الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء، الحمد لله على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين . أماّ بعد:
تأملت في هذه الحياة الدنيا وتأملت في الناجحين والفاشلين، فوجدت سمة مشتركة بينهم، وهو التحدي، فالناجح يتخطى التحديات الموجودة، والفاشل يتوقف عند التحديات ولا يستطيع تخطيها. بل أكثر من ذلك، فالأمة التي تتخطى التحديات هي الأمة التي ستنهض وستقود البشرية لأن الأمة التي تستطيع قهر التحديات هي أمة قوية.
أحببت أن أبدأ سلسلة جديدة أسميتها ب(تحديات) لأنني أؤمن بأن الحياة كلها عبارة عن تحديات وما لم نتخط هذه التحديات فلن نستطيع أن ننجح أو نتميز. وكما هو معلوم لدينا بأن هدفنا الأسمى بعد رضا الله تعالى هو دخول الجنة، وطريق الجنة مليء بالتحديات حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "حجبت الجنة بالمكاره".
أهدف من خلال هذه السلسلة بإذن الله تعالى أن أبيّن بعض التحديات التي تواجه الإنسان في حياته وكيف يستطيع التغلب عليها، وبالتالي يضع لنفسه منهجا واضحا للتغلب على كل التحديات الكثيرة الموجودة في الحياة.
أسأل الله العظيم أن يوفقني لكتابة هذه السلسلة وأن يرزقني الإخلاص فيها، وأن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن نساهم جميعا في نهضة الأمة الإسلامية من جديد. والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وسيد الخلق أجمعين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (تحديات) والتي نتعرف فيها على بعض التحديات التي تواجه الشخص في حياته في سبيل الوصول إلى الجنّة، ومواجهة هذه التحديات هي التي تحدد المتميز من غيره، أو لنقل بعبارة أخرى، هي التي ترفع درجة الشخص في الجنّة.
التحديات كثيرة في الحياة، ولكنني أعتبر أن هناك تحدّ صعب ينبغي لمن أراد المعالي أن يواجهه، ألا وهو تحدي (النية).
لعل من أصعب الأمور التي واجهت الصالحين من قبل وتواجهنا نحن أيضا، مسألة النية أو الإخلاص، فقبول الأعمال مرتبط بهذا العمل، فمتى صلحت النية، كان أدعى لقبول العمل عند الله تعالى، والتحدي في النية أن الشخص يجب عليه أن تكون نيته خالصة لوجه الله تعالى قبل وأثناء وبعد العمل، فالأمر يحتاج إلى مجاهدة كبيرة ومعركة كبيرة مع الشيطان، وصدق الرجل الصالح حين قال: "ما رأيت مثل نيّتي، من كثرة ما تتقلب عليّ".
متى استطاع الشخص أن يجتاز هذا التحدي، كان في طريق التميز في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والصدق في جميع الأقوال والأفعال، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، مالك الملك ذو الجلال والإكرام، الحمد لله الذي يسّر لنا طاعته، وأرسل رسوله بالحق بشيرا ونذيرا، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، وسيد ولد آدم، محمد بن عبد الله، عليه أفضل السلام وأتمّ التسليم، أمّا بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (تحديات) والتي نسعى من خلالها إلى بيان بعض التحديات التي تواجه الشخص في حياته وكيفية مواجهتها وعبورها بإذن الله تعالى.
تأملت في العبادات المختلفة، فوجدت منها اليسير ومنها الصعب على النفس، ولكني وجدت نوعا من العبادات تشكّل تحديا كبيرا للشخص، وإذا استطاع الشخص تجاوز هذا التحدي استطاع أن يحصل على الأجر العظيم من الله تعالى. هذه العبادات هي التي فيها تحدٍّ للنوم.
تأملوا معي في هذه العبادات ومدى قلة الناس فيها لتجدوا مقدار التحدي الموجود، وتجدوا في المقابل مقدار الأجر الكبير الذي وضحّه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم، وسأقف معكم على ثلاث أمثلة.
الأول هو صلاة الفجر، والأغلب يعرف الأجر الكبير لصلاة الفجر وذلك لأن الشخص يتحدى نفسه ويقوم من فراشه ويذهب ليؤدي هذه الصلاة.
المثال الثاني هو قيام الليل وخاصة في الثلث الأخير، وفيها تحدٍّ كبير جدا للنفس ولذلك وضعها النبي صلى الله عليه وسلم في مقدمة النوافل حيث قال صلى الله عليه وسلم: "وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". رواه مسلم
المثال الثالث هو الاعتكاف بعد صلاة الفجر حتى الشروق، ولا شك أن هذا فيه أيضا تحدٍّ كبير للنفس لأن النوم ممتع بعد صلاة الفجر، ولذلك أيضا وضع النبي صلى الله عليه وسلم أجرا كبيرا لمن أدّى هذه العبادة، حيث قال: "من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة و عمرة تامة تامة تامة" (صحيح الجامع).
هذه بعض الأمثلة وغيرها الكثير ونسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى تخطي هذه التحديات في هذه الدنيا حتى ندخل جنة ربنا بسلام وننال الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى. والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد، مع حلقة جديدة من سلسلة (تحديات) والتي نسعى من خلالها إلى بيان بعض التحديات التي تواجه الشخص في حياته وكيفية مواجهتها وعبورها بإذن الله تعالى.
أحيانا أتساءل، هل هناك تحدٍّ في التحلي بالأخلاق؟ بمعنى أنّه هل من السهولة أن يكون الشخص صادقا، أمينا، وفيّا إلى آخر ذلك من الأخلاق؟ أتوقّع – في وجهة نظري – أن هناك بعض الأخلاق تسهل التخلق بها والبعض الآخر – وهي الأغلب – فيها تحدّ للنفس ولذلك وضع لها الإسلام أجرا كبيرا وعظيما.
مثلا، خلق الصدق من أكثر الأخلاق التي يحث عليها الإسلام، والمتأمل في واقع الناس يرى الكذب منتشرا – وللأسف- على جميع المستويات، فالصدق من الأخلاق التي يجب أن يتحدى فيها الشخص نفسه لأن الواقع في كثير من الأحيان يخبرك بأنه لو كذبت فسيهل لك الطريق وستحصل على ما تريد، ولكن الشخص لو ربط نفسه بالآخرة لوجد أنه بصدقه قد يخسر في هذه اللحظة ولكنه سيفوز في النهاية.
والأمثلة في الأخلاق الأخرى كثيرة، منها الأمانة وضدها الغش، وكظم الغيظ وضدها الغضب، والإيثار وضدها الحرص، والتواضع وضدها التكبر، وغيرها من الأخلاق الحميدة وما تضادها من الأخلاق السيئة.
ولعلنا نفهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: "إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم والقائم". رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه. نفهم الأجر العظيم لصاحب الأخلاق الحسنة لأن فيها تحدٍّ كبير للنفس، والتحديات دائما كما ذكرنا يقابلها أجر عظيم إن تغلّب عليها.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا أخلاقنا حميدة ويبعد عنّا الأخلاق الذميمة وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.