تعلمنا توقيرالنبي صلى الله عليه وسلم وتوقير زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وتوقير صحابته رضي الله عنهم رسالة مضادّة نحارب بها تكالب الأحزاب في كل عصر على النبي الخاتم بشخصه وشخص زوجاته وصحابته! ليست كل الأحزاب تحشد جيوشا جرّراة،أحزاب العصر تحشد أبواقا!
سورة سبأ
تعلمنا أن العلم والعمل شكرًا ركنا الإيمان (نموذج داوود وسليمان) وأن البطر والجحود ركنا الإهلاك (نموذج سبأ)
التقوى في سورة الأحزاب:
افتتحت بأمر قائد الأمة بها (يا أيها النبي اتق الله) وتوسطها الأمر إلى نسائه (واتقين الله) وختمت بأمر الأمة (اتقوا الله) رسالة للأمة المسلمة أنه مهما تكالب الأحزاب عليها فالله ناصرها إن اتقت الله وتبرأت من الذين يفتّون في عضدها ويسعون في خرابها!
(يسألك الناس عن الساعة )
وإلى يومنا هذا يسأل الناس عن الساعة وستبقى الإجابة عن هذا السؤال إلى يوم الدين:
(قل إنما علمها عند الله)
المهم أن تسأل نفسك أنت: ماذا أعددت لها؟!
احفظ لسانك وحسناتك عن أعراض الناس وهمزهم ولمزهم واستنقاصهم، واتهامهم بالباطل فالعاقبة وخيمة
﴿والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا﴾
[الأحزاب: ٥٨].
(إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال وأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)
الأمانة تشريف وتكليف ولك حرية الاختيار بين أدائها بحقها أو خيانتها وعليك تقع مسؤولية اختيارك فلا تظلم نفسك!
لو عملت النساء بهذه الآية لما رأينا هذه الصور المؤسفه في الأسواق والمطاعم والشوارع ، المكان الذي ارتضاه الله رب العالمين هو القرار في البيت ، إلا لو كان هناك ضرورة تخرج محتشمة
توخَّى الحق.. فهو غالبا ليس عند الكبراء والسادة، فان الرجال يقاسون بالحق، وليس الحق يقاس بالرجال ..
﴿يدنين عليهن من جلابيبهن﴾
أجمع علماء السلف على وجوب ستر المرأة المسلمة لوجهها وأنه عورة يجب عليها ستره إلا من ذي محرم
/الشيخ ابن باز
(فلما قضى زيد منها وطرا)
ليس العجيب أن يذكر الله عزوجل في القرآن اسم زيد فهو سبحانه العليم بما وقر في قلبه من الصدق العجيب أن تنزل الآيات ويقرأها النبي صلى الله عليه وسلم ويسمعها زيد ويتلوها المسلمون وزيد هو زيد! ما يفعل أحدنا إذا ذكر اسمه في مجلس صاحب منصب؟! هم الصفوة!
﴿إن أجري إلا على اللّه﴾
ذكّر بها نفسك عند كُل عمل تقومُ به، لا تنتظر جزاءً من احد ..اجعل هدفكَ سماويًا
( وكان الله عليما حليما) (و اصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا)
لا ينفع علم بلا حلم و لا إيمان بلا صبر و لاتوبة بلا إستغفار ولاهجر بلا إحتساب
إذا تولاك رب العالمين يسخر لك جميع المخلوقات حتى الجمادات اللهم تولنا في من توليت
(فمنهم ظالم لنفسه) (ومنهم مقتصد) (ومنهم سابق بالخيرات)
وكلهم لم يخرج من دائرة
(الذين اصطفينا من عبادنا)
اللهم لك الحمد على فضلك
{ وجآء من أقصا المدينة رجلٌ يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين }
الذي يحمل بين أضلاعه همّ الدعوة لا تهمّه بُعد المسافات في تبليغها ..
(اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبّحوه بكرة وأصيلا)
دوام الذكر والتسبيح لله فضل من الله ابتداءً يتبعه بشارة للمؤمنين
(وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا)
(يا أيها النبي)
نداء بصفة مهمة التكليف (إنا) عظمة المكلِّف (أرسلناك) عظمة المرسِل واصطفاء الرسول وعالمية الرسالة بعدم تحديد المرسل إليهم (شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) الرسالة ومهمة الرسول
﴿الَّذي أَحَلَّنا دارَ المُقامَةِ مِن فَضلِهِ لا يَمَسُّنا فيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فيها لُغوبٌ﴾
دار لاتخشى فيها نقص أو قلق أو تعب وحزن أو خوف على مستقبل.
(فهو خير الرازقين)
سبحان من وسع رزقه كل شيء من ذوات الأرواح و من غيرها عش هذه الآية بكل ما أوتيت من قوة و اعلم أن من رزق المخلوقات في ظلمات المحيطات الحوالك لن يعجزه رغيفك، قالوا أن الحوت الأزرق يحتاج إلى أكثر من 16 طن من المأكولات يوميا!!!
نهينا رضي الله عنهن و المؤمنات من بعدهن عن الخضوع بالقول و تزيين الكلام و التغنج فيه و هن من هن؟ و من الذي سيطمع الذي في قلبه مرض؟نزلت هذه الآيات في أطهر و خير البشر و القرون و خير و أشرف من خلق الله، أمرهن سبحانه أن لا يخضعن بالقول، و مجتمعهن مجتمع الصحابة الأنقياء الأتقياء الطاهرون المجاهدون الأشراف، فما بالنا في هذه الأيام و قد اختلط الحابل بالنابل، و نرى من فساد الدين و الذمم واضمحلال الأخلاق و تدني مستويات الطهر و العفة و انتشار الفحش و الموبقات و سهولة الوصول إلى النساء و الدخول عليهن عبر وسائل التواصل و التحدث معهن، فمن باب أولى أن يحذر الرجال و النساء، و لا يحسن الواحد الظن بنفسه و يزجرها.
«و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى و أقمن الصلاة و آتين الزكاة و أطعن الله و رسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا»
جاءت لفظة: و قَرن، و قِرن و كلاهما لفظين مفعمين بالطهر و العفة و الفخامة و النبل، المرأة مهمتها بيتها و حسن تبعلها لزوجها،و تربية أولادها و توريثهم أحكام الدين و الشريعة هذا ما خلقت له، فهي في بيتها قارة و مستقرة و ماكثة و كذلك هي في بيتها ملكة محتشمة سيدة و وقورة يأتيها رزقها رغدا، الزوج متكفل بها و بنفقتها زوجة، و الأب متكفل بها بنتا، و الأخ متكفلا بها أختا، بل و في العموم متكفلا به الله من قبل و من بعد رحما، و الأصل أن لا تخرج البنت أو المرأة من بيتها إلا لضرورة من تعليم أو صحة مما يعجز عنه الرجال و لا يسدون مكانها،و إذا كان صلاة المرأة في مخدعها خير لها من صلاة في بيتها، و صلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في مسجدها، و صلاة في مسجدها خير لها من صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وهنا ملحظ ولا نريد التحدث عاطفة بل شرعا و عقلا لتنهدم الكعبة حجرا حجرا و يقتل آلاف الرجال من المسلمين أهون من أن تقع المسلمة في الأسر بيد أعداء الله، بل إن من قتل دون عرضه فهو شهيد، فكيف تخرج النساء المسلمات من خدورهن و لم يأمرن بذلك في مواجهة أخس و أحقر و أذل و أنجس و أقذر من خلق الله؟!!! يجب علينا مراجعة حساباتنا مع الله،و أن نعبد الله كما يريد لا كما نريد،و لعل معصية أو سنة تركها عامة المسلمون تأخر النصر، فما بالنا نخرج بنسائنا الضعاف و نخالف أمر الله؟!!
﴿فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا﴾
[الأحزاب: ٣٢] ينفذ الشيطان بين خضوع المرأة وميل الرجل، والمؤمنة تقطع على الشيطان منافذة وتردع في الطامع شهوته.
[ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد]
أهل العلم هم بفضل الله أصحاب البصيرة والهداية فكلما ازدادت علما ازدادت هدى وبصيرة ولذا أمرنا الله بطلب الزيادة من العلم..
كل الدول العظمى التي تملأ صدورنا مهابة و خشية فقيرة لجوده و فيض كرمه، كل الناس فقراء مساكين كسراء أذلاء على بابه. فهو الغني المغني، لو اجتمع الخلق بأنسهم و جنهم في صعيد واحد ثم سأل كل واحد منهم مسألته و طلب حاجته لما نقص ذلك من ملكه إلا كالمخيط إذا غمس بماء البحر،أكثر من يتوعد الناس بالجوع و الفقر و المجاعات الدول العظمى، و الله يعدكم من فضله
هو الحليم العظيم، كم تكرر هذا الاسم من أسماء الله الحسنى في كتابه، خلق عباده و يرزقهم و يفيض عليهم من نعمه و جزيل ثوابه، و يتودد إليهم بالنعم، و خير الله إليهم نازل و شرهم إليه صاعد،يعصونه و يسبونه و يؤذونه و يدعون له ولد و هو حليم بهم متمنن عليهم و صبور عليهم، لا يعاجلهم بالعقوبة بل يعالجهم بالتوبة و المغفرة.