حقيقة لا مفر منها كلما ضاق أفقك زادت تعاستك وتعاسة من حولك بك .
ضيق الأفق ومحدودية النظر والنظر من زاوية واحدة والتزام الزوايا الحادة وعدم الاعتراف بالزوايا القائمة أو المنفرجة والسير في طريق لا يسع غيرك معك والسعي لتكوين تقاطعات كلها من علامات التعاسة الدائمة .
يا أخي لي أهداف ولك أهداف ولي آمال ولك آمال، لكن لنجعلها جميعا ضمن إطار هدفنا المشترك رضى الله وجنته والنجاة من عذابه وجحيمه وخدمة دينه.
هذه من أولى مستلزمات سعة الأفق.
يا أخي من حقك أن ترفض فكرتي لكن لا يكن ذلك سببا لأن أخذ منك موقف وتأخذ مني موقفاً
لا تكن حرفيا دقيقا في كل شي ومع كل أحد، ليس أتعس من أب وأم يحصون على أولادهم احصاء دقيقا...
ولا أتعس من مدير لا يتغابى أحيانا رحمة بالمروؤس .
التغابي من سعة الأفق، وكما قيل :
وليس الغبي بسيد في قومه
ولكن سيد القوم المتغابي
الغضب أحد الأبناء الأعزاء لضيق الأفق لذلك حذر منه صلى الله عليه وسلم قائلا (لا تغضب)
سأنثر لك رحيقا مختوما من بعض مواقفه صلى الله عليه وسلم لنرى كيف كانت سعة أفقه بأبي هو وأمي ولنسعى جاهدين للتأسي به في كل أحوالنا :
يشده الأعرابي ببردته صلى الله عليه وسلم حتى تؤثر في عنقه ويقول أعطني من مال الله، فيبتسم صلى الله عليه وسلم ويأمر له بعطاء .
الأعرابي يريد المال وحبيبنا صلى الله عليه وسلم يريد للأعرابي الجنة !
يقول للأنصار في سعة أفق وتطيبا لخواطرهم لما وقع في نفوسهم عند تقسيم الغنائم أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتعودون برسول الله إلى رحالكم)
هنيئا لكم قسمكم وحظكم يا معشر الأنصار .