قال تعالى : ( ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين )
لقد وقفوا على براءته و بالدليل , و ليست سيرته بسيرة متهتك , بل و لقد توسموا فيه الخير منذ أن رأوه للمرة الاولى و قبل أن يعرفوه و يعرفوا اخلاقه ” عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا “
لكنه الكبر و ما أدراك ما الكبر , قال صلى الله عليه و سلم ” الكبر بَطَر الحق و غَمط الناس “
و بطر الحق رفضه و دفعه , فلما ظهر لهم الحق رفضوه و دفعوه و أخروا إقامة العدل الى حين , ففضلوا سجنه , حفاظا على سمعتهم .. !
فماذا حصل ؟
الذي حصل هو التالي :
( و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين , قال اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم )
لكن هذا الاستخلاص و هذا التشريف لم يأت بمجرد تأخير إقامة العدل , بل كانت له أسباب عظيمة جليلة , نستخلص بعضها كما ذُكرت في الايات تباعا ..
** تأمل معي كل آية و تدقق فيها و أطل فيها النظر و التفكير ..
** لو تأملت معي هذه الايات لعلمت , أن أهل الحق لا يهولهم دفع أهل الباطل للحق و رفضهم له و تأخيرهم لإقامة العدل ..
** و لو تأملت معي هذه الايات , لعلمت أن اهل الحق لا يواجهون تأخير الحق بالإتكال , بل يواجهونه بالعمل و التوكل و الاستعانة بالله ..
** لو تأملت معي هذه الايات للاحظت شيئا عجيبا جميلا و هو ان يوسف عليه السلام وصل الى ما وصل اليه بالتوحيد الخالص و بالعفة و الامتناع عن الفاحشة , فيا لها من علاقة بليغة بين العقيدة و العفة .. ^^
** و لو تأملت معي هذه الايات لعلمت معي أن الانسان بمقدوره أن يهيئ لنفسه أسباب النصر و التمكين و هو مسجون ^^ , فما أدراك عن الاسباب التي يتخذها لو كان حرا طليقا ^^
…
ثم قال الله عز و جل : ( وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )
إنه أجر الاحسان الذي لا يضيع ♥
أن تعبد الله كأنك تراه ♥
فنحن الان في زمان تأخر فيه إقامة العدل , لكن من منا