حينما نتدبر اوائل سورة الصافات نجد انه هناك علاقة وثيقة بين ماورد في اوائل السورة والطير -- نقرا سويا اوائل السورة (والصافات صفا -فالزاجرات زجرا ---فالتاليات ذكرا --ان الهكم لواحد-- رب السموات والارض وما بينهما ورب المشارق )
--نجد وصف الطير بانها صافات ورد في القرءان الكريم مرتين كالاتي -
قال تعالى ( او لم يروا الى الطير فوقهم صافات ) سورة الملك 19
قال تعالى ( الم تر ان الله يسبح له من في السموات والارض والطير صافات ) النور 41
لذا فاننا يمكن لنا ان نفهم ان المفصود بالصافات هى الطير ونرجح ذلك عن قول بعض المفسرين ان الصافات هم الملائكة وذلك لسببين اولهما الذكر الواضح في القرءان ان الطير صافات -- وثانيهما انه في نفس سورة الصافات فقد تم وصف الملائكة بانهم ( الصافون ) وليسوا الصافات وذلك في قوله تعالى ( وما منا الا واه مقام معلوم - وانا لنحن الصافون - وانا لنحن المسبحون ) الصافات 164 و 165 و 166
نرجع الى محاولة فهم اوائل سورة الصافات فانه يمكن لنا ان نفهم ان الصافات صفا هى الطير وان الزاجرات زجرا هى المجموعة من الطير التي تقوم بزجر الاخريات ليبداوا في الاستيقاظ وذلك لكى يرددوا تسبيح الله ساعة سماعها اذان الفجر وذلك تطبيقا لقوله تعالى ( يا جبال اوبي معه والطير ) سورةسبأ32 واوبي معه اي رددي تسبيح سيدنا داود وهو المقصود ب (التاليات ذكرا ) وقوله تعالى ( وسخرنا مع داودالجبال يسبحن والطير ) الانبياء79-- ويؤيد هذا الفهم ان الذكر الذي تردده الطير ساعة الفجرهو ما يشمله الاذان ( ان الهكم لواحد -) وذلك ساعة الاشراق ( رب السموات والارض ورب المشارق ) وتلاحظ هنا ( رب المشارق ) لان التسبيح وترديد الذكر كان مع اذان الفجر
هذا فهمي لبداية سورة الصافات والله اعلم
كذلك نلاحظ خصوصية للطير في القرءان الكريم وذلك من خلال ايات كثيرة نذكر بعضها كالاتي
قال تعالى ( وارسل عليهم طيرا ابابيل )سورة الفيل3
قال تعالى ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير ) النمل 17
قال تعالى ( وورث سليمان داود وقال يايها الناس علمنا منطق الطير )
قال تعالى ( او لم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن الا الله ) النحل 79
قال تعالى ( واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني ) المائدة 110
قال تعالى ( قال فخذ اربعة من الطير ) البقرة260
قال تعالى ((الطير فوقهم صافات ) الملك 19
قال تعالى ( والطير محشورة كل له اواب ) ص 19
قال تعالى ( يا جبال اوبي معه والطير ) سبأ 34
قال تعالى ( وتفقد الطير ) النمل 27
قال تعالى ( وسخرنا مع داود الجبال يسبحن معه والطير ) الانبياء 79
نلاحظ خصوصية للطير في القرءان الكريم نرجو من العلماء والباحثين وعلماء البيولوجى وغيرهم ان يبحثوا في اسباب خصوصية الطير فانني واثق انهم سيجدون عجبا
محمد شملول