*قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: "لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ؛ ما لم يعلم من أين أخذناه ". وفي رواية: " حرام على مَن لم يعرف دليلي أن يُفتي بكلامي ".ذكره ابن عابدين في " حاشيته " على " البحر الرائق " (6/293). قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي ؛ فكل ما وافق الكتاب والسنة ؛ فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة ؛ فاتركوه "ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (2/32). " ليس أحد - بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا ويؤخذ من قوله ويترك ؛ إلا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ابن عبد البر في " الجامع " (2/91). قال الإمام الشافعي رحمه الله: ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعزُبُ عنه،فمهما قلتُ من قول، أو أصّلت من أصل، فيه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلاف ما قلت ؛ فالقول ما قال رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو قولي "." تاريخ دمشق " لابن عساكر(15/1/3). " أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ لم يَحِلَّ له أن يَدَعَهَا لقول أحد " " إعلام الموقعين " (2/361). " كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أهل النقل بخلاف ما قلت ؛ فأنا راجع عنها في حياتي، وبعد موتي "أبو نعيم في " الحلية " (9/107). قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: " من رد حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فهو على شفا هَلَكة " ابن الجوزي (مناقب الإمام أحمد) (ص 182). " رأي الأوزاعي، ورأي مالك، ورأي أبي حنيفة ؛ كله رأي، وهو عندي سواء، وإنما الحجة في الآثار"ابن عبد البر في " الجامع " (2/149).
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان