الصبر: هو ترك الشكوى لغير الله، والاستقامة على شرع الله.
أنواعه:
ذكر العلماء للصبر أنواعا عديدة وكلها تجتمع في : الصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي، والصبر على المصائب.
الصبر على الطاعات: هو الاستقامة على شرع الله، والمثابرة الدائمة على العبادات، والصبر على ما يعترض ذلك من أنواع الابتلاء؛ قال تعالى في محكم تنزيله عن لقمان وهو يوصي ابنه : { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) } [لقمان: 17].
الصبر عن المعاصي: هو مجاهدة النفس في زلاتها، قال الله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)} [العنكبوت: 69].
الصبر على المصائب: وهي الابتلاءات التي تنزل على المؤمن من خالقه اختبارا لإيمانه و يجب على المبتلى في هذه الحالة الصبر و الرضا و تقبل النتائج لأنها من مكفرات الذنوب فعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة –رضي الله عنهما أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال : "ما يصيبُ المسلمَ من نَصبٍ ولا وَصبٍ، ولا همٌّ ولا حزَنٍ، ولا أذى ولا غمٌّ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه"رواه البخاري ومسلم.
الصبر في القرآن و السنة:
أمر الله تعالى بالصبر فقال: { قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)} [الأعراف: 128]. وأثنى على أهله فقال: { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} [البقرة 177]. و ذكر في آيات أخرى جزاء الصابرين، فقال تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)} [الزمر: 10]. وفي موطن آخر بين أن الهداة قد نالوا هذا المقام الرفيع بالصبر فقال سبحانه: { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)} [السجدة: 24]
ولقد جاءت الأحاديث النبوية الكثيرة مؤكدةً فضل الصبر ومن بينها ما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أُعطيَ أحد من عطاء خيراً وأوسع من الصبر" . رواه البخاري و مسلم
اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين المحتسبين
hgwfv
توقيع : ريح النصر
علمني ديني أنه لا ملجأ من الله إلا إليه... وإذا أردت العزة فلا أنكسر إلى سواه
قال رسول الله -صلى الله عيه وسلم-:" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له" رواه مسلم .
اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين المحتسبين... اللهم آمين.
توقيع : ريح النصر
علمني ديني أنه لا ملجأ من الله إلا إليه... وإذا أردت العزة فلا أنكسر إلى سواه