء عذب به ولابد قال الشيخ ابن عثيمين : لما افتخر فرعون بقوله : ( وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ) الزخرف : 51 عذب بما افتخر به فأغرق في البحر !
لا حرمنا الله من لذة الطاعة
الهج بالاستغفار ( فاستقيموا إليه واستغفروه )
أكثر من الحمد ( وهدوا إلى صراط الحميد )
تعرف على ( الحي القيوم ) ليقيمك على درب الاستقامة
واعرف أسباب القبول...
﴿ و جَعلناهم أحَاديث ﴾
بماذا سيتحدث عنك الناس بعد موتك؟؟
اللهم اجعل لنا لسان صدق في الآخرين
( أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي )
سماهم بالاسم الشريف (عبادي) فلما ضعف توكلهم سلبهم إياه فقال بعدها
( قال أصحاب موسى إنا لمدركون )
( وفتناك فتوناً )
الفتن من مراحل صنع الله لك فالذي لم تصقله البلايا ، لن تغمره العطايا
(وإن من شيء إﻻ عندنا خزائنه)
كل ما تريد فالله لديه منه المزيد فتعلم مفاتيح الخزائن
قبيل ساعة الإجابة تذكر
( إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً )
فمن أعظم أسباب إجابة الدعاء أن تتوسل إلى الله بحالك
( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
الشقاء : هو الحياة بلا قرآن والصديق وقت الضيق فاجعل القرآن صاحبك تزل كربتك
( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا )
احذر أن تغتر بفئة من الناس وتتبنى أفعالهم فغدًا ستكون وحدك
من بركة القرآن "أن الله يبارك في عقل قارئه وحافظه" قال القرطبي : من قرأ القرآن متع بعقله وإن بلغ مئة ! وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: ( ما رأيت شيئا يغذّي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله تعالى ! ) تعلق بالقرآن تجد البركة قال الله تعالى في محكم التنزيل: “كتاب أنزلناه مبارك” وكان بعض المفسرين يقول : ( اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا ) لا تنشغل عن وردك ، فهو مصدر البركة في يومك إن أخلصت النية لله
كيف تتدبر القرآن ؟ أجابك القرآن ( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ) ( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمً )
(وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) [سورة التوبة : 59] علاج داء التسخط الذي قل من يسلم منه
كما يقول ابن القيم فغالب الناس يشعر أنه مبخوس الحق ( فلو أنهم رضوا ) بالعطايا ومفتاح الرضا في الافتقار لا ترى نفسك إلا بلباس الفقر والمسكنة ليتصدق عليك المليك ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )
(وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ۚ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [سورة القصص : 57] كثير يعرض عن الالتزام مخافة المضايقات والتعرض للأذى مع علمه الحق ( الهدى معك ) وكثير يظن وكأن الأرض أرضه (أرضنا) فيأتي القرآن بالدليل الملموس المشاهد بأن الله المؤمن أمان كل خائف ألم تروا ( حرما آمنا ) فكن على يقين بأن الله وحده الذي يؤمن روعاتك ولا تخش من ذي العرش إقلالا ( يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ) فعلاجنا في اليقين بالرزاق ذي القوة المتين
(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة اﻷنفال 25. 26] كفران العطية نذير البلية فنذير الفتنة جاء قبل المنة من ساعة المنن لاحظ أن فتنة عمياء ستصيب الظالم والعادل وستعم الجميع؟!! وأن البلاء بالنعم خطير عاقبته حال الكفران شدة العقاب والله صدق الله " ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " أليس من البلية أنك إلى الآن تماري في هذا ؟ ولم تحقق الشرط " ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون " فاللهم أبوء بنعمتك التي كانت والتي لم تزل وأبوء بذنبي فاغفر لي
القوم البور أصحاب القلوب المجدبة التي لا تسقى بماء الذكر الأصل أن القلوب تتعطش للذكر ولذلك قال تعالى ( حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا) [سورة الفرقان : 18] ولم يقل فلم يذكروا بل اعترتهم الغفلة فأنستهم المعين والرواء فبارت قلوبهم فاللهم أحيي قلوبنا
قال الله تعالى (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) [سورة هود : 90] استغفر كثيرا لتحقق مقام التوبة لاحظ ( ثم) ثم تنسم نسائم الرحمات واستنشق عبير الود الإلهي
قال الله تعالى (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) [سورة هود : 81] امض ولا تلتفت فملتفت لا يصل إنه قطع العلائق وترقب النصر وتعجب من قول الملائكة أو تعقيب ربنا على قولهم ( أليس الصبح بقريب )
إنها آفة العجلة المنافية للصبر الذي معه النصر وهي طمأنة لكل مظلوم بلى والله إن الصبح قريب فحقق الشرط لينجلي الصبح ويتنفس فلا تلتفت وامض حيث أمرت قم وصم والهج بالذكر وعمر الأرض بتوحيدك .
( وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ )
لا تستقيم الأسرة إلا بأمر حازم في طاعة الله تعالى
( رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ )
الكريم إذا أعطى أدهش حتى تنسى أنك من دعوت بذلك
( وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا )
لا يأس ولا مستحيل ... إن كان ظنك بالله جميل
( فعسى الله أن يأتي بالفتح )
الهموم مثل الغيوم ... ما تراكمت إلا لتمطر
( وعلى الله قصد السبيل ﴾
الحياة طرق وأهداف فكل هدف ﻻ يوصلك إلى الله هو هدف وضيع
(يدعوكم ليغفر لكم)
فمن تخطئ بحقه قد لا يرغب برؤية وجهك ... إلا الله فيدعوك ليقيل عثرتك
السعادة لم ترد فى القرآن إلا مرتين
الأولى:
﴿ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴾
الثانية :
﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾
الأولى : بينت زمن السعادة وهو يوم القيامة ..
الثانية بينت مكان السعادة وهو الجنة،
فلا جدوى من البحث عن شيء في غير مكانه ..
ولا جدوى من انتظار شيء في غير أوانه .
تدبر في سورة الطلاق
فإنها أكثر سورة ذكر فيها ثمرات التقوى
تجربة الطلاق فرصة ... سواء أفضت التجربة إلى فراق أم إلى صلح ... فإن التجربة في حد ذاتها فرصة
فرصة لتكفير الذنوب وللخروج من الضيق ولسعة الرزق ولتيسير العسير.
قمن أراد أن تكفر ذنوبه ومن أراد الخروج من الضيق ومن أراد سعة الرزق و من أراد تيسير كل عسير ... عليه أن يؤمن بأمر الله.
كيف ؟
دعونا أولا نتأمل في حكمة الله تعالى في الطلاق ...
الله تعالى خلق كل شئ بقدر ليبتلي به قلوبنا ويقيم علينا الحجة:
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) الطلاق
يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) الطلاق
فهل آمنت بربك الله القدير المحيط العليم؟
ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ (5) الطلاق
هل آمنت أن الطلاق أمر ربك المقدر عليك ... ليبتلي الله قلبك؟
إذا ... ائتمر بأمر الله، لتحصل على الجائزة
وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ (6) الطلاق
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (3) الطلاق
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) الطلاق
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5) الطلاق
لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7) الطلاق
هل عرفت الآن أن الطلاق فرصتك لتبرهن عن صلاح قلبك؟
ولتصلح ما فات وما هو آت؟
ضع جميع وعود ربك نصب عينيك وأنت تأتمر بأمره وترضى بقدره ... أحسن الظن بربك.
وإن لن تفعل فالبلاء البلاء، والخسران الخسران ...
فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) الطلاق
تذكر دائما (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) الطلاق
قدر الله نافذ نافذ ... ائتمر بأمره ... واستفد بالجوائز ... ولا تعت عن أمر ربك فتكن عاقبة أمرك خسرا ... في الدنيا والآخرة
إذا كنا في زمن فتن كقطع الليل المظلم ، وزمان نزع الدين من الأرض فاعلم أنَّ
1- الفتن خطافة والقلوب ضعيفة ، فلا تتهاون في سؤال الله الثبات
( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) ( اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد )
2- من أراد أن يتأسى فليتأسَّ بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، لا تقم دينك على الارتباط بأحد غير الله تعالى ، فدور الدعاة والعلماء التوجيه والإرشاد ، فهم فقط منارات على الطريق ، وليسوا بمعصومين ، فلا أحد يرتبط بشخصه إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا تجعل أخطاءهم ( شماعة ) لعدم التزامك ، فاعتبر نفسك أنت الدين ولو كنت وحدك
3- احذر من تقصيرك ومن آفات قلبك
( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ)
فاعمل على إصلاح قلبك قبل أي شيء آخر .
4- إذا كانت الأمور مختلطة عليك فعليك بالعتيق ، ارجع لما أجمع عليه أهل العلم وتعلم دينك ، وابدأ بالقرآن وتدبره ، وبالعقيدة واجعلها دومًا منهاجك ، اقرأ كثيرا عن الآخرة ، وزر القبور ، واذهب لأصحاب الحالات الحرجة في المستشفيات ، حتى لا تنس أبدا ( المصير )
5- لابد أن يتكامل عندك ( العلم ) مع حظ من ( العبادة ) مع الدور الدعوي ، اجعل هذا منهج حياتك ، ولا تنس نصيب الدنيا ، لابدَّ أن تكون مستقر أسريا وماديًا ، واجعل الدين يكفكف أطماعك ، لأن الفتن شديدة ، فاللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك .
6- لا تنس
( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا )
فلا تركن على أي شيء سوى ( الوكيل ) ( الكافي ) سبحانه .
7-أفضل شيءنتواصى به الآن أمور خمسة :
التبتل ... ابتعد عن المناخ السلبي القائم وعش حياة إيمانية في المحراب .
الصمت فلا يستقيم قلب العبد حتى يستقيم لسانه .
الصيام ... فإنه أنجع علاجات الشهوات والشبهات .
القيام .....عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا .
الذكر ..... لتطمئن القلوب الحائرة المضطربة
(وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ غڑ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)
إبراهيم حاله يسأل قبل لسانه، فسخر الله له الكون ... شمس، قمر، سماء، أرض، أنعام، حرث، عافية، عقل، ... ولسانا ... فليستخدمه في مرضاته ...
اذكر_ربك ولا تكن ظلوما كفارا
لا تخالف أمر الله لئلا يصبح قلبك عقيما
* يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ*
فلو شاء جعل الرياح التي تذر النفع، عقيما تضر ولو شاء لأعطى العقيم الولد
(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) [سورة الليل 10]
المعصية السھلة استدراج
احذر، فإن ذنوبك تترك علامات تعرف بها ...
(يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) الرحمن
كلما كان الإنسان بالدنيا الصق، كلما كان النزع أشد.
(وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) النازعات
خرج عمر يعس المدينة ذات ليلة، فمر بدار رجل من المسلمين، فوافقه قائما يصلي، فوقف يستمع قراءته فقرأ: (والطور) حتى بلغ (إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع)
قال: قسم - ورب الكعبة - حق. فنزل عن حماره واستند إلى حائط، فمكث مليا، ثم رجع إلى منزله، فمكث شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه رضي الله عنه.
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) الطور
( إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ )
ضاعت مصالح الناس بين ضعف وخيانة فاللهم ارزقنا قوة تعيننا على أداء الأمانة
في معاني القيام ... لا تكن ممن لا يقومون إلا اضطرارا: " إِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا".
بل راقب نفسك، فإذا رأيت خللا، فأسرع إلى إصلاحه: " يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ".
ولا تيئس، بل ليكن شعارك: " إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ".
ففي القيام جميع هذه المعاني: مبادرة، وإصلاح، وإلحاح.
اعمل الخير لوجه الله ؛ لأنك الفائز على كل حال ، ثم لا يضرك غمط من غمطك ، ولا جحود من جحدك ، واحمد الله لأنك المحسن واليد العليا خير من اليد السفلى
( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا )
قال الله (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً )
من علامات قبول الطاعة التوفيق لطاعةٍ بعدها .
¦قال ابن رجب رحمه الله من عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها فعلامة قبولها:
أن يصلها بطاعة أخرى.وعلامة ردِّها: أن يعقب تلك الطاعة بمعصية.ما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها، وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها.وما أقبح السيئة بعد الحسنة تمحقها وتعفوها .
سلوا الله الثبات على الطاعات إلى الممات وتعوذوا به من تقلب القلوب ومن الحَور بعد الكور.
لطائف المعارف ( ص224)
اثبتْ على الطاعة .. لعلك توفق للقبول ..!!
فاسألِ اللهَ الثبات ولا تكن كـ ( الحمقى ) الذين يهدمون ما يبنون ويُخَـرِّبون ما يُعمّـرون ..!!
واعلم أن ...للإنسان في منازل الفضائل مرتقىً صعباً ، ومُنحدَراً سهلاً ؛فإياك وإيثار الأسهل فقد تكون الهاوية
التعديل الأخير تم بواسطة امانى يسرى محمد ; 08-02-2020 الساعة 03:33 PM
عش في جنة القرآن . من المهم أن تعمم الآية على الأحداث ولا تقصرها على سبب نزولها ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . يعني تعايش مع كل آية وخذ منها قاعدة للحياة . خذ هذه النصيحة الذهبية ، وجهز قلبك بآية . قال ابن القيم - رحمه الله - حذار حذار من التهاون بالأمر إذا حضر وقته، فإنك إن تهاونت به ثبطك الله وأقعدك عن مراضيه ، قال تعالى (إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين). ( بدائع الفوائد:3/ 69
أى :
لا تؤخر وقت الصلاة عن أول وقتها ، ولا وقت الذكر عن وقته ، وهكذا في سائر الأوامر ، فبادر قبل أن تغادر
قال تعالى : " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ " [ الحـج :78 ]
قال صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة و أعلى الجنة و فوقه عرش الرحمن و منه تفجر أنهار الجنة " [ رواه البخاري ]
شعارنا : وجاهدوا..
قم بعمل يعدل الجهاد في سبيل الله :
(1) مجاهدة النفس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه" [ رواه ابن النجاروصححه الألباني ]
فخالف نفسك اليوم في شيء وجاهدها عليه وارتق الدرجات عند الله تعالى .
(2) السعي على خدمة الأرملة والمسكين: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أوالقائم الليل الصائم النهار " [ رواه البخاري ] (3) بر الوالدين : روى أبو هريرةرضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه يستأذنه في الجهاد فقال : " " أحي والداك ؟! "قال : نعم . قال :" ففيهما فجاهد " [ رواه البخاري ] (4)العمل على الصدقة : قال صلى الله عليه وسلم : " :" العامل في الصدقة بالحق لوجه الله عز وجل كالغازي في سبيل الله عز وجلحتى يرجع إلى أهله" [ رواه أحمد وصححه الألباني ]
والله من وراء القصد
" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "
الثمرة جليلة والسلعة غالية ، والثمن رخيص بالنسبة للجائزة ، فلا ترضوا بالخسران ،
فيا صفوة خلق الله في الأرض بانتمائكم لهذ الدين ، لا ترضوا بالدنية في دينكم ، وكونوا على الخير أعوانا ، واستعينوا بالله ولا تعجزوا .
شعارنا : تقرب شبرا .
في صحيح مسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث ذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول .
عليك بالأعمال المضاعفة ، التي تخطو بك خطوات في الطريق إلى الله رب العالمين .مثل :
(1) النافلة المضاعفة :
روى أبو يعلى وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا و عشرين " (2) الذكر المضاعف : روى مسلم في صحيحيه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قال سبحان الله مائة مرة. يكسب ألف حسنة وتحط عنك ألف سيئة " (3) قراءة القرآن المضاعفة : روى الإمام أحمد وحسنه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بني الله له قصرا في الجنة "
نعم ادفع إساءة الناس بالإحسان ، وهذا يحتاج لمجاهدة وسعة صدر ، وتمحيص للنية ، حتى لا تراقب إلا الله جل وعلا .
روى الترمذي وصححه الألباني عن أبي الأحوص عن أبيه قال : قلت يا رسول الله ، الرجل أمر به ، فلا يقريني ، ولا يضيفني ، فيمر بي أفاجزيه ؟ قال : " لا ، أَقْره " . أي أكرمه ولا تعامل إساءته بمثلها .
رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" صل من قطعك ، وأعطِ من حرمك ، واعفُ عمَّن ظلمك "
ارحم الجهلاء بأن لا تقابل إساءتهم بمثلها :
" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا " [ الفرقان :63]
إذا سبك أحد أو استفزك فترفع عن مجاراته ، وخف أن تقع في العقوبة حين الجواب ، وإنما يزيد سفاهة فتزيد حلمًا .
وتذكر أنه صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط ، فتعود من اليوم على كظم الغيظ فاشغل نفسك بالأهم ودع عن سفاهة السفهاء ، والحلم وتجنب الغضب بأن تعيش لربك لا لنفسك ، وأن تدع ربك يدبر لك ، ويدرأ عنك ، ويدافع عنك . الجم لسانك ، ونفس طاقة الغضب في الغيرة لله تعالى .
قال صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء " [رواه أصحاب السنن الأربعة وحسنه الألباني ]
وأبشر بمحبة الرحمن يا كاظم الغيظ : قال تعالى :
" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [آل عمران :133-134]
قال صلى الله عليه وسلم :
"إن من أحبِّكم إليَّ وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقًا " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
طهر قلبك من التشفي والانتقام ، ومن رد الإساءة إلا إذا كان معاملة هذا الإنسان بالحسنى تزيده شرًا فهنا قال الله تعالى : "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون "
لا تنتقم لنفسك ، وإنما اجعل الانتصار حين يصيبك البغي وتنتهك محارم الله فلا تغضب لنفسك ،
وإنما اجعل طاقة الغضب كلها لله .
فمن يستطيع أن ينام اليوم سليم الصدر من كل من آذاه ويبشر بالجنة إن شاء الله تعالى ؟
نسأل الله أن يطهر قلوبنا ، وأن يكفينا شر كل ذي شر ، اللهم اكفنا شرور النَّاس ، ونعوذ بك ربنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " [ الحشر :9 ] -
آثر أخًا لك في الله بأن تفضله على نفسك في طعام أو كسوة أو تقوم ببذل معروف له ، وتقدمه على نفسك ، أهدِ له هدية جيدة ، أو قدِّم له شيئا تحبه ،
ï»؟" لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "
يقول ابن القيم :
فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في الدين . اللهم ارزقنا الإيثار ، وحب الخير للناس ، وأعذنا من الأثرة ، والأنانية وحب الذات ، واعصمنا من الفتن
لا ينبغي أن يفارق تفكيركم الآن موضوعان :
الأول : القبول .............. والثاني : الثبات .
فأما ( القبول ) فإني أغبط كل ( هابيل القبول )
وأعزي كل ( قابيل الرد )
فالله يقول : " فتقبل من أحدهما " أي هابيل ،
" ولم يتقبل من الآخر " أي قابيل
أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :
وكأني أسمعها للمرة الأولى :
" يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهًا "
تُرى هل يمكن أن تكون في يوم من الأيام عند الله وجيه ؟؟؟؟
موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : المُحَب المُحِب اختصه الله فقال :
" وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني "
موسى وقف لله موقفًا ربما لم يقف مثله كثير ، وقف أمام من ادعى الألوهية ليشهد بالتوحيد ، فكان كريمًا على الله ، وجيهًا عند الله .
هل ستبذل الغالي والنفيس في طلب رضاه في أي عمل تجيده لتنصر دينه وتنصر رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
هل سيراك حين تقوم فيجدك من أكثر عباده شوقًا له ، حبًا له ، تملقًا له ، يرى قلبك يرتجف ويتعطش لوده فتدخل فيمن قال فيهم :
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا "
كيف تبلغ ذلك الحلم ؟؟؟؟
فكر وتدبر ، وسجل حلمك وضعه نصب عينك ، واسأل ربك أن لا تموت حتى تبلغه
اللهم اجعلنا عندك من خاصة أوليائك والوجهاء عندك بمحض فضلك يا أرحم الراحمين .
إذا أردت أن تعيش سعيدا فلا تحاول تغيير العالم كله ،
فلن تستطيع ،
وابدأ التغيير في نفسك ومن ثَم حاول التغيير ما استطعت .
هذه أولى خطوات التغيير فلنبدأ بها ،
نبدأ بـ " حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " ،
نبدأ بـ " قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ " ،
نبدأ من الاتهام للنفس ، والبحث عن عيوبنا ( أنا السبب ) دون جلد للذات حتى اليأس ، وأيضًا بغير تهوين من حجم المشكلة.
أكثر من الاستغفار فإنه دائما يكون أول الطريق
" فقلت استغفروا ربكم ثم توبوا إليه "
القرآن في مواجهة الصراع
نحن في صراع مع طوائف شتى ، وأخطرهم الذين من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، والطعن في الظهور من الماكرين وخزها شديد لكن القرآن بصرنا بكيفية التعامل مع هؤلاء قال تعالى : " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين " فعلينا بالسير في الأرض لقراءة السنن الكونية ، فتدبروا في العواقب ولا تغتروا بالظواهر ، ولكن انظروا في المآلات . " ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون " رد فعل أهل الإيمان دائما ما يكون عاطفيًا فقلوبهم رقيقة ، فيحزنون وتضيق صدورهم لشفقتهم ، لكن التوجيه الرباني يمسح هذه الأحزان ، ويصنع الشخصية المسلمة التي لا تنصاع للعاطفة وحدها ، بل تتفهم السنن الربانية " ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " هنا كأنهم يسألون سخرية ، أو يوقعون أهل الإيمان في " مطبات الأسئلة الحرجة " وهذا ما نراه إعلاميًا الآن . لكن كيف يكون الجواب ؟؟ " قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون " الجواب يكون بالإنذار ، فالشخصيات المجرمة لا تستثيرها إلا النتائج ، ويقلقها المستقبل فتنزعج بالتهديد بالمغيبات ، وإن أظهرت ثباتا . هل ترون هذا في واقع أوضاع البلاد العربية الآن ؟؟؟ اللهم من كاد لنا أو لبلادنا فاشغله بنفسه واجعله كيده في نحره
ثم جاءت الخطوات العملية لمواجهة الماكرين : أولا : شكر النعمة فإن كفرانها اساس تسلط هؤلاء علينا ، فإن وجدت مجرمًا مستعليًا فاذكر نعمة لم تشكرها " وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون " ثانيًا : فتش في قلبك " وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم " وقارن ظاهرك بباطنك فإنه اختبار الصدق والإخلاص " وما يعلنون " ثالثًا : تذكر ذنبًا سالفًا أو عيبًا ماضيا " ما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين " رابعًا : الزم مصحفك وأسقط الآيات على واقعك " إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون " وفي أوج الصراع تتخبط الأقدام فتجد القرآن " هدى " وفي ظلمات الفتن تجد القرآن " رحمة " خامسًا : تذلل وافهم عن ربك وتعلم " إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم " سادسًا : القِ بحمولك على الحي الذي لا يموت " فتوكل على الله " سابعًا : واثبت ثبوت الرواسي " إنك على الحق المبين " ثامنًا : اعرف دورك فإنك مطالب بالبذر لا الحصاد " إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين " " وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم " تاسعًا : الزم الرفقة المؤمنة وطهر الصف المسلم من الماكرين " إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا " وصفتهم هي شعارهم الأزلي " فهم مسلمون " هل فهمتم درس التعامل مع الماكرين ؟ هل عرفتم كيف نتعامل مع من يعادينا ؟ إلى الله المشتكى