[justify]يقول الملك الحق سبحانه وتعالي في سورة طه : ( قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ) .
العجيب أن جمهور النحاة اختلفو في توجيه إن وما دخلت عليه على خمسة أوجه ...
أما توجيه هذه القراءة فجاءت كما يأتي:
1/ إنْ هذان لساحران: فـ إن مخففة من الثقيلة وقد أهملت، وما بعدها مبتدأ وخبر.
2/ إنّ هذان لساحران: وفيها خمسة أوجه:
أ/ أن ساحران خبر لإن منصوب بفتحة مقدرة على لغة بلحارث بن كعب وهي لغة يلزم المثنى فيها الألف فيعرب عندئذ إعراب الاسم المقصور.
ب/ "إنّ" هنا بمعنى "نعم" وليست حرفا ناسخا.
ج/ اسم "إنّ" ضمير شأن محذوف وما بعدها جملة اسمية في محل رفع خبر إن.
د/ "هذان" اسم إشارة مبني حملا على المفرد "هذا"وبالتالي فـ"هذان" اسم إن مبني في محل نصب.
هـ/ أن هذان أصلها "هذا+ين" فلما اجتمع ساكنان حذف أحدهما وهو الثاني هنا فهي إذن اسم إن منصوب وعلامة نصبه الياء التي حُذفت لالتقاء الساكنين.
وأما ما ادّعاه بعض المرجفين من المستشرقين أو المستغربين أو المنافقين بأن في القرآن لحنا فهي دعوى قديمة حديثة ، قال المهدوي المتوفى سنة 440 هجرية: وما روي عن عائشة رضي الله عنها من قولها "إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها" لم يصح، ولم يوجد في القرآن العظيم حرف واحد إلا وله وجه صحيح في العربية وقد قال الله تعالى (لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه تنزيل من حكيم حميد)
شرح شذور الذهب .
وأخيرا أحب أن أقول إن وجود خمسة أوجه لتوجيه هذه القراءة هو أقوى رد على أولئك الأدعياء وبالله وحده نعتصم من كل فتنة وبدعة