ما أروع البحث التاريخي؛ خاصة إذا كان الباحث منصفًا، يتطلع إلى الحقيقة في مرحلة تاريخية أو شخصية..
فلم لا نطرح على بساط البحث قضية الإنصاف في البحث التاريخي!!
فبعض المستشرقين أنصف تاريخنا إيما إنصاف، والكثير منهم لوث تاريخنا ولطخه، ولم يترك ثغرة إلا نفذ منها للطعن أو الدس أو التحريف..
والكارثة أن كثيرًا من دارسي التاريخ عندنا أخذوا وعبوا من هؤلاء الغلاة، فغصت كتبنا بغثاء غريب، ومن أسطع الأمثلة على ذلك ما قيل عن الخليفة العباسي هارون الرشيد ومعاقرته للخمر وسهراته وملذاته؛ والرجل من ذلك كله براء، فلم لا نسعى جميعًا لتنقية تاريخنا الإسلامي مما علق به من شوائب، وما دس فيه من دسائس، وما جرى فيه من تحريف!!
وليكن عنوان بحثنا: "الإنصاف في البحث التاريخي"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أؤيد الأخ مدحت العراقي في دعوته لتنقية التاريخ الإسلامي، ولكنني أختلف معه في أن من المستشرقين مَن أنصف تاريخنا أيَّما إنصاف؛ لأن المستشرقين كان أساس فلسفتهم العمل على هدم الإسلام ومن وسائل ذلك تشويه تاريخه، ومَن أفلت منهم من تلك الفلسفة، وبحث عن الإنصاف فإنه قرأ تاريخنا بعيونه الغربية ومفاهيمه عن الحياة ونظرته للعلاقات الإنسانية في ضوء الفلسفات المادية، ومن ثَمَّ خرج بنتائج مباينة للحقيقة تمامًا.
لأن المستشرقين كان أساس فلسفتهم العمل على هدم الإسلام ومن وسائل ذلك تشويه تاريخه، ومَن أفلت منهم من تلك الفلسفة، وبحث عن الإنصاف فإنه قرأ تاريخنا بعيونه الغربية ومفاهيمه عن الحياة ونظرته للعلاقات الإنسانية في ضوء الفلسفات المادية، ومن ثَمَّ خرج بنتائج مباينة للحقيقة تمامًا.
ما معنى أن من قرأ تاريخنا بإنصاف... خرج بنتائج مباينة للحقيقة تمامًا، وما المقصود بالحقيقة تحديدا في الجملة الأخيرة... رجاءً التوضيح... وبارك الله فيكم
أقصد بما قلته: أن مَن كان من المستشرقين منصفًا، ويريد إظهار الحقيقة؛ فإنه في الواقع لم يصبها؛ لأنه قرأالتاريخ الإسلامي بنفس القواعد والمنهج الغربي الذي يفسر كل الأحداث التاريخية في إطار المؤامرة، والأخلاق الدنيئة للحكام والملوك، ولا يعرف قيمة الصحابة وعظماء المسلمين؛ لذا يرى أن الخلاف بين سيدنا علي وسيدنا معاوية هو صراع على الملك وليس خلافًا في الرأي بغرض البحث عن الحقيقة أدى إلى القتال، وهذا التفكير لا يعترف بالدوافع السامية للفتوح ؛ لذا يفسرها على أنها رغبة في جمع المال، أو التسلط على البشر، كل هذا رغم أنهم حاولوا الإنصاف - وهؤلاء هم القِلَّة - .