أيها السعيد بالإسلام
ألا ترى نعمة الله عليك في أن جعلك مسلمًا؟
حررك من العبودية للمخلوقين وجعلك عبدًا لله وحده, نهاك أن تسجد أو أن تذل لسواه, نهاك أن تحلف بمخلوق أو أن تصرف عبادتك لمقبور أو أي طاغوت جعلك من خير أمه أخرجت للناس, نهاك عن إتيان السحرة والكُهَّان الذين يعبثون بعقائد وعقول البشر.
ألا تحب الله الذي أرسل إليك خير رسله محمد 0 وأنزل عليه القرءان العظيم؟ رضي لك الإسلام دينًا, حبب إليك الإيمان وزَيَّنَهُ في قلبك, وكرَّه إليك الكفر والفُسوق والعِصيَان.
أيها المسلم.... أنت مُدلل بأحكام هذه الشريعة!
فالشرع حرَّم دمكَ ومالكَ وعرضك على الناس، جعل سبابك فسوقًا وقتالك كفرًا, حَرَّم أن يُشارَ إليك بحديدة أو أن تُروَّع وأنت الآمن، حَرَّم أن يباعَ على بيعك أو أن يُشتَرى على شرائك، أو أن تُخطب مخطوبتك، وجعلك قيمًا على زوجتك, وُحَرَّم عليها صيام النفل وأنت شاهد إلا بإذنك, وسخط عليها إن هي منعتك حقك, حرَّم على ابنتك أن تتزوج إلا بإذنك ورضاك, حرَّم على جيرانك أن يؤذوك، وعلى أولادك أن يعقّوك، وعلى التجار أن يغشوك أمر الناس بالتواضع وخفض الجناح لك, ولين الكلام معك، وبإكرامك إن نزلت عليهم ضيفًا، وبتشميتك إن عَطست فحمدت قالوا: (يرحمك الله), وجعل تبسمهم في وجهك صدقة وعبادة.
شرع القرض لتفريج كرباتك, ورغب الناس في زيارتك إن مرضت, ووعد عليها بالأجر العظيم, جعل دية أصبع منك عشرة من الإبل, وأمر الدولة الإسلامية أن تفتديك بكل ما تقدر عليه إن أسرك العدو, فإن مت أمر بتغسيلك وتكفينك ودفنك سترة لك وكرامة, ورغب الناس في الصلاة عليك واتباع جنازتك, وأمر بالإحسان إلى أولادك اليتامى فكافلهم مع رسول الله 0 في الجنة كهاتين.
ذبت حياءً منك مولاي
شرعت لنا الجهاد ولولاه لداهم العدو ديارنا فأفسد البلاد والعباد, شرعت لنا الزواج والتعدد, شرعت لنا القصاص, ولنا فيه حياة, شرعت لنا الاستخارة نستخيرك في أمورنا, شرعت لنا العيد نفرح ويعلم أعداؤنا أن في ديننا فُسحة, شوقتنا إلى الجنة, خوفتنا من النار, شرعت الهدية لإدخال السرور وتوطيد المحبة, شرعت إفشاء السلام وإطعام الطعام, أمرتنا بصلاة الجماعة ولولا وجوبها لما لاق بأمثالنا أن يدخل بيوت الله, أذنت لنا بذكرك ولم تُوجِب علينا غسل ألسنتنا (ألف مرة) قبل ذكرك.
ألا تحبه...
رفع عنك الخطأ والنسيان وما استكرهت عليه, خفف عليك الصلاة من خمسين إلى خمس, ورخص لك في الجمع والقصر أحيانًا, وأجاز لك الصلاة قاعدًا, بل ومضطجعًا إن كنت معذور تيسيرًا عليك ورفعًا للحرج.
جعل الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها, أعطاك ليلة القدر خير من ألف شهر, شرع لك الدعاء تناجيه شرع لك سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها, جعل ركعتي الضحى كإخراج 360 صدقة, أعطاك على قولك «سبحان الله وبحمده» نخلة في الجنة, حصنك بالأذكار فلا يقربك شيطان, أعطاك بكل حرف في القرءان تتلوه 10 حسنات, إن دللت على خير أعطاك مثل أجر فاعله, وعدك بيتًا في الجنة مقابل اثنتي عشر ركعة من غير الفريضة.
نهى الناس عن سوء الظن بك أو خيانتك أو حسدك أو الشماتة بك, وحرم عليهم احتقارك, والطعن في نسبك, والغدر بك, وهجرك فوق ثلاث, نهى عن التغوط في الطريق التي تسلكها.
«لمصلحتك».....
• حرَّم عليك تناول السم, والخمر المفسدة, وتعاطي الزنا المدمر.
• حرَّم عليك الميتة, والدم, ولحم الخنزير, والنجاسات, والخبائث.
• حرَّم عليك الربا, فأنت لا تقوى على حرب الله.
تأمل نسبة المحرمات من الطعام والشراب والنساء والمعاملات فإذا هي لا تذكر في جانب الحلال الطيب المباح.
أمرك بكل معروف ونهاك عن كل منكر.
«هنيئًا لك إسلامك»...
سافر رجل إلى بلاد الهند ونزل في أحد الفنادق, ثم استيقظ مبكرًا على جلبة وضجيج, فسأل عن السبب فعرف أن هناك جنازة لرجل مات, لكنه لما نظر رأى نعشين, وفي الثاني امرأة مُسَجَّاة على خشب تضطرب وتتحرك فسأل مُندهشًا عن هذا!! فقالوا: «إنها زوجته ويجب أن تُدفن وتُحرق معه» هكذا يأمرهم دينهم, أما إن ماتت الزوجة فهو يتزوج غيرها. فهل هذا دين؟!! قل الحمد لله على نعمة الإسلام.
يقسم لي بالله أحد إخواني وكان مسافرًا للخليج أنه فتح باب غرفة السكن يومًا فوجد عاملًا هنديًا يسجد لـ «علبة البيفي» وعليها صورة البقرة!!.
هل استشعرت العزة التي أنت فيها أيها المسلم بانتمائك لهذا الدين العظيم, وليس هذا البحث مجال لعرض سخافات الملل الأخرى والأديان المحرفة وإلا لطال المقام بي.
فهؤلاء يسجدوا للفئران, وآخرون يعبدون الصلبان والأوثان, وهذا يتاجر في صكوك الغفران, والحمد لله على العافية.
إن الله عز وجل أنعم عليك أيها المسلم بنعمة العقيدة الصحيحة السليمة, أما غيركَ أيها الموحد ففي ضلالاتهم يترددون، وفي ظلماتهم يتخبطون ويتحيرون, وقرآنك يزيد على 6000 آية يستحيل ثم يستحيل ثم يستحيل أن تجد فيه معلومة غير صحيحة أو حرفًا يخالف الحق: [ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ] [ﮓ ﮔ ﮕ], كم من إنسان اعتقد عقيدة وآمن بنظرية ثم تبين له بطلانها وفسادها, فأصيب بحسرة وخيبة دمرت كيانه! أما المسلم فينعم بأمان عقائدي عجيب لا مثيل له, إذ ليس في كتابنا حرف يُنْقَضْ فما من حدث يمر في الكون إلا وتراه مؤكدًا لما فيه.
«قل الحمد لله»...
أعطاك الإسلام وجعلك على السنة, فلستَ شيعيًا تعبد الحسين والعباس, ولست صُوفيًا تعبد القبور والأولياء, ولستَ عقلانيًا تقدس العقل وتُقَدِمه على نصوص الوحي الشريف, ولست من الخوارج تكفر الناس بهواك.
اسمك, محمد أو أحمد أو عَلِي, وليس اسمك جرجس أو بطرس أو عبد المسيح!!!.
اسمك فاطمة أو خديجة وليس دميانة أو راشيل أو إيفون أو ماتلدا.
بسم الله الرحمن الرحيم ولإرجاع الفضل إلى أهله فهذا الكلام ليس من كلامي بل من كلام فضيلة الشيخ هاني حسن وقد ذكره في كتابه الممتع آيات الله المبهرة وتذكير بنعمه المتواترة وقد طبع في الدار العالمية للنشر والتوزيع بالإسكندرية ـ مصر، ورقم هاتف الشيخ هو 0111004767 ولكن هو قليلا ما يرد على الهاتف فمن أراد التواصل معه يكون بالرسائل القصيرة. أبو زياد