كثيرٌ منا يقع في أخطاء لغوية ونحوية , وهو ما يدري أنَّه قد وقع في تلك الأخطاء,ومن تلك الأخطاء الفادحة التي لاتُغْتَفَرُ في اللغة العربية (استعمالُ التمنَّي بأنواعه في غير مكانه المناسب واللائق به).
فالمدرس مثلاً: يكتب نهاية الأسئلة الامتحانية (مع تمنياتي بالنجاح والتوفيق).
وعند عيادة المريض نرى البعض قد يضعون ورقة قد كتب فيها (مع تمنياتنا لكم بالشفاء العاجل) .
وأن يكتب الصديق لصديقه رسالةً قد كتب في نهايتها (مع أطيب التمنيات).
وغير ذلك من أنواع التمني التي تُستَخدم في غير مكانها المناسب ومحلها اللائق بها.
فلو توقفنا على تعريف التمني لتبين لنا أن استعماله في مثل هذه المواضع التي مر ذكرها خطأٌ لغوي فاحش وخاصة عند طلبة العلم.
فهيا بنا لنتعرف على المعنى المراد من التمني وأنواعه و ضروب عليه
التمني : طلب أمرٍ أمر محبوب لا يرجى حصوله
إما : 1-لكونه مستحيلاً
كقول جرير: ولى الشباب حميدة أيامه ******لو كان ذلك يُشتَرَى أو يرجعُ
2-أو لكونه ممكناً غير مطموع في نيله
كقول الله تعالى :[ يا ليتَ لي مثل ما أوتي قارون].
اللفظ الموضوع للتمني :
1-مشتقات كلمة التمني (أتمنى –يتمنى-تمنيات....)
2-وقد يتمنى بليت كقول الشاعر ابن الرومي في شهر رمضان
فليت الليل فيه كان شهراً ******و مرَّ نهاره مرَّ السحابِ
3-وقد يتمنى بلعل ولو وهل ويكون ذلك لغرض بلاغيٍ
قال الله تعالى: [فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا]
(أما إذا كان الأمر المحبوب مما يرجى حصوله كان طلبه ترجياً)
ويعبر عنه
1-بمشتقات الرجاء (أرجو-رجوت-راجِ......)أرجو الله الهداية لي ولكم.
2-لعل : لعل الفرج من الله قريب .
3-عسى : عسى أن نلقى الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه.
4-وقد تستعمل ليت لغرض بلاغي والمراد من الغرض البلاغي إبراز المرجو في صورة المستحيل مبالغة فيه بعد نيله
كقول أبي الطيب:
فليتَ هوى الأحبة كان عدلاً *********فحمَّل كل قلب ما أطاقا