من تأمل آيات الصيام وجد فيها ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)و(لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)و(لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فمن صامه اتقى ربه،ومن اتقاه دعاه ليرشد،وتلك لعمرالله نعم توجب الشكر. / سعود الشريم
قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ )، ولم يقلْ: فُرِض والاختيار دليلُ الحِكمة، والحِكمة هي في اختيار لفظ [كُتِب]؛ أنَّ الصيام عبادةٌ شاقة، فهي امتناعٌ عن أمور محبوبة وضروريَّة للبدن، والنَّفْس في فِطرتها تنفر مِن المنع إلى الإباحة، فكان المقام أن تُذكَر الفرضية بلفظ "كتب"؛ لأنَّ الكتابة في معنَى التكليف أوْثَق وأقوى مِن لفظ "فرض"، ألاَ ترَى أنَّ مديرًا ما لو كَلَّف موظفًا عندَه بأمر ما شفهيًّا، فإنَّ ذلك سيكون أقل حتميةً مِن أن يكتُب له التكليف رسميًّا؟ والكتابة في اللُّغة بمعنى الجمْع والتثبيت؛ قال ابن فارس: "الكاف والتاء والباء: أصلٌ صحيح واحد يدلُّ على جمْع شيءٍ إلى شيءٍ"؛ [مقاييس اللغة].
( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصيام ... لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) إنْ لم يَزِدْ صيامك في تُقاك ، فإنما هو إنهاك لِقواك . إبراهيم العقيل
التقوى هي غاية الصيام العظمى ومناطه الأسمى فشهر رمضان فرصة كبرى لتصفية النفس،وتخليتها من كل شائبة تكدر الصفو وتعوق مسيرة التقوى الحِكمة العُليا من فرْض الصيام تحقيقُ مقام إيماني عالٍ. إنَّه التقوى.
وانظر إلى هذا المعنَى العظيم: لما حرَمناالله تعالى في الصِّيام من الزاد المادي أعْطانا زادًا خيرًا منه: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة: 197]. ويَكفي أن لا إله إلا الله هي "كلمة التقْوى". إنَّ التقيَّ لن يَظلم ولن يَكذب، ولن يَنظر لحرام، ولن يسبَّ ولن يؤذي، حتى ولو كان كلُّ ذلك في صغير هيِّن. فالتقوى زاد المؤمنين في حياتِهم الآخرة كما أنَّ الطعام زادُ حياتهم الدنيا، والتقوى التي يحقِّقها الصيام هي ميزانُ معادن الناس عندَ الله تعالى: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) [الحجرات: 13].
وتقوى القلوب متحققة فى الصيام من عدة وجوه ، فالصوم تعظيم لشعائر الله (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج :32. كما أنه يخلومن الرياء ، وهذا ما أكدت عليه عدة أحاديث قدسية (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به))
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)) رواه مسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد))رواه البخاري. وفي رواية: ((من دخل شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً)) رواه النسائي.
حين ذكر السعدي ما يحققه الصومُ من صور التقوى قال:ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى.
إن النفوس بلا تقوى تصبح خواء, لا ترتدع عن معصية ولا تنشط لطاعة, وزاد التقوى خير زاد يدفع المرء ليقبل على الطاعة بنشاط وليراقب الله في كل أموره, وذلك ينال إذا أخذ الناس شهادة التقوى من مدرسة الصيام
الله عز وجل ما اصْطَفى هذا الشَّهْر إلا لِيَنْسَحِب على كُلِّ الشُّهور، ولكي يشيعَ الخير ليس فيه فَحَسْب، بل في كُلِّ الشُّهور، فَكُل إنسان مُوَطِّن نفْسَهُ بِرَمَضان أن يلْتَزِم، ويرجِعُ بعد رمضان إلى ما كان عليه، وكُلُّ إنسانٍ ينْطلِق من هذه الفِكْرة فهو لم يعْرف شيئًا مِن حِكْمة الصِّيام، إنَّ كُلّ طاعة أدَّيْتها بِرَمَضان ينبغي أن تُداوِمَ عليها بعد رمضان كل طاعة أديتها في رمضان لابد أن تستمر عليها بعده مضان؛ غضّ البصر طوال العام، وضبْط اللِّسان طوال العام، ولا يسْتقيم إيمان عبْدٍ حتَّى يسْتقيم قلبهُ، لا يسْتقيم قلبهُ حتَّى يسْتقيم لسانُه، وصلاة الفجْر في وقتها طوال العام، وكذا صلاة العشاء، وباقي الصَّلوات، وتَرْك الكذب والغيبة والنَّميمة طوال العام، فالإنسان بِقَدْر ما يُطَبِّق أوامر الله عز وجل يرْقى، لذلك مَن لم يَدَع قَول الزور ؛ كلام كذب وفيه نفاق، ودجل، وتملُّق، وسُكوت عن الحق أو جَهْر بالباطل، والعَمَل به، تعمل عملاً غير صحيح ولا يُقِرُّكَ الشَّرع عنه قال رسول الله صلّ علية وسلم: فليس لله حاجَةً في أن يَدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ.
نجد أن هناك بعض الاخطاء المتفشية في واقع الصائمين يجب تسليط الضوء عليها والتي كان اولها قلة البصيرة لشرع الله سبحانه وضعف الارتباط بسنة نبيه صلّ الله عليه وسلم على كل صائم يرجو قبول صيامه أن يبادر إلى عرض حاله في هذا الشهر العظيم على ميزان الشرع ومعيار سنة نبي الله محمد صلّ الله عليه وسلم، فإن قلة فهم بعض المسلمين لجوانب هذه الشريعة العظيمة السمحاء جعل لهذه الاخطاء روجًا في واقع المسلمين
بعض المسلمين الذين شهدوا لله بالوحدانية يدخل عليهم رمضان وكأنه شهر الصوم عن الطعام والشراب فقط تاركين صلاتهم فنجد أن بعضهم يصوم ولا يصلي أو يهمل الصلاة ويتكاسل فيها والبعض يصوم ويغتاب اويؤذى الناس بافعاله او بلسانة
العبادات الشَّعائِرَّية لا تؤت ثمارها ما لم تُؤَدَّ العبادات التَّعامُلِيَّة الإسلام انْكَمَشَ وانْكَمشَ وانْكمَشَ إلى أن أصْبَحَ مجموعة عبادات تُؤدَّى أداءً شَكْلِيًّا، ولذلك مليار ومئتا مسلم ليس لهم وزْنٌ في العالم إطْلاقًا، والآية الكريمة واضِحَة، قال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ونحن لا اسْتِخلاف ولا تَمكين لا تطْمين لأنَّ الله تعالى قال: ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ) [سورة مريم: 59] فلو كان لإنسان بستان لا سور له، وأتى بِبَاب لِهذا البستان !! هذا الباب لا معنى له، وهكذا المسلمون أصبحَ هناك تناقض في حياتهم، راتب النابلسى
رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)
{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام } البقرة 183
الصوم ضربان صوم لغوي وصوم شرعي
فالصوم في اللغة هو الإمساك وكل ممسك عن شيء فهو صائم
وذم أعرابي قوما فقال يصومون عن المعروف ويفطرون على الفواحش
قال الله تعالى إخبارا عن مريم عليها السلام
{ فقولي إني نذرت للرحمن صوما } مريم 26
يعني صمتا
عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى
{ كما كتب على الذين من قبلكم } البقرة 183
أنه كان كتب عليهم إذا نام أحدهم قبل الأكل ولم يطعم شيئا إلى الليلة المقبلة وحرم عليهم أن يقربوا النساء تلك الليلة ورخص الله تعالى في ذلك لهذه الأمة وقيل إشارة الله تعالى بقوله
{ كما كتب على الذين من قبلكم } البقرة 183
إلى الأمم الخالية وهذه الآية مدح لأمة محمد {صلّ الله عليه وسلم} لأن ما من أمة ولا نبي إلا وقد فرض الله تعالى عليه وعلى أمته صيام شهر رمضان فآمنت به هذه الأمة وكفرت به سائر الأمم
قال الله تعالى
{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } البقرة 183
سماهم باسمه ورسمهم برسمه وشرفهم حين عرفهم فقال
{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام }
سهل عليكم بذلك وارد الخطاب فلما أراد الله جل جلاله أن يكفلهم الصيام الشاق عليهم بدأ الله بأخص أسماء المؤمنين وأجل صفات العارفين وأعلا مقام المحبين فقال { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام } ثم زاد بيانا فقال { أياما } ثم زاد بيانا فقال { معدودات } ثم زاد بيانا فقال { شهر } ثم بين أي شهر فقال { شهر رمضان } ثم بين ورقق ويسر فقال { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } البقرة 187 ثم بين تمامه فقال { ثم أتموا الصيام إلى الليل } فكأنه سبحانه قال كتب عليكم الصيام أياما في السنة ووعدتكم عليها المقام في الجنة كتب عليكم الصيام شهرا ووعدتكم الثواب دهرا كتب الله الصيام على عبيده وكتب الرحمة على نفسه كتب الصيام أياما معدودات وكتب لكم على نفسه الحصول في الدرجات كتب عليكم أن تصوموا شهرا وكتب لكم بالحسنة عشرا
لأي وقت تعانق حوبتك ولأي يوم تؤخر توبتك إلى حول حائل أو إلى عام قابل كلا والله ما إليك الأقدار ولا بيدك المقدار لعلك إذا انقضى عنك شهر الصوم لم يبق من عمرك إلا يوم يا هذا إذا أنت صمت فلتصم جوارحك كلها بطنك من الحرام ولسانك من قبح الكلام وبصرك ويدك وسمعك من الإجرام واكتساب الآثام
والصوم ثلاثة
صوم الروح وهو قصر الأمل
وصوم العقل وهو مخالفة الهوى
وصوم الجوارح وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع
قال صلّ الله عليه وسلم : ( الصوم جنة يستجن بها العبد من النار)
[ رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني (3867) في صحيح الجامع ]
أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلّ الله عليه وسلم -: أنه قال:
"مَن صام يومًا في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا".
فإذا كان هذا بصيام يوم واحد نفلًا فما ظنّك بصيام شهر رمضان وهو الفريضة؟!.
فمن أراد أن يعتق رقبته من النار فعليه بالصيام «إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة» [(صحيح الترغيب برقم [1002]).].قال عليه الصلاة والسلام: «إن لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار وذلك في كل ليلة» [(صحيح الجامع برقم [3933]).]
رمضان شهر التنافس في الخيرات والتزود من الطاعات، وفيه تعظم الأجور وترفع الدرجات، والصدقة من أهم العبادات التي ينبغي على المسلم أن يكون له منها نصيب في هذا الشهر، وهي في رمضان أفضل منها في غيره،
في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان))
ففضيلة التأسي به - عليه الصلاة والسلام - تدعو إلى بسط اليد بالمعروف في هذاالشهر أكثر من بسطها فيما عداه من الشهور؛ حتى يجد الفقراء من إحسان الأسخياء راحة بال، فيقبلوا على الصيام والقيام بنشاط.
فإكثار النبي صلّ الله عليه وسلم من الصدقة في هذا الشهر دليل واضح على أنها فيه أفضل منها في غيره.
ومن حديث ابن عباس في لقي جبريل للنبي صلّ الله عليه وسلم، وفي هذا الحديث:
((وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن))، والدراسة: القراءة،
وما زال أولو الألباب من الناس يجعلون لشهر رمضان نصيباً من تلاوة القرآن أكثر من نصيب كل شهر.
و من اعظم النفقات فى رمضان افطار صائم
ثواب تفطير الصائم كبير كما قال النبي صل الله عليه وسلم :
( مَنْ فَطَّرَصَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا )
رواه الترمذي (708) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1078)
1- آية تجعلك تنفق بلا تردد{ وما أنفقتم من شيء((فهو يخلفه)) وهو خير الرازقين }/محمد الربيعة
2- ضمان من الله الكريم (وما أنفقتم من شيء فهو يُخلفه)/ نايف الفيصل
3-(وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)مع نزول راتبك لِيكن
لإخوانك حظٌّ من مالك واللهُ قد وعدك بالخلف ./ إبراهيم العقيل
4- ( وما أنفقتم من شيء فهـو يخلفه .. } '' من شيء '' ليس مال فقط !!/ نايف الفيصل
5- في كتاب الله أكثر من 8 آيات تؤكد أن كل نفقة يعوضها الله أضعافا مضاعفة.. ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه )فاطمئن../ نايف الفيصل
6-(وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) عجبا لمن يقرأ هذا الوعد
الحق فيسوّف ويبخل، وإذا سمع وعد الخلق بتجارة قد تخسر أسرع ولم يتردد" /
ناصر العمر
عباد الله ينبغي لمن أصبح صائما أن يقول للسانه إنك اليوم صائم من الكذب والنميمة وقول الزور والباطل والغيبة ولعينيه إنكما اليوم صائمتان عن النظر إلى ما لا يحل لكما وللأذنين إنكما اليوم صائمتان من الاستماع إلى ما يكره ربكما ولليدين إنكما اليوم صائمتان من البطش فيما حرم عليكما من الغش في البيع والشراء والأخذ والعطاء وللبطن إنك اليوم صائمة عن المطعم فانظري على ماذا تفطري وتجنبي المطعم الخبيث الذي تدعين إليه فإن الله طيب ولا يقبل إلا الطيب وللقدمين إنكما اليوم صائمتان من السعي إلى ما يكتب عليكما وزره ويبقى قبلكما تباعته وإثمه ومن وقف لهذا وصبر عليه فقد أوفى بعهد نبيه {صلّ الله عليه وسلم}
قال الخليل الرمضاء الحجارة الحارة ورمض الإنسان إذا مشى على الرمضاء فسمي رمضان بذلك لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها وقيل سمي بذلك لأنه شهر يغسل الأبدان غسلا ويطهر القلوب تطهيرا
أقبل الصوم يا مسكين وكلنا مساكين وأنت عاكف على ما يسخط الجبار مصر على الآثام والأوزار عامل بأعمال أهل النار متشبه بالنساك والأخيار وأنت في جملة الفساق والفجار وقد أطلع على سرك وضميرك عالم الضمائر والأسرار وشهر الصوم شاهد عليك والملائكة تلعنك والله لا ينظر إليك وهو جل جلاله بإعراضك عن الطاعة معرض عنك غاضب عليك فلا تجعل أيها الصائم شهرك هذا كسائر الشهور
فهنيئا لمن أطاع الملك الرحمن في شهر الرحمة شهر رمضان لقد فاز بالحور والولدان في دار السلام والرضوان صبروا الأيام القليلة فأعقبهم الراحة الطويلة والنعمة الجزيلة كلما تعودت من الخير وما تعمل في هذا الشهر جوزيت إلى آخر العمر فإن الخير عادة والشر لجاجة
التعديل الأخير تم بواسطة امانى يسرى محمد ; 12-04-2020 الساعة 10:22 AM
رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)
الإفطار رخصة وليس فضيلة
الإفطار رخصة يلجأ إليها المسلم في وقت العجز عن الصيام، وليس فضيلة يحرص عليها بدون عذر قاهر، من مرض مضنٍ، أو سفر مرهق.
ومما يجدر بالانتباه أن النبي كان يخرج بأصحابه في رمضان، فمن وجد قوة على الصيام صام، ومن وجد في نفسه ضعفا أفطر، فالمسافة نفس المسافة، ولكن موقفهم كان يختلف حسب قوّتهم وضعفهم، فقد روى الإمام مسلم، قال:
حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى – – قال: غزونا مع رسول الله -- لستة عشر مضت من رمضان، فمنا من صام، ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. (صحيح مسلم، باب جواز الصوم والفطر)
لم يعب بعضهم على بعض، لأنه لم يكن هناك تقصير من المفطر، ولا تطاول من الصائم، وإنما فعل كل امرء ما قدر عليه. ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وهكذا الحكم في المرض، فمجرد اسم المرض ليس عذرا للإفطار، وإنما يفطر المريض إذا نهكه المرض، حتى عجز عن الصيام، وأما إذا كان قويا، قادرا على الصيام، والصيام لا يضرّه، ولا يوقعه في حرج، فلا يحل له أن يفطر
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهٌ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)
وتأويلها: وعلى الذين يكلفونه، فلا يقدرون على صيامه لعجزهم عنه، كالشيخ والشيخة والحامل والمرضع، فدية طعام مسكين، ولا قضاء عليهم لعجزهم عنه. وعلى القراءة المشهورة فيها تأويلان:
أحدهما: أنها وردت في أول الإسلام، خيّر الله تعالى بها المطيقين للصيام من الناس كلهم بين أن يصوموا ولا يكفروا، وبين أن يفطروا ويكفروا كل يوم بإطعام مسكين، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، وقيل بل نسخ بقوله: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيرٌ لَّكُم)، وهذا قول ابن عمر، وعكرمة، والشعبي، والزهري، وعلقمة، والضحاك.
والثاني: أن حكمها ثابت، وأن معنى قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ) أي كانوا يطيقونه في حال شبابهم، وإذا كبروا عجزوا عن الصوم لكبرهم أن يفطروا، وهذا سعيد بن المسيب، والسدي.(الماوردي، النكت والعيون: 1/238-239)
أسلوب الآية
أسلوب الآية في قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) يوحي بمعنى التأكيد والتنشيط، لا بمعنى الترخيص، والتيسير، أى: الآية ما جاءت لترخص للناس في الإفطار، وإنما جاءت لتأكيد الصيام، والسياق كله تأكيد للصيام.
تأكيدات يتلو بعضها بعضا
فقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) تأكيد للصيام، فإنه إذا قيل عن شيء (كتب عليكم)، فإنه يقصد به الإيجاب مع التأكيد.
ثم قوله تعالى: (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) تأكيد آخر للصيام.
ثم قوله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) تأكيد ثالث للصيام.
ثم قوله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) تأكيد رابع للصيام.
ثم قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) تأكيد خامس للصيام.
فالتأكيد الأول، والثاني، والثالث واضح، لا يحتاج إلى بيان.
وأما التأكيد الرابع، وهو (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ)، فهو يعني ألا تستثقلوا هذا الصيام، ولا تستكثروه، فهي أيام تعدّ على الأصابع، وفوائده كثيرة جمّة، لا تعدّ ولا تقدّر، والسياق واضح في أن المراد بتلك الأيام المعدودات، هي أيام رمضان، الذي جاء ذكره صريحا في الآية التاليةثم جاء قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ومعناه في هذا السياق، وبهذا الأسلوب أن أيّ مؤمن لا يُعفى عن هذا الصيام، حتى ولو كان مريضا، أو على سفر، فإن عجز عن الصيام عجزا، ولم يستطعه في موعده، بسبب مرضه، أو سفره، فلا بد أن يقضي هذا الصيام بعدد ما فاته، في أيام أخر.
فالآية فيها تأكيد، وتركيز على أداء الصيام، دون الترخيص في الإفطار
رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلّ الله عليه وسلم يقول:
((كلُّ عمل ابن آ آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فطره، وفرحةٌ عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك))رواه مسلم
{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: 261].وقال عز وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[الأنعام: 160].عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنه عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيما يرْويه عن ربه تبارك وتعالى قال: ((إنَّ اللهَ كتَب الحسنات والسَّيئات ثم بيَّن: فمن هَمَّ بحسنة فلمْ يعْملها كتبها اللهُ عنْده حسنة كاملةً، وإنْ همَّ بها فعملها كَتَبَها اللهُ عنْده عشْر حسنات إلى سبعِ مئة ضعْفٍ إلى أضْعافٍ كثيرةٍ، وإن هَمَّ بسيِّئةٍ فلمْ يعْملْها كتبها اللهُ عنْده حسنةً كاملةً، وإن هَمَّ بها فعملها كتبها اللهُ سيئّةً واحدة)) رواه البخاري.
وهذا من كمال عدله، ورحمته بعباده، وجزيل إنعامه. هذه المضاعفة للإعمال الصالحة إلى عدد معين، ولكن هناك عمل صالح لم يعين الله له أجراً، وإنما أضافه إليه، وجعل جزاء عامله أنه يعطيه من غير عد ولا حساب: ((إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي)) وهو سبحانه كريم جواد، فلا شك أنه سيعطي الصائمين أجرهم بغير حساب، كما أعطى الصابرين قال عز وجل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: 10]. وهنا سر عجيب في كون الصابر أجره بغير حساب، وكذا الصائم أجره على الله من غير تحديد، وهو أن الصوم نوع من الصبر، فهو صبر على ترك الأكل والشرب والجماع، فاتفق أن يكون الصيام من الصبر الذي تجد فيه كثير من النفوس مشقة في ترك مألوفاتها، فلهذا كان جزاؤه من جنس جزاء الصبر.. بل إنه سبحانه قد خص الصائمين بباب من أبواب الجنة لا يدخل منه غيرهم؛ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد))رواه البخاري.
رمضان فرصة لتجديد الإيمان , وإحياء القلوب به ,تجديد الاخلاص واصلاح السرائر
«فَطَهِّر للهِ سَرِيرَتَكَ فَإِنَّهَا عِندَهُ عَلَانِيَةٌ،
وَأَصلِح لَهُ غَيبَكَ فَإِنَّهُ عِندَهُ شَهَادَةٌ،
وَزَكِّ لَهُ بَاطِنَكَ فَإِنَّهُ عِندَهُ ظَاهِرٌ».