من خاطرتي(2)....
يكسر خاطري,عندما أبالغ في الاهتمام بأحدهم وبغتة يبيعني في سوق النخاسة
يدمي فؤادي,عندما يصنع المال سداً منيعاً وسامقاً بيني وبين غاية نبيلة لي,ليجعلني أتلوع محترقاً مهشماً بيدي الكادحتين لما أحمل في جيبي المرقع من قطع معدنية مسكينة.
يقطع شرياني أن أعصر مكمن أسراري خالطاً إياه بدمي, لأحد قد وثقت به وظننته مستقر الأفكار والأسرار وعلى غين غرة وببضع ساعات قليلات يبخره هباء منثوراً.
يردي لبي ابتسامات خادعة غادرة تعزم على امتصاص دمك وتعمد إلى إعدامك.
يخرق قلبي قلوب لا تبالي بأحاسيس الناس ,فلا تلهث إلا وراء الألماس.
يحطم خلدي شاب أو فتاة قد جعل من دينه لعبة قد رمى بها وراء ظهره ليجعلها في آخر الأخير الذي قد يفكر به ثانية من حياته.
يمزق كياني وجوه بريئة قد جر بها إلى قاعات الموبقات أو إلى السجائر الآثمات القاتلات.
يحزن نفسي من يؤول ويتأول يشاغب ويكثر التشغيب لكي يحلل ويحرم كما يريد هواه, يفتي ويضلل ليحقق مناه.
يجرحني من يعترف بأنه يفعل حراماً ثم يغدو ويصبح ويمسي عليه.
يخز صميمي إنسان مخطئ آفاك ,يرتكب جرماً فتاك ,ثم إذا ما لمته تشدق بلسانه, وجهر بصوته ,مدافعاً عن قبيحته ,لكيلا يعترف بذنبه, يعتبر ذلك ذلاً وتقليلاً من هيبته
يشق كبدي فتيات يلبسن الحجاب, ثم تراهن ضاحكات في الطرقات ويرتكبن السيئات القبيحات.
يذيب جسدي شباب على اللهو هاجمون ,وهنا وهناك ضائعون, يرتكبون ويفعلون,ويا ليتهم يعلمون.
يسحق بدني شاب ملتزم تقي ,بحر من العلم والأدب, يقرع باباً ليخطب فتاة فيوصد في وجهه لفقره وضنه وفاقته.
يفجر جسمي أب يقدم ابنته بقصعة فاخرة إلى مارد طلبها ,مارد ضخم الجثة والمال ,فارس أحلام ثقال, لا تعرف جبهته سجوداً للكبير المتعال
يطعنني من يسطر أعلى متجره "الحاج المعتمر وأولاده" تراه في الصف الأول وراء الإمام ,وإذا هو بأكبر لص محتال .
يطعنني تاجر محتكر غشاش أو غني جعطري جواظ يده مغلولة إلى عنقه يفرش الموائد العظيمة, وهناك ليس ببعيد عنه الفقير الذي يتقاسم وأطفاله حبات الزيتون وكسرات الخبز.
تحتضر أعضائي من هذا المجتمع الأحمق الفاسق الأخرق الذي قد جعل من هذه الدنيا همه والذي في تربته بذور خير يرجى لها أن تورق.
يقتل يموت يمزق ينهار..............أفعال وأقوال ولكن ماذا تنفع في عالم قد ضج بالضلال ؟فلا حول ولاقوة إلى بالله فهو المولى وعليه الاتكال.
قف لحظة فلم أنتهي......
يسعد خاطري وفؤادي ولبي ويشفيه أن نجعل ديننا
لحمنا ودمنا
شرياننا ووريدنا
وعندها ينطفئ كل ما ذكرته من مجتمعنا.